ننصح الانتقالي للمرة الألف أن يتوقف عن استغفال شعب الجنوب المتعب، فقد فاض الكيل حسب اعتراف الأمانة العامة للانتقالي بالنص: 1 (عن رفضها عودة الحكومة إلى العاصمة عدن نتيجة الجرائم التي ترتكبها بحق شعب الجنوب من خلال الحرب الاقتصادية والخدماتية التي تشنها على المواطنين)، 2 (سرعة العمل على تشكيل حكومة كفاءات أخرى من المحافظات المحررة)، 3 (الحراك الدبلوماسي التفاوضي وجهود التسوية السياسية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام العادل والشامل بما يرتضيه شعب الجنوب).

فأولًا وهو الأهم من يخاطب الانتقالي؟ فالحكومة الحالية والرئاسي الحالي هما أصلًا الانتقالي أم أن هناك حكومة واق واق، قوية أقوى من الانتقالي لا يعرفها الجنوب؟ ثانيًا ما هذا التناقض فوزير الدولة المحافظ (الانتقالي) يناشد معين والحكومة للعودة للبلد، ومن جهة أخرى، الأمين العام (الانتقالي) يرفض عودتهم، وهذا دليل فقدان الانتقالي لقيادة موحدة تدير سياساته، والنتيجة تكون الفوضى، ثالثًا يطالب الانتقالي بحكومة جنوبية؟ فيطالب من؟ بينما هو من يرفض ذلك ويساهم بعكسه منذ فترة طويلة، وسبق لنشطاء وقادة جنوبيين أن طالبوا أن تكون هناك حكومتان، واحدة جنوبية لإعمار الجنوب، والأخرى يمنية لتحرير اليمن، ولكن نكتشف في كل مرة أن الانتقالي لا يطرح هذا الأمر على الحلفاء إطلاقًا، ورابعًا يتحدث الانتقالي عن التفاوض السلمي وهو تفاوض لم يشارك فيه إطلاقًا، ولم يقم بأي خطوات حقيقية لرفض الحوار والتفاوض الذي تم من خلفه.

الخلاصة حان الوقت أن يواجه الانتقالي الحقيقة، بأن ما يعيشه الجنوب من ظروف حياة مروعة وبشعة هو نتاج تنازلاته الكثيرة وسكوته التام عن ما يصير للجنوب، فإذا كان هو ناوي (فعلًا) يصحى ويصحح أخطاءه، فذلك في صالحه ويتمناه الجنوب، وأما إذا كان مجرد مواصلة للتهرب واستغفال شعب الجنوب، فإن الأمور مكشوفة ومفضوحة ولم يعد أحد يصدقها.