> «الأيام» إندبندنت عربية:

فيما استبشر اليمنيون والعالم ببدء فتح الطرقات المغلقة منذ 10 أعوام بين المحافظات اليمنية، سارعت جماعة الحوثي إلى شن حملة مداهمات واختطفت العشرات من موظفي الأمم المتحدة والوكالات الأممية ومكتب المبعوث الأممي وعدد من المنظمات الدولية والمحلية من منازلهم في العاصمة صنعاء بالتزامن مع قرارات للحكومة الشرعية تطالب بنقل مقار البعثات الدولية إلى العاصمة الموقتة عدن.

وخلال الأيام الماضية نفذت جماعة الحوثي المصنفة من قبل الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب حملة اختطافات ما زالت مستمرة طاولت العشرات في عدد من المحافظات الخاضعة لها شمال البلاد.

وقالت الأمم المتحدة الجمعة الماضية، إن 11 من موظفيها احتجزهم الحوثيون، من بينهم أربع نساء، وإنها تتابع ملابسات اختطافهم من قبل هؤلاء، مطالبة بالإفراج عنهم، في حين لم تعلق الجماعة على الإجراءات التي اتخذتها.
  • عملية استباقية
وفيما لم تعلن الجماعة عن الهدف من هذا الإجراء، فإنه يأتي عقب يوم من إصدار الحكومة الشرعية قرارات قضت بنقل مقار المنظمات الدولية من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى العاصمة الموقتة عدن في إطار سلسلة قرارات اقتصادية ومصرفية اتخذتها الشرعية تهدف إلى سحب البساط من تحت الجماعة المنقلبة التي تسيطر على عدد من المؤسسات المالية الكبرى في البلاد.

يقول الباحث السياسي ذياب الدباء، إن الحركة الحوثية تدرك تأثير الأوراق التي تملكها الحكومة الشرعية المرتبطة بمركز الدولة القانوني والسيادي في المؤسسات والقطاعات الكبرى في البلاد مثل البنك والخارجية والاتصالات والتعاون الدولي والمؤسسات الإيرادية وغيرها.

ويضيف أنه "بمجرد إعطاء الضوء الأخضر من الرباعية الدولية المختصة بالشأن اليمني ستتمكن الشرعية من سحب البساط من تحت الحوثيين وإفقادهم التوازن القائم على السيطرة القسرية على موارد الدولة الاقتصادية في العاصمة والحديدة (المطلة على البحر الأحمر ويقع بها ثاني أكبر ميناء تجاري في البلاد) وعدد من المحافظات الأخرى وتعريتهم أمام أنصارهم والمغرر بهم".

وبحسب الدباء، "فإن حملة الاعتقالات الواسعة بحق موظفي المنظمات والوكالات تأتي محاولة لتفادي الوصول إلى هذه المرحلة بعمليات استباقية لإعاقة وإيقاف مزيد من القرارات المتعلقة بربط الأنشطة الاقتصادية واللوجستية والإنسانية بالعاصمة الموقتة عدن والحكومة الشرعية من خلال الضغط على المجتمع الدولي لوقفها".

ويختطف الحوثيون نحو 20 موظفاً يمنياً لدى السفارة الأميركية في صنعاء بعضهم يحمل الجنسية الأميركية منذ ثلاثة أعوام.

وسبق أن اختطفت الجماعة الموالية لإيران أربعة موظفين تابعين للأمم المتحدة، اثنين في 2021 واثنين آخرين عام 2023، وما زالوا رهن الاحتجاز لدى الجماعة بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
  • أجندة سياسية
من جانبها، تحدثت وزارة الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً عما وصفته أجندة سياسية "غير قانونية" قالت إن جماعة الحوثي تسعى إليها من وراء عمليات الاختطاف الواسعة التي تشنها في صنعاء.
وأوضحت أمس أن جماعة الحوثي تحاول من خلال حملات الاختطاف، "تسخير المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها الأمنية والعسكرية وتحويل المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى سجون كبيرة لكل من يعارض سياساتها".