> «الأيام» نيوزيمن:
شن تنظيم القاعدة في اليمن، خلال الأيام الماضية، هجومين جديدين عبر طيران مسيّر على القوات الجنوبية ومجاميع قبلية مساندة للحملات الأمنية الرامية لتأمين مناطق محافظة أبين، من خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
وعلى الرغم ما يمر به تنظيم القاعدة من خلافات داخلية وأزمات متتالية على مستوى القيادة والموارد المالية والعمليات، إلا أن تنفيذ شن هجومات جديدة عبر الطيران في محافظة أبين، كشف عن ترتيبات قادمة للتنظيم ستركز على استخدام هذا السلاح لمواجهة حالة الانكسار التي يواجهها عقب الهزائم المتكررة في محافظتي أبين وشبوه.
وفي عملية تعد التاسعة من نوعها، شن التنظيم الإرهابي، هجومًا بالمسيرات الحوثية الإيرانية على تجمعات ونقاط القبائل في وادي جنن شرق وادي عومران بمديرية مودية شرق محافظة أبين. وقبل نحو أسبوع نفذ التنظيم هجومًا مماثلًا، واستهدف مواقع تمركز "القوات المسلحة الجنوبية" المشاركة في عملية "سهام الشرق" وأسفر عن إصابة 3 جنود.
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب: "لجوء تنظيم القاعدة الإرهابي إلى استهداف القوات الجنوبية والقبائل بالمسيرات الحوثية الإيرانية، يأتي كنتيجة لفقدان التنظيم القدرة على المواجهة الميدانية وذلك عقب انهزامه على يد أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية وإخوانهم ورجال القبائل الشجعان".
وأضاف النقيب: "كما أن الاستهدافات الإرهابية للقاعدة بالمسيرات الإيرانية، يعتبر تأكيدا صريحا بأن الجنوب -أرضا وإنسانا- طارد ومقاوم للإرهاب وتنظيماته، وتأكيدا أيضا على العلاقة الاستراتيجية بين التنظيمين الإرهابيين (القاعدة، والحوثي)". لافتًا إلى أن العلاقة بين جناحي الإرهاب في اليمن وصل إلى مستويات كبيرة من التخادم للوصول إلى تحقيق الأهداف المشتركة لضرب أمن استقرار المحافظات الجنوبية المحررة من سيطرتهم.
وأشار المتحدث باسم القوات الجنوبية إلى أن ميليشيا الحوثي قدمت الكثير من الامتيازات والمكاسب للتنظيم الإرهابي، فمناطق الحوثي أصبحت الملاذ الأمن للعناصر والقيادات الإرهابية التي تدير عملياتها ضد المحافظات الجنوبية، إلى جانب تعزيز الموارد البشرية والمالية عبر إطلاق العشرات من عناصر وقيادات التنظيم المتواجدة في سجون المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
وأكد النقيب أن الميليشيات الحوثية توفر الكثير من الدعم والمساندة لـ"القاعدة" من إيواء المقاتلين ومعسكرات التدريب والعتاد العسكري والمتفجرات وأخيراً الطيران المسير سواء الاستطلاعي أو الهجومي، ناهيك عن الدعم الاستخباراتي والمعلومات لتنفيذ الهجمات المباغتة ضد القوات المتمركزة في أبين وشبوة.
وفي منتصف مايو من العام الماضي أدخل تنظيم "القاعدة"، تقنية الطائرات المسيّرة على نحو غير متوقع في عملياته الإرهابية، من خلال أولى الهجمات التي نفذها، واستهدف موقعًا لقوات "دفاع شبوة" بمديرية الصعيد، التابعة لمحافظة شبوة، والمتاخمة لمحافظة أبين، جنوب اليمن.
وفقاً للمعلومات والتسريبات حصل تنظيم القاعدة شحنة من الطائرات المسيرة التابعة للميليشيات الحوثية بعد أن تم ضبطها من قبل قوات الإخوان في مأرب نهاية ديسمبر 2022. حيث كانت الشحنة التي جرى تهريبها من الخارج متجهة صوب مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، وتم ضبطها من قبل القوات العسكرية والأمنية التابعة للجيش الوطني حينها. ولكن تم تهريب تلك الشحنة على متن شاحنة على طريق العبر ـ مأرب، وتسليمها لتنظيم القاعدة تحت غطاء التعرض لكمين من قبل التنظيم.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر من تنظيم القاعدة تلقت تدريبًا في صنعاء على يد خبراء إيرانيين وآخرين من ميليشيا الحوثي في كيفية تشغيل الطائرات المسيرة وتنفيذ الهجمات الصاروخية. مضيفة إن التدريب يندرج ضمن علاقة الشراكة والتعاون المشترك بين الجانبين، خصوصًا وأن اتفاقيات أبرمت بين الطرفين بتعليق العداء وتوجيهه صوب المناطق الجنوبية المحررة.