يا سيدتي رغم كل ما بك من أوجاع وأرق وإنهاك وأحزان، أعترف أني أحبك وعاشق ومفتون ومجنون بك حتى الهوس..

يا سيدي هل قرأت يومًا كتاب حكاية البحر والجبل والصياد والمدينة والسلام ؟؟؟ هل جلست على رمالها وأحاطت بك مياه البحر لتغسل جسدك؟

ستحتضنك برفق وحنان عامرة بالفرح والسرور بهذا القادم ليلقي عليها السلام ومشاعر الود، وليطمئنها بأنها تحت رعاية الله..

لقد اشتاقت طويلًا إلى هذه المراسيم.. فللعابرين مراسيمهم أصابتها بالقلق والخوف فتعجبت.

يا سيدي هل رأيت ذلك التمازج المسائي بين البحر والغروب الذي يخيم على أحيائها العتيقة..مشاهد ربانية فائقة الجمال..

إن لم تكن هذه الأرض جوهرة من جواهر الرحمن أرضًا وإنسانًا واقتصادًا ومساجد وكنائس ومزيج من الديانات والأجناس عاشوا طويلًا ينشرون بينهم عطور ونسائم المحبة ومشاعر الود والاحترام والمروءة وحسن الاستضافة ومجتمع مدني نبيل..وسماء زرقاء وبحار وخلجان وجبال تحتضن الأرض بثبات وكأنها الولاء والعهد، وقوارب الصيادين تهفو خلف أرزاقها، ومدينة وهوية وتاريخ وأساتذة ومعلمون وموانئ وإذاعة ومسرح وفنانون وصحافة ومهندسون وأطباء وطيارون ومبدعون وضباط وأرض عانقت الشرق والغرب.. إن لم تكن تلك المدينة والسحر والجمال منبرًا من فضاءات التفوق والتفرد...ما جاء إليها الحاقدون وحملة المعاول والهدم والتخريب لإسقاطها، ومنعها من معانقة التقدم والسلام والسكينة وجعلوها تنشد ساعتي نوم..

هم فقط عابرون سيغادرون وأنتِ أرض الرحمن باقية، أنتِ مملكتي وداري وصديقة الأسفار، يا ملاكًا أهديك قبلة مداها كل البحار، دومًا عرفتك مظلة للمحاسن والوقار، تنامين بالوفاء وتنهضين تعانقي الأزهار،لو أطفأوا نورك في كل أرضك ودار، لن ينالوا عند ربي ثواب فضيلة الأخيار،لو أشاعوا فيك رعبًا من شحة الأثمار، لو أغرقوك بلطجة ونهبًا ودمروا الإعمار، ما استطاعوا منع السيول ولا الأمطار، أو يحجبوا نجومًا أو رزقًا اختص للأطيار،

لن يمنعوا عنك مشيئة الواحد القهار، فكل الأمر لله المهيمن على كل المدار.

أنتِ معشوقتي..وقصتي وكل حياتي، فليحفظك الرحمن..