> حازم عياد:

لم تتمكن الولايات المتحدة من حشد الدول العربية خلفها في البحر الأحمر وبحر العرب، لحماية مصالح الاحتلال الإسرائيلي وتجارته العابرة للبحر الأحمر والتي تقدر بنصف تجارة الاحتلال الخارجية.

لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي في جولته التي تشمل دولًا عربية، انتهت قبل أن تبدأ بالفشل؛ إذ عجز الوزير عن تفعيل المنظومات المشتركة مع دول عربية طالما شاركت في المناورات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر وبحر العرب.

جهود أمريكا في الظاهر تقع في إطار محاولات متكررة لنقل أعباء حماية أمن الكيان الصهيوني للدول العربية، وتحويل معركة الاحتلال مع المقاومة إلى مواجهة بين الدول العربية وشعوبها وهي استراتيجية قاصرة ومليئة بالعيوب والثقوب .

جولة أوستن التي بدأت في الأراضي المحتلة بلقاء جمعه برئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ووزير الحرب يؤاف جالانت ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، مميزة كونها تأتي في ظروف عسكرية متغيرة وديناميكية غير مسيطر عليها، و من الممكن أن تتخذ منحى أكثر واقعية هذه المرة، فأمريكا باتت تستشعر خطر التصعيد في البحر الأحمر والأعباء المترتبة على ذلك وعلى قواتها وشراكاتها في المنطقة.

العجز الإسرائيلي والأمريكي في البحر الأحمر، واحتمالات التصعيد جنوب لبنان باتت عالية جدًا، ما يدفع الولايات المتحدة إلى تفعيل الوساطات والمفاوضات للوصول إلى هدن إنسانية مؤقتة، والبحث عن أي شكل ومظهر من مظاهر خفض التصعيد، على أمل إبعاد شبح الحرب الإقليمية المفضي لتورط أمريكي واسع في الحرب الدائرة على قطاع غزة.

الزمن لم يعد يعمل لصالح الإدارة الأمريكية والاحتلال والضغوط تتصاعد في البحر الأحمر وجنوب لبنان وسوريا والعراق، فضلًا عن الضغوط في الضفة الغربية وقرب الحدود المصرية، وتدفعها نحو إعادة ضبط إيقاع حساباتها السياسية والعسكرية، فضلًا عن إيقاع الاحتلال الإسرائيلي ليتناسب وجهود الوسطاء في مسقط والدوحة والهدن المقترحة.

فضلًا عن المفاوضات التي اتخذت مسارًا جديدًا في (أوسلو) بالنرويج و( وارسو) في بولندا، بحضور مدير المخابرات المركزية الأمريكي (CIA) وليام بيرنز ومدير الموساد ديفيد برنياع ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ختامًا: هل يقود التصعيد في البحر الأحمر وجنوب لبنان إلى إعادة الولايات المتحدة لحساباتها في حرب غزة؛ لتفتح الباب لمفاوضات جادة لوقف إطلاق النار والوصول إلى صفقة كبرى للأسرى ؛ أم تندفع نحو توسيع جبهات القتال، في ظل عزوف الشركاء الإقليميين عن التعاون معها، مقابل تعنت نتنياهو والقادة العسكريين الذين يواجهون شبح الفشل وفقدان القدرة على الحسم في قطاع غزة، هل ينجح أوستن في إعادة ضبط إيقاع الحرب على وقع المفاوضات والوساطات؟
*"كاتب صحفي من الأردن - السبيل".