رحم الله تعالى الأستاذ محمد زين عبدالله الكاف الإعلامي الصبور صاحب القلم المتميز في انتقاء الكلمات والعبارات المتعددة الفهم، وصاحب النكتة الظريفة والابتسامة غير المتكلفة واللهجة الحضرمية الدارجة والتواضع، لقد عرفته في أبريل 1997م بالعاصمة صنعاء بشرفة الإعلاميين بمجلس النواب وتوطدت العلاقة أكثر في لقاءات جمعية حضرمية عصر كل جمعة، والتي يرأس نقاشاتها الشيخ محفوظ سالم شماخ عليه رحمة الله تعالى، لقد كان يحضر لي في غالب الأيام صحيفة "الأيام" الغراء التي كانت تصدر بصلابة أبو باشا الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل رحمه الله تعالى (الذي تربطني بآل باشراحيل علاقة أسرية عبر خالي الدكتور سالم محمد باناجة، وعلاقات أخرى مع آل باشراحيل وصحيفة "الأيام" الناصرة للمظلومين والباعثة للقضية الجنوبية بكل أبعادها وليس المجال هنا لذكرها).
الأستاذ هشام باشراحيل الشخصية التي كانت تضع العناوين البارزة للصحيفة دون وجل أو خوف من الرئيس أوالحزب الحاكم في حينها الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله، والذي كان يتصل منتصف الليل للأستاذ هشام ليعرف ماهي عناوين صحيفة "الأيام" غدًا خاصة في ما يخص الجنوب وحراكه السلمي ومظالم المواطنين، لأن صحيفة الأيام كانت وما زالت ناصرة لكل مظلوم، وكان يرفض أبو باشا التدخل في حرية الصحافة، ويأتي الأستاذ محمد وهو مندوب صحيفة "الأيام" وأحد كتابها في الصباح الباكر ويهمس في أذني ويقول الله يعدي الأمور على خير، وكان الأستاذ محمد زين يفك لنا شفرة رموز عمود أو مربع يصدر بالصفحة الأخيرة لصحيفة "الأيام" تحت عنوان [لوجه الله]، وكنت أمد الأستاذ محمد بأخبار المجلس للجلسات المغلقة التي لم يحضرها الإعلاميين وأمده أيضًا بنسخ من تقارير اللجان الدائمة للمجلس، ومشاريع القوانين ومشاريع الاتفاقيات وغيرها من الأدبيات التي تهم الإعلام ليكون للأستاذ محمد زين رحمه الله تعالى.
ولصحيفتنا "الأيام" الغراء السبق الصحفي في القضايا المثارة بالواقع اليمني، ولقد كان الثلاثي لا يفترقون، وهم الشيخ محفوظ سالم شماخ، والزميل الأستاذ أبوبكر عباد عضو مجلس النواب عن مدينة شبام، والأستاذ محمد زين، ولهم جلسات نقاشات خاصة عن حضرموت، ويجتمعان أحيانًا كثيرة مع الأستاذ عبدالقادر باجمال رحمه الله، حتى سمعنا خبرًا صاعقًا في صباح أحد الأيام من نهاية العام 2007م، أن الأربعة أصيبوا بجلطات متتابعة، وتوفي الشيخ محفوظ سالم شماخ رحمه الله تعالى، والزميل أبوبكر أحمد عباد عمر عباد، عانى من الجلطة حتى توفي رحمه الله تعالى، وكذلك الأستاذ عبدالقادر عبدالرحمن باجمال رحمه الله تعالى، ونجى ربي الأستاذ محمد زين منها، وعاد يمارس نشاطه الإعلامي بأقل وتيرة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
* نائب رئيس مجلس النواب.