من خصائص البشر سرعة تقبّل ما يُنشر وما يتداول من أخبار، فالإعلام بمعنى الإخبار أي إيصال المعلومة الصحيحة بمصداقية كما هي، بغض النظر عن غاية الفاعل أو الناقل.
أما الإشاعة فهي أيضًا أخبار لكنها موجهة فإما يكون عنوانها صحيح أو فيه مقدار من الصحة لكنهم يحشونه بما يريدون أو حادثة ثم يضعون عنوانها وتفاصيلها وأطرافها، أو غير صحيحة أو غير دقيقة أو مفتراه إما للإساءة أو الفتنة أو للقدح أو لجس النبض والتهيئة والدعاية الترويج أو تشويه أمر ما وتقبيحه.
تنتشر الإشاعة كلما ازداد الغموض ونقصت المعلومات الصحيحة والشرط الأساسي لانتشارها انعدام معرفة الحقيقة ورغبة المتلقي / القارئ في المعرفة فتأتي الإشاعة لملء الفراغ.
إن مفهوم الإشاعة واسع يشمل حالات متعددة وتهدف لخلق الخوف والذعر أو التشويه بهدف القلق والرعب أو بهدف ثار سياسي أو زرع جذور الفتنة أو إيقاظ فتنة بين الأفراد.
إن شبكات التواصل أعطت سرعة لانتشار الشائعات، وصارت لها داخل تلك الوسائل ما يشبه "قابلات توليد" للعناية بها، فيتولون نشرها وترويجها وإعادتها بشكل دائم لتكون باستمرار في مركز ذاكرة المتلقي لتكون الإشاعة هي المعلومة التي تجد تصديقا ودفاعًا لكثر ما تتردد وحتى أي إعلان نفي أو تفنيد فإنه لا ينتشر بنفس انتشارها بل يجد شبكة الدفاع عن الإشاعة يتهمونه أنه تطبيل وأنه دفاع عن الأخطاء وأن الحقيقة هي الإشاعة التي ينشرونها وأنها حرية رأي تحارب الأخطاء وتطالب بالتصحيح.. إلخ.
حين يكون الإعلام موجه للإساءة للآخر والسبق الخبري انعكاس لمواقف وأجندات متصارعة فإنه يخرج من معنى الإعلام وحرية الرأي والسبق الخبري وهي حالات نقرأها يوميًّا في وسائل التواصل على شكل عواجل تصيغها منابر أو حوائط أو أفراد ويتولى نشرها جماعات منظمة تنتشر بشكل أخطبوطي في الشبكة العنكبوتية ليمنعوا المتلقي/ القارئ من تقييم هذا النوع من العواجل والمنابر لأنها تدخل في سياق الإشاعات والهدف تحويل الإشاعة أو تفسير الحادث بمفهومهم إلى "قضية رأي عام" ثم التحكّم بدوافع وتوجهات الأفراد والجماعات وتوجيهها للواجهة الثأرية التي يريدونها عبر منابرهم أو حائطهم وشبكات ترويجها.