> «الأيام» سبوتنيك:
تشهد الشراكة بين المجلس الرئاسي اليمني والمجلس الانتقالي الجنوبي حالة من الفتور أو التأزم المتنامي، بعد أن بدأ صوت الانتقادات بين الطرفين يرتفع، الأمر الذي يراه البعض مقدمة ليس لصراع سياسي جديد بل قد يصل إلى المواجهات المسلحة.
هل تصل الخلافات غير المعلنة بشكل صريح بين الانتقالي والرئاسي اليمني إلى الصراع المسلح ويعود الجنوب إلى ما حدث قبل أكثر من عامين من مواجهات بين المجلس وحكومة هادي في العاصمة المؤقتة عدن.. أم أن الرعاة سوف يمنعون وصول الأوضاع إلى مرحلة الانفجار؟
- الصدام العسكري
وتابع بن سدة: "حديث رئيس مجلس الرئاسة رشاد العليمي الأخير في وسائل الإعلام مستفز جدًا للشارع الجنوبي، ويحاول من خلاله أن يظهر أنهم هم من يديرون المشهد في الجنوب، وحتى القرارات التي يتفرد بها العليمي وغير المنصوص عليها في صياغة نقل السلطة في أبريل 2022، تجعل الأمور أكثر تأزمًا في الجنوب وتقلل من مساحة التفاهمات ما بين الجنوبيين في المجلس الانتقالي والموجودين في مجلس القيادة الرئاسي وما بين العليمي ومن معه".
- تهاون العليمي
وأشار السياسي الجنوبي إلى أن "موقف الجنوبيين من الكثير من التنازلات التي تقدم لأنصار الله من المجلس الرئاسي سواء كانت من خلال الرعاية الإقليمية للحلول التي تجري في الرياض، أو من خلال تهاون العليمي ومجموعته في مجلس القيادة الرئاسي والمتعلقة بملفات اقتصادية ما زال يديرها "أنصار الله" والإصرار على إبقائها في صنعاء، في الوقت الذي يتم فيه تعقيد الأمور في عدن وتدني مستوى الخدمات المقدمة بشكل كبير جدًا، فنرى تدهور الكهرباء والعملة والحالة الاقتصادية ووضع الموانئ".
- طريق الصدام
واختتم بقوله: "نتمنى أن يدرك الشماليون في مجلس القيادة الرئاسي أن شرعيتهم لا تتواجد إلا في المناطق المحررة التي يشكل الجنوب فيها الجزء الكبير، وأن عليهم تقبل الأمور والذهاب إلى حلول عقلانية تقلل من حدة التصعيد الذي يقومون به تجاه المجلس الانتقالي".
- الابتزاز السياسي
من جانبه، يقول الدكتور محمد جمال الشعيبي، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن: "يمكن الإشارة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يرى أن الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي تمارس الابتزاز السياسي من خلال ملف الخدمات، حيث يشهد الجانب الخدمي تدنيًا وتراجعًا شديدًا مما زاد الضغط الشعبي على الانتقالي، وبدوره يضغط على المجلس الرئاسي للضغط على الحكومة للقيام بواجبها في تلبية احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء، والتي تشهد حاليًا انهيارًا كبيرًا في مستوى الأداء نتيجة لانخفاض وتراجع كميات الوقود".
- تصريحات العليمي
وأشار الشعيبي، إلى أن "هناك تباينًا وخلافات داخل المجلس الرئاسي حول ملفات سياسية عديدة في الجانب السياسي، وآخرها تصريح رئيس مجلس القيادة الرئاسي والذي أشار فيه إلى أن مجاميع من الجيش الوطني هي من تقاتل مليشيات الحوثي في جبهة كرش شمال محافظة لحج الجنوبية، الأمر الذي أثار حفيظة الجنوبيين والمجلس الانتقالي، حيث أن القوات التي تقاتل في الجبهات هي قوات المقاومة الجنوبية وقوات المجلس الانتقالي".
- قرارات التعيين
وأشار الشعيبي إلى أنه "بجانب ما سبق، هناك تباينات حول قرارات التعيين والمناصب، حيث يلاحظ الانتقالي أن الرئاسي يعيد هيكلة الحكومة بما في ذلك المناصب الوزارية والمؤسسات الحكومية الهامة والسلك الدبلوماسي والخارجية، حيث يرى المجلس الانتقالي، أن هذه التعيينات لا تتم بالتوافق معه ولا بالمحاصصة المنصوص عليها في اتفاق الرياض لتقاسم السلطة".