> تغطية/ علاء أحمد بدر+محمد رائد محمد:
- إمام مسجد الخليل إبراهيم: "الأيام" الوسيلة الوحيدة التي استشعرت المسؤولية تجاهنا
- شرطة المنصورة لـ "الأيام": شهيدان و19 جريحًا حصيلة انفجار المنصورة
- صحة المنصورة : حصيلة انفجار صهريج الغاز بلغت 3 شهداء وسبعة مصابين
> أكد مدير قسم شرطة المنصورة العقيد حسين صالح مسهر في حديث خاص لـ"الأيام" ومن أمام موقع الانفجار الضخم الذي وقع في خط التسعين بمديرية المنصورة، أن عدد ضحايا انفجار صهريج الغاز الذي وقع مساء الجمعة، بلغ شهيدان اثنان، والجرحى عددهم 19 شخصًا.

وبحسب المسؤول الأمني فأن وزير الدولة محافظ العاصمة عدن أحمد لملس، وجَّـه بنقل المصابين للعلاج في مستشفى النور التخصصي على نفقة الدولة، مضيفًا أن هناك أضرارًا مادية كبيرة لحقت بالمنازل الشعبية التي تزدحم بها منطقة حاشد، وكذلك المباني السكنية، بالإضافة إلى العمائر المقابلة لموقع حدوث الانفجار.

وخلال لقاء "الأيام" بمدير شرطة المنصورة مسهر قال: "كنا أول الواصلين إلى موقع الانفجار لتفريق المتجمهرين وإبعادهم عن مكان الكارثة خشيةً من تتابع الانفجارات ومنعًا لسقوط ضحايا، وعندما صعدت شعلة النار مرَّت من فوق رؤوسنا، ومباشرةً قمنا بإبلاغ الدفاع المدني، وأسعفنا أول جريح، وباشرنا تمهيد الطريق لدخول سيارات الدفاع المدني وعملنا على إخماد الحريق بمعية المقدم سلطان سالم مجاهد مدير عام مصلحة الدفاع المدني في العاصمة عدن، ونقلنا بقية الجرحى، وانتشلنا القتلى من موقع الحريق".

العقيد حسين صالح مسهر مدير قسم شرطة المنصورة
وأضاف: "الأجهزة الأمنية بمختلف أنواعها قامت بدورها كالحزام الأمني وطوارئ أمن العاصمة عدن، شاكرًا القيادات السياسية والأمنية التي كانت تتابع عن كثب، مثمنًا نزول رئيس مجلس الوزراء د. أحمد عوض بن مبارك بمعية مسؤولين حكوميين ووكيل وزارة الداخلية".
وأكد أنه وضباطه وأفراده مستمرين بالعمل إلى ساعة إجراء اللقاء، وكشف العقيد مسهر أن مديرية المنصورة شهدت اليوم حملة لإغلاق جميع محطات الغاز، موضحًا أن موقع المحطة التي حدث فيها الانفجار كان خاطئًا وغير سليم لقربها من منازل المواطنين، ومجاورتها للمحلات التجارية والمباني الفندقية.
وأفاد أنه قام بنفسه بإغلاق محطة للغاز في شارع جميلة وهو ذاته الذي شهد انفجار الغاز، ووجَّـه بحبس مالك المحطة، ومصادرة خزان المحطة لارتكابه مخالفة صريحة في تعرض حياة الناس للخطر، مشيرًا بقوله إلى أن "محطة أخرى كان مالكها يريد إنشائها بنفس الشارع وبالقرب من المحطة التي انفجرت، ولكن تم إيقاف تركيب المحطة بتوجيه رسمي".
وقال مدير مكتب وزارة الصحة بمديرية المنصورة د. عبدالحكيم قاسم المفلحي :"إن حصيلة انفجار صهريج الغاز بلغت 3 شهداء وسبعة مصابين جراح أحدهم خطيرة".
وأوضح المسؤول الطبي أن هناك إصابات خفيفة غادرت المستشفيات ليصل عددهم الإجمالي إلى 15 حالة مع من تماثلوا للشفاء، وهؤلاء من الدفعة الأولى للجرحى ذات الإصابات الطفيفة، مؤكداً أن حصيلة الثلاثة الشهداء والسبعة المصابين هي المثبتة رسمياً لدى وزارة الصحة.

وأفاد المفلحي أن شخص واحد إصابته بليغة وهو في العناية المركزة بمستشفى النور التخصصي، وخضع لإجراء عملية جراحية ظهيرة السبت في مستشفى النور والكائن بمنطقة القاهرة، ومن اثنين إلى ثلاثة جراحاتهم متوسطة، والبقية مستويات إصاباتهم ليست بالخطيرة، مضيفا أن أحد الجرحى أصيب عندما هم بقطع الطريق هرباً من ألسنة النار فتعرض لحادث بواسطة دراجة نارية مما أدى إلى حدوث كسور في نفس موقع الانفجار، وتم إسعافه إلى مستشفى أطباء بلا حدود ولذلك فقد تم اعتباره من مصابي حادثة انفجار الغاز.

إلى ذلك التقت "الأيام" ظهيرة السبت بالمواطنين المتضررين من حادثة انفجار صهريج الغاز في منطقة حاشد بخط التسعين بالمنصورة في العاصمة عدن.
كما زارت مسجد الخليل إبراهيم الكائن بجانب محطة الغاز والذي توقفت فيه إقامة الصلوات بدءًا من صلاة فجر السبت لتضرره هو كذلك.

الشيخ صالح محمد صالح العبادي إمام وخطيب مسجد الخليل إبراهيم الكائن بجانب محطة الغاز
يقول إمام وخطيب المسجد الشيخ صالح محمد صالح العبادي: "أول وسيلة إعلامية تأتي لزيارة بيت الله وتفقده والاطلاع على أحواله هي صحيفة "الأيام" ولذلك فإننا نقدم لها كل الشكر والتقدير الكبيرين، وبخصوص الانفجار فقد كان شديدًا جدًا علينا وحدث عند نحو الساعة العاشرة مساءً في محطة غاز بجانب المسجد، وقد لحقت أضرار بالجامع تتمثل في تهشيم زجاجات المسجد بالكامل وتحطمت الأبواب، ووصل الضرر إلى الفرش، وكذا توقفت أجهزة التكييف عن العمل وأُتلفت ألواح الطاقة الشمسية".

وناشد إمام وخطيب المسجد عبر "الأيام" الجهات الحكومية المختصة بإعمار المساجد وكذا فاعلي الخير أن يقوموا بزيارة الجامع ميدانيًا ورؤية مدى الضرر الذي لحق به، ويوجهوا بإصلاح ما تضرر كون هذه المساجد وقف لله عز وجل، وهذه من أفعال الخير والبر.

يقول المواطن صلاح محفوظ علي محمد والذي يمتلك محل لبيع الأسماك بجانب محطة الغاز: "إن محلي لحق به أذىً كبير نتيجةً للانفجار الشديد، فقد تحطمت الطاقة الشمسية وتأثر البابين الخارجي السحَّــاب والداخلي الزجاجي، وسيراميك الأرضية انخلعت من مكانها، وأدى الانفجار إلى انهيار الموقع بشكلٍ عام، كما أن جاري مالك بسطة الخضار لقي حتفه إثر الحادثة، وعمال محطة الغاز أصيبوا إصابات بليغة".

صلاح محفوظ علي محمد. مالك محل أسماك مجاور لمحطة الغاز
يتحدث المصاب محمد عادل محمد مكرد والذي يسكن في بلوك 10 بمنطقة حاشد قائلًا: "لم يأت أي مسؤول لتفقد أحوالنا ولا أي وسيلة إعلامية سوى صحيفة "الأيام"، ويضيف قائلًا: "كنت في موقع الحدث قبل حصول الكارثة، حيث ذهبت لكي أشتري علاجًا لوالدتي من مخزن الأدوية وهي تعاني من مرض الضغط، وموقع "الصيدلية" أمام محطة الغاز، وعندما حدث الانفجار هرعت مسرعًا ورأيت النار خلفي فاستلقيت على الأرض وأصبت بجروح في أعلى ناصيتي وأنفي، وتعرضت لإصابة في قدمي، وكذا ببطني وفي ظهري".

محمد عادل محمد مكرد أحد مصابي حادثة الانفجار في رأسه وجسده
يشير المواطن محسن يحيى سعيد الشاعري وهو أحد المواطنين إلى تضرر جزء كبير من الطابق العلوي في منزله رقم 129 ببلوك 10 إلى أنه لم يتفقد وضعه أي مسؤول حكومي لغاية وقت زيارة "الأيام" إلى منزله، مردفًا أن حائط منزله تهدم كاملًا بفعل ضغط الانفجار، وهو ما نتج عنه تحطم أثاث غرفة نوم العائلة، مضيفًا أنه لولا لطف الله عز وجل لكانوا في عداد الموتى، حيث إنهم كل يوم بنفس توقيت الانفجار يكونون داخل غرفة منزلهم التي تهدمت، ما عدا أمس السبت تأخروا قليلًا عن موعد نومهم فلم يصعدوا إلى الغرفة، وحدث الانفجار.

محسن يحيى سعيد الشاعري غرفة نوم منزله تهدمت بشكل كامل وتضررت أثاثه
ولفت ابن المواطن عدنان عبدالله محمد صالح من ذات المنطقة المنكوبة إلى أن الزجاج الخلفي "الفريم" لسيارة والده وهي سيارة نوع "فوكسي" بيضاء اللون تهشم بفعل قوة انفجار قاطرة الغاز رغم أن سيارة والده كانت تقف بعيدًا نوعًا ما عن موقع الحدث وتحول عن الانفجار عدة منازل، مضيفاً أن والدته هربت برفقته أثناء وقوع الانفجار إلى مقدمة السيارة للاحتماء من النار المرعبة.

عدنان عبدالله محمد صالح تضررت سيارة والده
ويؤكد المواطن بدر فؤاد عبدالوهاب وهو عائل أسرة في منزله رقم 132 والكائن ببلوك 10 أنه قبل الانفجار الثاني حاولنا أن نلملم أنفسنا لننفد بجلودنا لكن لم نستطع، فصار الانفجار الثاني ووقع سطح صالة المنزل، وكذا تشرخت وتفكفكت أخشاب صالة أخرى في المنزل وحاليًا يعيش جميع أفراد العائلة في قلق خشيةً من تهدمها.

وأضاف بدر أن شظايا الانفجار وصلت إلى منزله وهي بعض من أدوات القاطرة، ومن لطف الله أنني لم أكن موجودًا أسفل السطح الذي سقط وإلا لكنت من الأموات الآن.

بدر فؤاد عبدالوهاب تعرض سطح منزله للسقوط. الصورة وهو يحمل شظايا الانفجار التي سقطت على البيت
وأفاد المتضرر عمار عبده علي الرفاعي والذي يسكن في مديرية المنصورة ببلوك 10 منزل رقم 154 أن هناك فجوات أصابت حوائط المنزل، كما أن "زنك" السطح هوى إلى الأرض، وتسببت الكارثة بتلفيات في منظومة الطاقة الشمسية، وخزانات المياه، مردفاً بأنه وبسبب الركام الكثيف في أعلى سطح منزله لم يستطع الصعود لرؤية الأضرار التي حلَّت على بيته.

وأوضح موسى فيصل عبده عمر والذي يقطن في شارع "القاعات" بالمديرية، أن تأثير انفجار صهريج الغاز امتد إلى منزله لتتحطم لوحتان للطاقة الشمسية وخزان للماء، بالإضافة إلى احتراق سيارة العائلة من الخلف.

موسى فيصل عبده عمر منزله بالقرب من محطة الغاز تحطمت لوحات منظومة شمسية وخزانات مياه
- هل وجد حشيش بموقع الحادثة؟
نفى الناطق الإعلامي باسم أمن عدن، خالد السنمي، ما تداولته صفحات التواصل الاجتماعي حول العثور على مخدرات من نوع الحشيش والشبو بالقرب من موقع محطة الغاز التي شهدت حادث الانفجار الأخير.

وأكد السنمي في تصريح أن ما تم العثور عليه في الموقع هو كمية من حبوب الأدوية فقط، وليس هناك أي دليل على وجود مواد مخدرة كما أُشيع.

وأضاف أنه يُحتمل أن يكون صاحب المكان موزع أدوية، وأن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد هوية المالك والتأكد من طبيعة النشاط في الموقع.
- ما حقيقة الأرقام المنشورة بخصوص ضحايا الحادثة؟
لا صحة لما يتداول بشأن انفجار محطة الغاز في التسعين حول الضحايا.

في المقابل، أكد مصدر مسؤول في أمن العاصمة عدن أن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي العاصمة عدن، بلغ 18 مصابًا إصابات بعضهم بالغة.

وأوضح المصدر عدم حدوث وفيات جراء الانفجار الناجم عن انفجار صهريج لمحطة غاز في مديرية المنصورة، فيما بعض المصابين جراحهم بالغة الصعوبة.

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث، متمنيا في الوقت ذاته من كافة الصحفيين والإعلاميين توخي المصداقية عند نشر الأخبار وأخذ المعلومات من المصادر الرسمية.

أكد مصدر مسؤول في أمن العاصمة عدن أن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي العاصمة عدن، بلغ 18 مصابا اصابات بعضهم بالغة. وأوضح المصدر عدم حدوث وفيات جراء الانفجار الناجم عن انفجار صهريج لمحطة غاز في مديرية المنصورة، فيما بعض المصابين جراحهم بالغة الصعوبة. وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث، متمنيا في الوقت ذاته من كافة الصحفيين والإعلاميين توخي المصداقية عند نشر الأخبار وأخذ المعلومات من المصادر الرسمية، بحسب إحصائية نشرها ليلة الحادثة موقع درع الجنوب.

- تعليقات حول الحادثة
بخصوص انفجار صهريج الغاز في عدن، علق الصحفي مرزوق ياسين بالقول: "انفجار صهريج غاز في عدن من يتحمل المسؤولية؟!

في مذكرة صادرة عن وزارة النفط والمعادن بتاريخ 14 ديسمبر 2023م موجهة للمدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز طالبت الوزارة قيادة شركة الغاز بتعديل لائحة الشركة لمنح التراخيص الخاصة بوكلاء التسويق المصادق عليها بقرار وزاري رقم 45 للعام 2022م لتشمل اجراءات وضوابط وشروط عقود تسويق ونقل وتخزين مادة الغاز وبيعها في محطات تعبئة السيارات وخدمات كبار المستهلكين والمطاعم ونحوه.

حتى الآن جميع طرمبات تعبئة السيارات في البلاد تعمل بشكل عشوائي.
من جهته، قال الصحفي بسام القاضي على منصة فيسبوك: "لابد من حملة إعلامية مجتمعية للمطالبة بإخراج محطات تعبئة الغاز العشوائية من داخل المناطق والأحياء السكنية في عدن".

وتابع: "على منظمات المجتمع المدني، النشطاء الإعلاميين الفاعلين والمجتمع المحلي التحرك بفاعلية في هذا الشأن ومطالبة الحكومة الشرعية والسلطات المحلية بالعاصمة عدن بإصدار قرار عاجل بنقل محطات الغاز العشوائية إلى أطراف وخارج عدن".
وقال الصحفي عبدالرحمن أنيس: "للأمانة والإنصاف، حين وضع د. رشاد شائع وكيل محافظة عدن لشؤون النفط والغاز خطته السابقة قبل عامين لرفع المحطات من الأحياء السكنية، تعرض لهجوم شرس من قبل لوبي الغاز ومناصريهم".

وتابع: "كانت خطة الوكيل شائع سليمة من أجل تلافي مثل هذه الحوادث الخطيرة، لكن للأسف لوبي الغاز عمل حملة تحريض ضد هذه الخطة وأعدم الغاز في عدن من أجل إلغاء هذه الخطة وتم الغاءها فعلا، ما حصل البارحة هي ما كانت تحذر منه هذه الخطة".
- الحكومة تنفي
نفت الشركة اليمنية للغاز، منح ترخيص لمحطة الغاز العشوائية التي انفجرت في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن.

وأوضحت الشركة في بيان نشرته وكالة سبأ الرسمية، أن الشركة خاطبت السلطات المحلية في المحافظات المحررة والعاصمة عدن بضرورة إزالة محطات الغاز العشوائية في الأماكن السكنية، والحارات، والأحياء والتي لا تتوفر فيها شروط الأمن والسلامة، ولا تحمل أي تراخيص لمزاولة نشاطها من الشركة.

ودعت الشركة، الجهات ذات العلاقة، إلى التعاون في إزالة جميع محطات الغاز المخالفة لما فيه المصلحة العامة والخاصة، معربة عن خالص التعازي لأسر ضحايا انفجار محطة الغاز العشوائية بمديرية المنصورة.



