> محمد رائد محمد:
مدرسة قتبان بالمعلا تدعو عبر "الأيام" لدعم الطلاب الفقراء بالمستلزمات المدرسية
كيف تتعامل إدارة مدرسة قتبان مع تزايد أعداد الطلاب وضغوط الواقع المعيشي
> أكد مدير عام مديرية المعلا عبدالرحيم عبدالكريم جاوي، في تصريح خاص لـ"الأيام"، أن المرأة الجنوبية قد أخذت نصيب الأسد في المجال التربوي، حيث تلعب دوراً رئيسياً في العملية التعليمية وتطويرها.

جاءت هذه التصريحات خلال الحفل السنوي لاستقبال الطلاب الذي أقامته مدرسة قتبان الابتدائية للبنين، وذلك في إطار برنامج "جاهزية العودة إلى المدرسة"، وأوضح جاوي أن معظم مدراء المدارس في المديرية هن من النساء، وهو ما انعكس إيجابياً على حب الطلاب للتعليم، خاصة في المراحل الأولى من الدراسة.

مدير عام مديرية المعلا عبدالرحيم عبدالكريم جاوي مع مديرة المدرسة خلال الحفل
وأشار مأمور المعلا إلى أن نسبة النجاح في المجال التربوي قد ارتفعت بشكل ملحوظ، مرجعاً ذلك إلى الدور البارز الذي تقوم به المرأة، والتي تعتبر في هذا السياق المربية الفاضلة والأم، ما يسهم في خلق بيئة تعليمية محفزة وناجحة.
من جهته، قال مدير إدارة التربية والتعليم في مديرية المعلا التربوي ياسر محفوظ: "نحن نشهد حفل استقبال طلاب المرحلة الأولى في جميع مدارس مديرية المعلا، وهذا الحفل يُقام ضمن التجهيز للعودة إلى المدرسة والذي يُنفَّذ في إطار برنامج مدارس المديرية، واحتفالنا من مدرسة قتبان دليل على مدى نجاح الإدارة وحبها لعملها وحب الطلاب لها".
ولفت مدير مكتب تربية المعلا إلى أن هذه الفعالية التربوية الطلابية السنوية هي تتويج لهذه الخطة، مضيفاً أن المعلا ستشهد يوم الخميس القادم المهرجان الختامي للعودة إلى المدرسة.
إلى ذلك، التقت "الأيام" بمديرة مدرسة قتبان الابتدائية للبنين التربوية وفاء علي عبيد الجمحي للحديث معها حول الأوضاع التربوية للطلاب في المدرسة، ومدى انعكاس الوضع المعيشي على دراستهم حيث قالت "نحن حاولنا منذ البداية أن ننسق في جانب سكن الطلاب، بحيث تستقبل كل مدرسة طلابها القاطنين في المنطقة المحيطة بها وذلك للتقليل من العبء المالي على أولياء أمور الطلاب، فمثلاً مدرسة قتبان تتيح التسجيل لمن هم ساكنون في منطقة الدكة وشارع الشهيد مدرم "الشارع الرئيس للمعلا" وهكذا بقية المدارس، وجاءت هذه الخطوة من إدارة التربية والتعليم في المديرية بهدف إجراء التقسيم المتساوي لعدد الطلاب".
وحول طريقة قيام الإدارة والمدرسين بعملهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة للطلاب أجابت مديرة المدرسة أنها وإدارتها تأقلمت مع الواقع المُعاش لأبنائهم من الطلاب ويوماً عن يوم يقتربون منهم لملامسة مشاعرهم لغرس حب التعليم في وجدانهم، بالرغم من شحة الإمكانيات وقلة الوسائل اللازمة لصقل من مواهبهم والاستفادة من ملكاتهم.
ودعت مديرة مدرسة قتبان أولياء أمور الطلاب إلى التعاون مع الإدارة، وعدم ترك المسؤولية كاملةً على المدرسة والمعلم، ومن المفترض أن يضع الآباء والأمهات أيديهم بأيدي الإدارة المدرسية والمعلمين والمعلمات من أجل أن تسير العملية التعليمية بنجاح، خصوصاً وأن هناك عوامل تعصف بالجانب التربوي من كل اتجاه، فعلى سبيل المثال لا الحصر شحة توفير الكتاب المدرسي، والوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه المعلم، مع العلم أن معظم المعلمين العاملين هنا متعاقدين وليسوا موظفين أساسيين.

وبيَّنت التربوية وفاء الجمحي أنه لا يوجد تعيين للمدرسين، ولا توفير للكتاب المدرسي، ولا توسعة لفصول الطلاب، متسائلةً لماذا لا تكون هناك رؤية لبناء فصول إضافية جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب وخصوصاً النازحين، لكي يتم التخفيف من الكثافة أعدادهم داخل صفوف الدراسة، وحتى يتمكَّن الطالب من استيعاب الدروس أثناء شرح المعلم له وتقديم رسالة التعليم النموذجية؟.
ومضت مديرة مدرسة قتبان الابتدائية قائلةً: "أقمنا دورات تدريبية للمعلمين حول نهج القراءة لتطوير عملية توصيل المعلومات للطلاب، ولكن ذلك يتطلَّب وجود ما يقارب من 25 طالبا داخل الصف الدراسي حتى تنجح هذه الخطة، لافتةً إلى أنها وإدارتها يهتمون بـ "الكيف" وليس بـ "الكم" حتى يتخرج جيل متسلح بالعلم يستطيع القراءة والكتابة"، مشددةً على أن يبدأ التكاتف والتعاون من القيادة العليا لتتحقق خطط التربية والتعليم ولو بالدعم اليسير.

وثمَّـنت التربوية وفاء علي عبيد الجمحي قيام أيادي خير بتلمس أحوال عدد من الطلاب مثل بعض المنظمات والتي تأتي إلينا بشكل شخصي طالبةً منا أوراق الطلاب الفقراء، ومن ثم يقومون بأنفسهم بتسليم الطلاب المستلزمات الدراسية الضرورية، وهناك معلمات يقمن بمبادرات خيرية من ذات أنفسهن لتزويد الطلاب الأشد فقراً بكراسات وأقلام وهذه الأعمال الخيرية الشخصية تؤثر كثيراً في النفس خصوصاً لدى الطلاب الذين لا يستطيعون شراء كراسة أو قلم من أجل الدراسة.