> توفيق الشنواح:
ما إن أعلنت السلطات الباكستانية فقدان 50 ألفًا من مواطنيها خلال الأعوام الماضية بعد وصولهم إلى العراق حتى تفاجأ الشارع اليمني بمشاركة بعضهم السبت في تظاهرة طائفية مماثلة أقامها الحوثيون في العاصمة صنعاء.
ووسط تحذير الحكومة الشرعية من عمليات نقل الـ"ميليشيات الطائفية العابرة للحدود من الجنسيتين الباكستانية والأفغانية على دفعات إلى المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الميليشيات الحوثية" أثيرت التساؤلات حول هذه الخطوة التي تعطي انطباعًا عن تطور لافت في وسائل الصراع وأساليب التحشيد المستمر وفقًا للنهج الطائفي الساعي لفرض المشروع الإيراني في اليمن عبر العناصر العابرة للحدود وبشتى الوسائل الممكنة.
- طريق غزة من صنعاء
وفقًا لذلك جاء تحذير الحكومة من هذا التحشيد الذي يثير تساؤلات الشارع عن استحقاقات السلام مستقبلًا، خصوصًا في ظل "التقارير الميدانية التي تؤكد التنسيق بين ميليشيات الحوثي والتنظيمين الإرهابيين (داعش) و(القاعدة) برعاية إيرانية وإشراف كبار قيادات التنظيم التي تتخذ من إيران ملاذًا آمنًا لها"، وفقًا لبيان صادر عن المتحدث باسم الحكومة معمر الإرياني.
وتباهت قناة "المسيرة" التي تتحدث باسم الحوثيين أمس بنشر مقاطع توثق لقاءات عدة أجرتها مع عناصر من الجنسية الباكستانية خلال تظاهرة طائفية في العاصمة صنعاء، يتضمن حديثًا للمواطن الباكستاني عن مجيئه إلى اليمن للدخول في ما سمّاه "نصرة غزة" وسط ترحيب وإعجاب إعلامها وعناصرها المقاتلة التي تحضر هذه المسيرات.
المقطع المتداول على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي وسط حديث الناس عن جلب الحوثيين لمقاتلين وتحويل اليمن إلى ساحة صراع مسلح متعدد الجنسيات، دفع الوزير الأرياني إلى التساؤل، "أي البلدان أقرب لقطاع غزة، لبنان وسوريا اللذان يمتلكان حدودًا مشتركة مع فلسطين، أم العراق الذي يبعد منها 300 كيلومتر، أم اليمن الذي يبعد 2000 كيلومتر؟!"، ليجيب بأن ذلك يكشف عن "مفارقات واضحة تبيّن من جديد أن النظام الإيراني وميليشياته الطائفية العابرة للحدود لم ولن تشكل في أي مرحلة من المراحل خطرًا حقيقيًّا على الكيان الإسرائيلي، وتستخدم قضية فلسطين ومأساة شعبها مجرد غطاء لعمليات الحشد والتعبئة".
كما رأى أن هذه الدعاوي الحوثية ضمن محور إيران في المنطقة هي "أداة لتنفيذ سياساتها التدميرية التوسعية وتهديد أمن واستقرار الدول العربية ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد المصالح الدولية".
- توتر متعدد في البحار
ولم يكشف الوزير الإرياني عن نوايا حكومته للتعامل مع هذا التحشيد، لكنه اكتفى بالتنبيه مما وصفه "أخطار إقدام الحرس الثوري الإيراني منذ أشهر على نقل الآلاف من ميليشياته الطائفية العابرة للحدود من الجنسيتين الباكستانية والأفغانية على دفعات إلى المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة جماعة الحوثي".
ولم يخرج الإرياني هذه المستجدات التي وصفها بـ"الخطرة" عن إطارها المرتبط بالتصعيد الحوثي في الممرات المائية الدولية التي يشرف عليها اليمن وتزايد أعمال القرصنة والهجمات التي تشنها الجماعة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وتستهدف الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية، في إشارة إلى احتمالية تزايد حال التوتر المسلح بصورة تتعدى الحوثيين لوحدهم واشتراك فصائل مسلحة من جنسيات متعددة ستجلب مزيدًا من المشكلات للشحن الدولي في الممر العربي التاريخي والاستراتيجي.
- مخاوف الشارع
دخول عناصر باكستانية ومعها ربما جنسيات أخرى، أثار مشاعر الخوف في أوساط اليمنيين من تأجيج نوازع الغلبة والعنف الذي تتخذه الحوثية سبيلًا للبقاء وتكريس مشروعها.
وحسب مراقبين فإن هذا التجنيد جزء من مخطط إيراني يستهدف المنطقة العربية إذ أعلنت باكستان الجمعة عن اختفاء 50 ألفًا من الباكستانيين المنتمين للطائفة الشيعية بعد قدومهم إلى العراق لحضور مناسبة "عاشوراء".
ويتساءل الصحافي اليمني غمدان اليوسفي: اذا كانت إيران تحارب إسرائيل لماذا ترسل المرتزقة إلى اليمن؟ ويضيف "إيرانيون بلباس أفغاني في صنعاء".
ويعلق "إيران تحشد لقتل اليمنيين وتخادع الناس أنها تحارب إسرائيل، كما تم تهريب أعداد كبيرة... في باكستان لتعزيز الضعف العددي عند الحوثي في ميزان القوة العسكرية البشرية في ظل جفاف قدرة الحوثي على التجنيد وخداع اليمنيين".
"إندبندنت عربية"