> «الأيام» غرفة الأخبار:

​أوضح تحليل اقتصادي لأستاذ الاقتصاد في جامعة عدن ورئيس مؤسسة الرابطة الاقتصادية د. حسين الملعسي الأسباب والآثار التي ترتب عليها الانهيار المتواصل للريال اليمني أمام العملات الأجنبية.

وفي تحليله أكد د. الملعسي أن معالجة الانهيار تتطلب انتهاج إجراءات وقرارات محسوبة الأثر على سوق الصرف مع أخذ الحيطة والحذر لردود الأفعال دوليا وإقليميا، معدداً بعض الإجراءات المطلوبة.

ويشهد الريال اليمني تدهورا متسارعا مقابل العملات الأجنبية، حيث وصل سعر الريال السعودي إلى 485 ريالا يمنيا للشراء و486 ريالا يمنيا للبيع، فيما بلغ سعر الدولار الواحد 1853 ريالا يمنيا للشراء 1861 ريالا يمنيا للبيع.

أسباب انهيار الريال
وعدد الخبير الاقتصادي الملعسي أسباب انهيار سعر صرف الريال اليمن، وقال إن أهم أسباب انهيار سعر صرف الريال هي:
- الحرب الأهلية الحالية وانهيار مؤسسات الدولة وانقسامها الحاد والخطير.

- الآثار الاقتصادية للحرب ومنها انقسام المؤسسات المالية والمصرفية بشكل خطير ومؤثر جدا.
- وقف الإنتاج والصادرات لأهم الأنشطة الاقتصادية في البلد.
- شحة العرض من العملات الأجنبية من الموارد الاعتيادية كالصادرات والمساعدات والمنح والقروض والتحويلات.
- نفاد الاحتياطيات من العملات الأجنبية والاعتماد على مصادر خارجية غير مضمونة وغير منتظمة.
- انقسام وضعف السياسات المالية والنقدية وضعف الرقابة على البنوك وشركات الصرافة والتحويلات وسوق الصرف عموما.
- زيادة المعروض النقدي خارج سيطرة البنك المركزي وضعف شديد في تحصيل الموارد المالية وسوء استخدامها.
- عدم انتظام بيع العملات عبر عمليات المزاد.
- قرارات البنك المركزي الأخيرة.
  • آثار انهيار العملة المحلية
وفيما يخص الآثار، قال: "إن آثار تسارع انهيار سعر صرف الريال خطيرة جدا حيث يتسبب في اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية تضاف إلى الآثار المدمرة للحرب والتي أدت إلى انهيار التنمية وتراجع المنتوج الوطني الإجمالي وتعثر نشاط القطاع الخاص وانهيار الخدمات العامة ومخاوف حادة في أزمة الأمن الغذائي وزيادة حدة الفقر والبطالة والجوع وسوء التغذية وتدهور الوضع الإنساني بشكل حاد ووخيم يضاف إلى الخسائر الكبرى الناتجة عن تدمير وتهالك البنية التحتية، ويقدر البعض الخسائر بحوالي 125 مليار دولار في فترة سابقة من العام الماضي".

وأضاف: "إن استخدام الاقتصاد والعملة والموارد المالية في الحرب لها أكبر الأثر في انهيار أسعار الصرف في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا في الفترة الحالية على إثر إصدار البنك المركزي المعترف به دوليا القرارات رقم 17 ورقم 20 لعام 2024 والتي هدفت إلى فرض السيطرة على الوضع النقدي والمالي وفرض عقوبات وقيود على التعامل مع أكبر ستة بنوك في البلد، وذلك بهدف فرض سيطرة البنك على الوضع المالي والتحويلات وحصر التعاملات مع البنوك وشركات الصرافة المرخصة والمصرح لها بمزاولة تلك الأنشطة".

وأردف في تحليله، موضحا: "وما زاد الطين بلة هو رد فعل بنك صنعاء على إجراءات بنك عدن من خلال إجراءات أدت إلى إرباك شديد في الوضع الاقتصادي المنهار في عدن وصنعاء على حد سواء مما أثر بشكل عاصف على سعر الصرف في عدن، حيث وصل سعر صرف الريال إلى أدنى قيمة في التاريخ".
  • حلول عاجلة
وفيما يخص الحلول الممكنة لمعالجة انهيار الريال اليمني، قال د. الملعسي: "إن وقف انهيار الريال تتطلب انتهاج إجراءات وقرارات محسوبة الأثر على سوق الصرف مع أخذ الحيطة والحذر لردود الأفعال دوليا وإقليميا ومن سلطات الأمر الواقع، ونقترح بعض الإجراءات التي يمكن أن تحد من استمرار انهيار سعر الصرف ومنها على سبيل الحصر:
- اعتماد طبعة واحدة للريال ودراسة إمكانية تطبيق سعر صرف موحد يأخذ بالاعتبار وضع الصرف في السوق.
- الحد من المضاربة في سوق الصرف وخاصة من قبل سلطات صنعاء النقدية.
- تنفيذ قرارات البنك المركزي عدن التي تساعد في ضبط سوق الصرف ومنها:
- سيطرة البنك المركزي على المتحصلات من العملات الأجنبية واستخداماتها.
- العمل بالشبكة الموحدة للتحويلات الداخلية والخارجية.
- استمرار عمليات المزاد.
- البحث عن ودائع وهبات ومساعدات جديدة.
- السيطرة على المعروض من العملة المحلية.
- زيادة الموارد المالية وضبط الإنفاق من قبل الحكومة.
- استمرار وقف التمويل بالعجز.
- التعاون بين الحكومة والبنك المركزي في ضبط أسعار الصرف".