حالة الناس وخدماتها الأساسية الكارثية في عدن خاصة تحتاج قرارات استثنائية وهذا حق مشروع للانتقالي عليه أن يتعامل معه بالطريقة التي يراها، فحتى المجتمع الدولي يتخذ قرارات تستدعيها الجوانب الإنسانية للحد من كارثيتها، فالأوضاع كارثية والقصد العمد واضح فيها "خوّفه بالموت يقنع بالحمى"، والمأساة تتكرر أكثر قسوة من عبدربه إلى العليمي، ومن بن دغر إلى معين، والآن بن مبارك، ما يؤكد أن الحالة ممنهجة ولو أنها في عدن فقط فيمكن قبول أنها مسؤولية الجهة التي يُراد تحميلها المسؤولية لكنها حالة في كل محافظات الجنوب.
- فشل أم إفشال؟
حين أعلن اللواء أحمد سعيد بن بريك الإدارة الذاتية "قرعوا العصا"، ليكون مقياس النجاح مديريتين في مأرب هي الشرعية وصمموا إقامتها في "معاشيق"، ولم "تُقرَع العصا" على مديريتين لا يساوي عدد منازلها وسكانها مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة في محافظة عدن وتسيطر على دخل مصفاة نفط بطاقة إنتاج عشرة آلاف برميل يوميا، وتحتكر محطات تموين الغاز المنزلي عدا ما كانت تصدره قبل إيقاف التصدير ولا تورد دولارا لبنك الشرعية المركزي، إلا ما تدفعه من جزية للحوثي، لأنه هاجمهما فقيل له مكانك قف، ووقف ولن يقف بدون ثمن، ليس خوفا من جيش الشرعية فهو يعرفه، أما قبائلها فمثل قبائل "مراد والعبدية" وتضاريس الحرب لصالح الأخريين واجتاحها الحوثي، ثم يقال: إن مأرب وفّرت الكهرباء ولديها ولديها.. إلخ، ويسقطون نجاحها ليس على عدن فقط، بل على كل محافظات الجنوب التي لا تملك مجتمعة نفس الإيرادات وتتدخل أكثر من جهة في قرارها وإدارتها، لماذا؟ هل "خلف الأكمة ما خلفها؟".
للانتقالي مسؤولية يجب أن يتحملها لكن "رشاد وخبرته"، والداعمين له، يلعبون الآن بالجانب الأمني الذي بيد الانتقالي بعد تسخين وتدمير الخدمات منذ تحرير الجنوب، هذا الجانب يريدون إما انتزاعه من الانتقالي أو حرقه في حاضنته، يعذبون بالخدمات وأجنداتهم في أوساط الناس تضج بأن الانتقالي مسؤول عن ذلك ويمنع الناس من أن تشكو معاناتها، ويزرعون عصاباتهم لإثارة الناس المظلومة التي وصل ظلمها لدرجات فوق الاحتمال، ولن يلومهم أحد إن ضجّوا ولعنوا
وثاروا، بل وقاتلوا، لكن هل يحقق اقتلاع أعمدة الكهرباء وحرق سيارات وأملاك المواطنين مطالبهم بالكهرباء، أم أنه تخريب لإشاعة فوضى لتمرير أجندات سياسية؟