> إبراهيم العشماوي:

تظل وحدة اليمن بارقة أمل في استعادة الأمجاد وتوحيد مقدرات الأمة العربية، ولكن بعد عقود ثلاثة ونيف كل طرف يرفع علم الوحدة ويتغنى بها ويهتف: يا نشيدا رائعا يملأ نفسي، لكنه بعدها يمسك السلاح ويصوبه نحو بني جلدته ممن ينشدون نفس الأغنية والضحية هو الإنسان اليمني البسيط الذى طحنته الحرب وبات يعيش في أكبر أزمة إنسانية بالعالم.

أيدي سبأ التي تعانقت بفرح تفرقت على كابوس الأزمة السياسية التي أوصلت إلى حرب صيف عام 1994 ثم فيما بعد صراعات متتالية، رغم أن الحوار الوطني الشامل وضع إطارًا واضحًا لدولة اتحادية من أقاليم متعددة وكثير من الدول تعيش ذلك. لحسن حظ اليمنيين أن الدول الكبرى وقوى الإقليم لم تشهر عداوتها للوحدة أو تشجع الانفصال بشكل صريح ربما لأن الغرب الذي دفعت شركاته 5 مليارات دولار لمشروع تصدير الغاز الطبيعي من مأرب إلى بلحاف يريد أن يسترد أمواله ويحقق أرباحًا، كما أن المصالح الحيوية في البحر العربي وجنوب البحر الأحمر تخيف القوى الكبرى والإقليمية من تشظى الأوضاع في اليمن وانتشار الفوضى كذلك القلق من ظهور أكثر من دولة وفئة وجماعة ومنها التنظيمات الإرهابية المتربصة التي تسعى إلى إقامة إمارتها المزعومة.

في عيد الوحدة اليمنية، نبدى خوفنا وقلقنا الشديد على اليمن بعدما أتعبه الرصاص وأنهكته حالة التشرذم الداخلية ولا نملك سوى مناشدة كل اليمنيين استدعاء مخزون الحكمة، فاليمن بلد عربي يمتلك كل مقومات النهوض اقتصاديًا واجتماعيًا ولديه موارد ضخمة ويستحق شعبه الطيب أن يعيش في سلام ورخاء.
"الأهرام" المصرية