> "الأيام" سبوتنيك:
رغم التوترات التي تشهدها المنطقة إثر الحرب على غزة، يبعث مسار التقارب الإيراني العربي بمؤشرات إيجابية.
في مارس 2023، أعلن التوصل إلى اتفاق، في بكين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهرين، بحسب بيان مشترك للدول الثلاث، وتلاها فيما بعد افتتاح السفارات.
بعد عودة العلاقات بين السعودية وإيران، انعكس ذلك بشكل مباشر على الملف اليمني، فيما توالت التصريحات من المسؤولين بإيران بشأن استعادة العلاقات مع مصر.
وفي آخر تطورات المشهد، هنأ الرئيس الإيراني الرئيس المصري بفوزه بولاية رئاسية جديدة، ما يشير إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستويات عليا. وعرض سلطان عمان هيثم بن طارق، خلال لقائه بالمرشد الإيراني علي خامنئي، في طهران، وساطة عُمانية لإعادة العلاقات بين إيران ومصر.
وفق الموقع الرسمي للمرشد الإيراني، قال: "إننا نرحب ببيان سلطان عمان حول رغبة مصر استئناف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، وليست لدينا مشكلة في هذا الصدد".
وتابع إن "هذه القضايا (جاءت) نتيجة للسياسة الجيدة لحكومة رئيسي من أجل توسيع وتنمية العلاقات مع دول الجوار والمنطقة".
في الإطار، قال الكاتب الصحفي إبراهيم العذري، المدير العام ورئيس تحرير وكالة الأنباء العمانية، إن عودة العلاقات المصرية الإيرانية إلى مستوياتها الطبيعية ستكون مصدرا للاستقرار في المنطقة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن هناك ترقب واهتمام لأي مؤشرات قد تصدر عن المسؤولين في البلدين، بعد التصريحات التي تحدثت عن تقارب محتمل وخصوصا بصورة أكبر من الجانب الإيراني.
وبشأن الوساطة العمانية تابع العذري: "فيما يخص الدور العماني في الوساطة بين البلدين، فلا توجد أي تصريحات رسمية بشأن هذا الملف من الجهات الرسمية العمانية، سوى ما تداولته وسائل الإعلام إثر الزيارة التي قام بها السلطان هيثم إلى طهران في مايو الماضي، ولقائه مع المرشد الإيراني الذي صرح من جانبه عن ترحيبه بالجهود المبذولة لإستعادة العلاقات الإيرانية المصرية المقطوعة".
واستطرد: "لا شك أن سياسة سلطنة عمان تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول، ولكنها تدعم الجهود التي تصب في خدمة الاستقرار ونبذ الخلافات بين الأشقاء والأصدقاء، وتمثل أي عودة قريبة للعلاقات الدبلوماسية المصرية الإيرانية مؤشرا مهما على مناخ جديد بدأ يسود بين إيران ومحيطها العربي، بعد الاستئناف الكامل للعلاقات بين السعودية وإيران".
ارتباطا بالتطورات في المنطقة وما يحدث في قطاع غزة، يقول العذري: "في ظل ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، وما تبعه من عدوان إسرائيلي على غزة وسقوط عدد ضخم من الضحايا المدنيين، تصبح هناك ضرورة ملحة إلى عودة التضامن العربي والإسلامي، للتعامل مع الأوضاع السياسية والأمنية والتوترات في المنطقة العربية، التي تتسبب في جانب منها الخلافات والانقسامات، وإخفاق العديد من القمم الدورية والمؤتمرات في الخروج بقرارات موحدة تجاه القضايا المزمنة كالقضية الفلسطينية".
وشدد على أن كل من مصر وإيران تمتلكان ثقلاً سياسيا مهما يؤهلهما للعب دور مهم لتحقيق الاستقرار المطلوب حاضرا ومستقبلا.
فيما قال سالم الجهوري، المحلل العماني، إن التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة العلاقات الكاملة يعزز الموقف بشأن الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، بالنظر لما تمتلكه مصر من قوة اقتصادية ومكانة، وكذلك تفوق إيران في العديد من المجالات، رغم الحصار.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التقارب بين البلدين يزعج بعض دول الغرب التي حاولت لسنوات من أجل استمرار القطيعة، إلا أن الخطوة باتت ملحة في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن وجهة عودة العلاقات سيكون له أبلغ الأثر ويدفع نحو قوة دول الإقليم، ويضع الحد للعديد من التجاوزات التي تقوم بها إسرائيل. ولفت إلى أن مسقط نقلت الرسائل بين البلدين بشأن النقاط الخلافية من أجل التفاهم، وأن هذه الجهود ستكلل بالنجاح.
وأوضح أن التقارب بين القاهرة وطهران يدفع الغرب نحو محاولة إبعاد الدول العربية والإسلامية عن بعضها، وفي حال نجاحه يمكنه أن يفشل هذه المحاولات.
وقال عبد اللهيان: "طهران تعتبر مصر دولة مهمة للغاية في العالم الإسلامي وفي المنطقة".