هناك مؤامرة خبيثة منذ ثلاثين عاما وهي لاتزال مستمرة تحاول النيل من مؤسسات وشركات القطاع العام بغرض خصخصتها في ظروف غير مستقرة وفي ظل أزمات، كما حصل لبعضها بعد 7 يوليو 1994م، حيث تم القضاء على عدة مصانع ومزارع.

واليوم لاتزال تلك القوى الخبيثة تحاول الادعاء بضرورة الخصخصة، لأن القطاع العام فاشل كما تدعي تلك القوى.

العالم يعلم أننا قد تغيرنا ونؤمن بضرورة فتح الأبواب أمام القطاع الخاص ولكن بطرق صحيحة وفي ظل استقرار سياسي واقتصادي، لكن ليس لكل القطاع العام، فحتى الدول الرأسمالية الكبرى لديها قطاع عام وقطاع مختلط.

لقد تعرضت شركة النفط طوال ثلاثين عاما لعديد من المضايقات والضغوط، لكن إداراتها المتعاقبة عليها وكل إداراتها وأقسامها ونقاباتها ظلت متمسكة بالحفاظ عليها في وجه المؤامرات والتضييق وحرمانها من التصرف الكامل، بل عمدوا إلى ضرب مصافي عدن وأخرجوها عن دورها الريادي، وذلك ليسهل لهم الانقضاض على شركة النفط، حيث هما توأم بحسب قانون الإنشاء لهما.

كثير من الأقلام لا تدرك حجم المؤامرة وحجم الصمود لإدارة شركة النفط بفرع عدن، وإلا لو كانت تدرك وتقدر الوضع الذي تعيشه الشركة أمام منافسات غير شريفة من كثير من الطامعين في امتلاكها من خلال تدميرها أولا ثم ثانيا الانقضاض عليها بحجة إنقاذها وإنقاذ موظفيها، وهذه حيل خبيثة لا تمت لحقيقتهم ونواياهم بصلة.

لقد تم إخراج شركة مصافي عدن عن الخدمة وكانت ترفد خزينة الدولة بملايين الدولارات سنويا كما تقوم برعاية موظفيها وسكان البريقا وتدفع أعلى الأجور لموظفيها، لكن هاهم اليوم يتسولون رواتبهم من الحكومة بعد أن كانوا هم من يرفدون خزينة الدولة.

الكتاب الذين يهاجمون شركة نفط عدن أغلبهم مخدوعون، وبعضهم تم تسخيرهم لمهاجمة الشركة وسهامهم الطائشة المسمومة تتوجه وجهة خاطئة نحو شركة من أنجح شركات القطاع العام ولو كانت غير ذلك لكانت مثل توأمها شركة مصافي عدن مركونة في رف الانتظار لنهبها من حيتان وهوامير تخصصوا في محاربة القطاع العام والإجهاز عليه والاستيلاء على أصوله التي يفوق ثمنها هذه الأيام مليارات الدولارات.

نقول للمهاجمين لشركة صمدت ولاتزال أمام خطط القضاء عليها ولمدة تتجاوز الثلاثين عاما: راجعوا أنفسكم وانظروا للظروف التي واجهتها الشركة ومازالت تواجهها أمام الحرب الممنهجة في أضعاف العملة الوطنية وارتفاع الدولار، وبالتالي وضع الشركة في زاوية صعبة أمام منافسة غير متكافئة مع عشرات الشركات المحلية والخارجية والتي تمتلك من الوسائل والمال الكثير لمواصلة الحرب على الشركة وعلى الشعب لكي تستسلم الشركة، ولكن إدارتها تمرست على تجاوز العراقيل والصعوبات لأنها تؤمن بأن شركة النفط بفرع عدن هي شركة الشعب والوطن ويجب الحفاظ عليها كرمز سيادي من رموز الاقتصاد الوطني.

هل يدرك أولئك حقيقة الحرب الشعواء في سوق المشتقات النفطية التي تفرض على إدارة الشركة مجاراة هذه الحرب وبنفس اقتصادي طويل لا يعرف الهزيمة ولا يستسلم لهوامير الخصخصة بطرق ملتوية تستغل الأزمات السياسية ووضع الدولة الهش بسبب الحرب لأكثر من تسعة أعوام.

يجب أن يفتخر الجميع بأن هذه الشركة هي الوحيدة التي قاومت وانتصرت وانتصارها هو نصر للشعب وللدولة وللقطاع العام الناجح، فليس كل القطاع العام فاشل كما يروج المرجفون والدليل وجود شركة نفط عدن في السوق وعدم غيابها عن التنافس رغم قلة الدعم من الحكومات المتعاقبة للحفاظ على القطاع العام الناجح.

نرفع القبعات لإدارة الشركة وكل الطاقم الإداري وعمالها ونقاباتها ونتمنى من المخدوعين من المهاجمين للشركة في وسائل التواصل والمواقع أن ينظروا للأمور من كل الزوايا، وهذه هي النظرة التي ستبقى، أما من ينظر فقط من زاويته أو زاوية من يدفع به للهجوم فستتبخر مقالاتهم بسطوع شمس الواقع والحقيقة.