> "الأيام" وكالات:

​لم تتبن جماعة الحوثي بعد عملية استهداف ناقلة النفط (إم تي ويند)، التي أُعلن عن تعرضها لصاروخ باليستي، السبت، كما أن أسباب الاستهداف ما زالت مجهولة، مع الإعلان الأمريكي أن السفينة التي ترفع علم بنما يتم تشغيلها من اليونان، وتحمل شحنة نفط روسي باتجاه الصين، في الوقت الذي أعلنت فيه قوة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر “إسبيدس”، الأحد، مرور ثلاثة شهور على بدء مهمتها البحرية في تأمين مرور سفن دول الاتحاد في البحر الأحمر.

وبحلول 19 مايو، يكون قد مر على التدشين الرسمي لمهمة “اينافور إسبيدس” ثلاثة شهور.

وقال بيان موجز على منصة إكس إن القوة البحرية للاتحاد الأوروبي “إسبيدس” نجحت في مرافقة وحماية نحو 120 سفينة تجارية عبرت جنوب البحر الأحمر، غربي اليمن منذ تدشين مهمتها في 19 فبراير.

وذكر أن طاقم العملية المكون من خمس وحدات بحرية وما يقرب من 1000 بحار حققوا خلال الشهور الثلاثة “إنجازات عظيمة رغم التحديات المتعددة، حيث تم تدمير 12 طائرة بدون طيار وسفينة سطحية تدار عن بعد، واعتراض 4 صواريخ بالستية”.

في سياق موازٍ، لم تُعلن جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) بعد تبنيها استهداف ناقلة النفط (إم تي ويند)، التي تحمل علم بنما، ويتم إدارتها وتشغيلها في اليونان وفق بيان القيادة المركزية الأمريكية.

وما زالت البيانات الصادرة عن البحرية البريطانية والقيادة المركزية الأمريكية هي مصدر المعلومات، التي ذكرت، السبت، أن ناقلة نفط تعرضت للاستهداف الصاروخي جنوب البحر الأحمر، خلال إبحارها من روسيا إلى الصين.

حتى مساء الأحد، لم يصدر عن الحوثيين إعلان عن تبنيهم استهداف السفينة. وعدم تبنيهم استهدافهم حتى الآن لا يلغي علاقتهم بالاستهداف، لكنه في ذات الوقت لا يؤكده، إلا أنه يفتح الباب على سؤال مفاده: لماذا لم يتبن الحوثيون العملية؟ وما هي الأسباب التي دفعتهم لاستهدافها؟ لا سيما وأنه لم يرشح حتى الآن ما يؤكد صلة السفينة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا.

والجواب هنا مرتبط بأمرين، الأول: إن الحوثيين لا يعلنون، في الغالب، عن جميع عملياتهم. والثاني: إنهم صاروا مؤخراً يعلنون عن أكثر من عملية في بيان واحد، مما يعني أنه ربما يتم الإعلان عن ذلك في وقت لاحق.

وحسب ما تواتر من معلومات عن الحادثة فقد جاء استهداف السفينة (أم تي ويند) التي تبلغ حمولتها (105386 طناً ساكناً) من خلال صاروخ بالستي مضاد للسفن.

وهذه السفينة، وفق ما ذكرت القيادة المركزية الأمريكية، هي ناقلة نفط خام رست مؤخراً في روسيا وكانت متجهة إلى الصين. وحسب البيانات المتاحة فإن مالكي السفينة مسجلون في قبرص، ويتم إدارتها وتشغيلها من اليونان.

وقال تقرير لموقع مجلة “ذا مارتيم اكسكيتوتف” إن السفينة عبرت قناة السويس خلال الفترة 12-13 مايو وكانت آخر إشارة أي أي إس لها من نقطة المنتصف في البحر الأحمر، تشير إلى الصين كوجهة لها.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي أو) قد أعلنت، السبت، أن السفينة تعرضت للحادثة على بُعد 76 ميلاً بحرياً شمال غرب الحديدة في اليمن، لكنها في تقرير لاحق عدّلت الموقع إلى 98 ميلاً بحرياً جنوب الحديدة. وتحدث التقرير المنشور على منصة إكس، “عن تعرض السفينة لجسم مجهول، وأن طاقمها آمنون، وأن السفينة في طريقها للميناء التالي”.

وذكر البيان الأمريكي أن تأثير “الصاروخ الباليستي المضاد للسفن تسبب في حدوث فيضانات أدت إلى فقدان الدفع والتوجيه”. ووفقاً للبيان فقد “استجابت سفينة تابعة للتحالف على الفور لنداء الاستغاثة الذي أطلقته السفينة إم تي ويند، ولكن لم تكن هناك حاجة للمساعدة. تمكن طاقم السفينة من استعادة نظام الدفع والتوجيه، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. واستأنفت السفينة مسارها”.

وكانت تقارير قالت إن الاستهداف تسبب باشتعال حريق على متنها وإلحاق أضرار في جسم السفينة، إلا أن السفينة تلقت مساعدة من قوات تحالف “حارس الازدهار”، ومن ثم استأنفت رحلتها إلى ميناء لم تذكر اسمه تلك المصادر.
وحسب مصادر ملاحية فإن “السفينة كانت قادمة من نوفوروسيسك في روسيا، ويبدو أن لها تاريخاً متقطعاً يربطها بنقل الخام الروسي والفنزويلي”. ولم يرشح حتى الآن أسباب واضحة لاستهداف سفينة إم تي ويند.

وأعلن الحوثيون في نوفمبر الماضي، عن استهدافهم السفن المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وبهدف تعطيل قدراتهم على شن هجمات بحرية بدأت واشنطن ولندن في 12 يناير/ بشن ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف تقول إنها للحوثيين في اليمن، ورداً على تلك العمليات أعلن الحوثيون أن السفن الأمريكية والبريطانية صارت أهدافاً عسكرية مشروعة لهم. وأعلن الحوثيون تصعيداً في مرحلة لاحقة يتضمن استهداف أي سفينة نقلت بضائع إلى إسرائيل سواء كانت متجهة إلى أي ميناء.

إلى ذلك، أدان المكتب السياسي لـجماعة “أنصار الله”، أمس، بشدة المجازر اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، ووصفها بأنها “جرائم إبادة جماعية” تُضاف إلى سجله الإجرامي وسلوكه المتوحش.
وأكد في بيان له أن “هذه المجازر البشعة تمثل شواهد حية على همجية هذا العدو الصهيوني، ووحشيته التي لا مثيل لها، وتصميمه على إبادة الشعب الفلسطيني الأعزل”.

واعتبر أن “استهداف العدو الصهيوني للمنازل والمدارس والأحياء السكنية في القطاع يعكس فشله وعجزه عن مواجهة المجاهدين البواسل، وصمودهم الأسطوري في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم”.

وحمّل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، مؤكداً أن هذه الجرائم “ما كانت لتحصل وتستمر لولا الدعم والمساندة الأمريكية المطلقة لهذا العدو الغاصب”.
ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى “الخروج من حالة الصمت المطبق، وتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته”.