يتقارب بشكل مذهل بأبعاده الإنسانية الجديدة، وتتواصل مختلف أجزائه المترامية الأطراف، بفضل تطورها السريع إذ لا يفصل فيما بينها سوى جزء من الثانية، لقد أصبح سكان كوكب الأرض أهل قرية صغيرة، ما يجري في أي بيت من بيوتها سرعان ما يعلم ويتأثر به باقي الجيران.
فما أحوجنا اليوم إلى التعاون وتضافر الجهود كي نتناغم مع هذا التنوع ونسخره لمصلحة أطفالنا، لهذا فإن أولى الأولويات أن نعمل على حسن انتقاء المحتوى التعليمي وتغيير المناهج التربوية واختيار الوسائل التنشيطية والبيئة الصفية والمدرسية المناسبة لغرز الثقافة التسامحية في ذواتهم النقية وفلترة تلك الدروس التي لا تتماشى مع مفهوم التعايش ولا تتسق مع احترام الآخر ولا تنسجم مع بيئة العيش المشترك منها.
إنهم ضعفاء بمفردهم أقوياء بمن حولهم. إنهم ناقصون بما يملكون ويكتملون بوجودهم ضمن المجموعة، فليس بينهم من يقوى على كل شيء وليس هناك من لا يقدر على شيء؛ يختلفون في المهارات والإمكانيات والمواهب والتفكير وفي كل شيء؛ فلابد من الحاجة للجميع لرسم اللوحة بأبهى صورة وصبغها بكل الألوان، عليهم أن يظهروا من اختلافهم روعة تنوع عالمنا ويبرزوا كل زاوية من صورة الوطن العالمي والأسرة الإنسانية العظيمة برونقها الجذاب.
إنه درس التعلم المفقود في مدارس مجتمعاتنا وهذا الفقد قد جمد حركة الشعوب وأوصلها إلى هذا الحال الباعث للحزن من صراع وقتال.
فلنساعد أطفالنا أن يصبحوا مسؤولين مؤمنين بأهمية التعاون والتكامل مع الجميع، يسعون في بناء لوحة العالم الفسيفسائية الجميلة بإثراء قيمة الأخوة البشرية التي تحيا في وطن عالمي واحد.