> «الأيام» غرفة الأخبار:
في ظل الحرب بين إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، وحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، فإن هجمات جماعة الحوثي على أهداف إسرائيلية دعما للشعب الفلسطيني من شأنها عرقلة تسوية النزاع اليمني.
ذلك ما خلص إليه عبدالعزيز الكيلاني في تحليل بـ"منتدى الخليج الدولي" (Gulf International Forum) على ضوء شن الحوثيين من اليمن عدة هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل.
ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر الجاري، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة استشهد خلالها أكثر من 14 ألف فلسطيني، ثم بدأت في اليوم التالي هدنة إنسانية تستمر 4 أيام قابلة للتمديد، برعاية قطرية مصرية أمريكية، وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
ومنذ أشهر، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على مدن ومحافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
وبحسب خبير الشرق الأوسط والمحلل السابق في وزارة الخارجية الأمريكية جريجوري أفتانديليان، فإن "التصعيد الراهن بين حماس وإسرائيل يمثل تحديًا كبيرًا لسياسة واشنطن في اليمن".
أفتانديليان شدد على أن "محاولات الحوثيين شن ضربات ضد إسرائيل، أعاقت الجهود الأمريكية للعمل معهم لإنهاء الحرب اليمنية".
- حرب أخرى
"كما لا تريد الولايات المتحدة أن تؤدي المواجهة بين إسرائيل وحماس إلى حرب إقليمية، وستشهد بلا شك المزيد من هجمات الحوثيين على هذا الطريق"، كما أضاف الكيلاني.
وفي 17 أكتوبر الماضي، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج إن "أسوأ مخاوفه هو أن ينجر اليمن إلى حرب أخرى، بينما حرب (اليمن) لم تنته بعد".
لكن الكيلاني رأى أنه "من غير المرجح أن ينخرط الحوثيون بشكل عميق في حرب غزة، ومن المرجح أن يعكس موقفهم موقف حزب الله (في لبنان)، الحليف الوثيق (لإيران)".
- الرياض والحوثيون
ووصفت الخبيرة في الشؤون اليمنية هيلين لاكنر نهج الرياض تجاه الحرب المستمرة بين إسرائيل و"حماس" بأنه "حذر للغاية".
وأعربت عن اعتقادها بأن "الحرب لم يكن لها أي تأثير مباشر على المحادثات السعودية الحوثية، على الأقل في الوقت الحالي، لكن هذا يمكن أن يتغير بسهولة في المستقبل اعتمادا على ما قد يحدث".
و"توجد مجموعة من التطورات السياسية في المنطقة، بين إسرائيل وحماس وبين السعودية واليمن، وحتى داخل جماعة الحوثي (اختلافات داخل القيادة)، يمكن أن تغير حسابات الجميع"، كما أردف الكيلاني.
وقال إنه "إذا شهدت الحرب بين حماس وإسرائيل تصعيدا كبيرا، فقد يؤدي ذلك إلى الضغط على المزيد من الأطراف الإقليمية للمشاركة فيها.. وبالنسبة لليمن، فقد مزقت الحرب الأهلية المستمرة البلاد بالفعل؛ وآخر ما يريده اليمنيون هو أن يكونوا جزءا من صراع آخر".
الكيلاني رجح أن "أي مشاركة لليمن في صراع خارجي لن تؤدي على الأرجح إلى تأخير عملية السلام الداخلي فحسب، بل قد تعني أيضا المزيد من البؤس والمجاعة لبلد شهد حربا دامت عقدا من الزمن ويستحق سلاما دائما".