> «الأيام» غرفة الأخبار:
تمارس الولايات المتحدة نهج التهدئة في مواجهة استفزازات إيرانية في مياه الخليج العربي؛ إذ لا ترغب واشنطن في تصعيد التوترات الإقليمية، وتراعي تحديات عالمية، بينها المنافسة الاستراتيجية مع الصين وروسيا ودعم أوكرانيا والتحالف مع إسرائيل.
وتنفي إيران صحة اتهامات لها بتهديد أمن الملاحة البحرية في ممرات إقليمية حيوية للتجارة العالمية، وتحّمل مسؤولية التوترات للانتشار الغربي في المياه الإقليمية، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.
وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها. ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة.
وتضامنًا مع غزة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية.
تلك القراءة طرحها كايزي تشو، في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي (Geopolitical Monitor)، على ضوء إعلان القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، في 27 نوفمبر الماضي، أن طائرات إيرانية بدون طيار حلقت للمراقبة فوق حاملة الطائرات الهجومية الأمريكية "أيزنهاور" أثناء إبحارها عبر الخليج العربي.
تشو اعتبر، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن هذه "الخطوة من جانب بحرية الحرس الثوري الإيراني كانت لفتة استفزازية ولكنها محسوبة، وبمثابة اختبار لرد فعل الولايات المتحدة على مواجهة مباشرة ولكن غير مميتة".
وتابع أن "رد البحرية الأمريكية (لم يتعرض للطائرات الإيرانية) يعكس ضبط النفس الاستراتيجي والسياسة الخارجية والاستراتيجية العسكرية الأمريكية الحالية في منطقة مليئة بالتعقيدات التاريخية والمنافسات الجيوسياسية المعاصرة".
- حذر أمريكي
و"يشير النهج الأمريكي المنضبط، وخاصة في ظل التزامات الولايات المتحدة المستمرة في أوكرانيا وتحالفها مع إسرائيل، إلى تحول نحو موقف أكثر اعتدالًا وحذرًا في التعامل مع قضايا إقليمية محددة"، كما أضاف تشو.
وأردف: "ويمكن أن يعزى هذا الرد إلى المخاوف بشأن تصاعد التوترات، بالنظر إلى الخلفية التاريخية لمنطقة الخليج وتداعياتها الدولية المحتملة. وقد يهدف ضبط النفس الاستراتيجي هذا إلى تجنب تقديم أي ذريعة لإيران أو غيرها من الجهات الإقليمية الفاعلة لتصعيد الصراع".
واستطرد: "كما يعكس الحادث تحولًا في استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية في التعامل مع الأزمات الدولية، ففي السنوات الأخيرة، تطور الدور الذي تلعبه وانشطن في الشؤون الدولية من الحزم الأحادي إلى نهج دبلوماسي أكثر حذرًا واستراتيجية".
و"يُنظر إلى هذا التغيير على أنه تكيف مع المشهد المتطور للعلاقات الدولية، ما يدل على زيادة التركيز على التعاون المتعدد الأطراف والالتزام بالمعايير الدولية"، وفقًا لتشو.
تشو قال إن: "التصرفات المنضبطة التي تقوم بها البحرية الأمريكية في الخليج العربي لها آثار كبيرة على التفاعلات المستقبلية بين الولايات المتحدة وإيران، فضلًا عن دول إقليمية أخرى. ورغم أن هذا النهج قد لا يحل الخلافات العميقة الجذور، إلا أنه يفتح سبلا لتهدئة التصعيد".
وأضاف أن "للحادث تداعيات مهمة على الدول المجاورة، وخاصة حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مثل السعودية وإسرائيل".
وأوضح أنه "يمكن لهذه الدول أن تفسر إظهار ضبط النفس على أنه إشارة إلى التزامات الولايات المتحدة الأمنية في المنطقة، وقد يؤثر ذلك أيضًا على تصورهم لاستراتيجية واشنطن الإقليمية طويلة المدى".
وقال إنه"ربما ينظر الحلفاء والخصوم على حد سواء إلى ضبط النفس هذا باعتباره إعادة ضبط للسياسة العسكرية الأمريكية في المنطقة، مما قد يؤثر على حساباتهم فيما يتعلق بالارتباطات المستقبلية مع واشنطن".
و"رغم أن ضبط النفس هذا قد يُنظر إليه باعتباره استراتيجية قصيرة الأمد لتجنب الصراع، إلا أن الولايات المتحدة تحتاج على المدى الطويل إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة مع تجنب الاستفزازات المفرطة، ما يتطلب تحقيق توازن بين إظهار القوة العسكرية وتبني المرونة الدبلوماسية"، كما أردف تشو.
وتابع أنه "في مواجهة البيئة السياسية المتغيرة في الشرق الأوسط، تحتاج الولايات المتحدة إلى تكييف استراتيجيتها بمرونة لمعالجة عوامل عدم الاستقرار الداخلي، مثل توسع نفوذ إيران الإقليمي، والتهديدات الإرهابية، والصراعات بالوكالة بين البلدان".
وزاد بأنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تأخذ في الاعتبار أيضًا التحديات العالمية التي تواجهها، مثل المنافسة الاستراتيجية مع الصين وروسيا، والالتزامات في أوكرانيا (دعمها في حرب مستمرة مع روسيا)، وتحالفها مع إسرائيل الذي سيؤثر على انتشارها العسكري وسياستها الخارجية في الشرق الأوسط".
وتضامنًا مع غزة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية.