> علاء أحمد بدر - محمد رائد محمد:

  • قسم الفن التشكيلي بمعهد جميل غانم يحتفي بتخرج طالبات مبدعات
  • الرسامة ورود ردمان..من طالبة ليست لديها شهادة الصف التاسع إلى فنانة موهوبة
  • نقيب الصحفيين الجنوبيين: ندعو وزارة الثقافة لتفعيل سكن الطلاب
  • باغريب: معهد جميل غانم يعكس الهوية الثقافية للجنوب
> لوحة جدارية عبارة عن مشروع تخرج بعنوان (عدن.. ثقافة وفن) ناقشتها إحدى الفنانات المبدعات من خريجات قسم الفنون التشكيلية في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بالعاصمة عدن وهي سعاد علوي أحمد الحداد ولديها موهبة الشعر بالإضافة إلى كونها رسامة، حيث قالت في اللقاء الذي أجرته "الأيام" معها "إن لوحتها عبارة عن جدارية شكلتها من خلال الحفر وبواسطة الأسمنت الملون وتتحدث عن الموروث الثقافي"، مضيفةً أن الأسمنت الملون هو أسمنت عادي يُضاف إليه بودرة اسمنتية ملونة مع ألوان مركزة، وكذا مادة (النورا) والرمل، فيتم جمع هذا الخليط بمقاييس محددة، لتنشئ عدداً من الطبقات، ولتنتهي بالحفر.

سعاد علوي أحمد
سعاد علوي أحمد

وقالت الفنانة المتخرجة بنجاح وتفوق ورود منصور علي ردمان "لقد دخلت إلى الفصل الدراسي في المعهد كطالبة مستمعة فلم أمتلك شهادة الصف التاسع الإعدادي، والحمد لله رب العالمين، من خلال استنهاجي في المعهد صرت طالبة أساسية، واستخرجت شهادة تاسع، وكافحت في تعليمي، لتبلغ فترة دراستي بالمعهد نحو خمس سنوات".

المتخرجة ورود منصور
المتخرجة ورود منصور

وأضافت ورود أنها تسعى لتطوير موهبتها بالرغم من تعرضها لتنمر البعض والذين يقولون عنها إنها (فاشلة) وعن طريق الرسم أثبت أنني ناجحة، لافتةً إلى أنها لا ترسم أشياء محرمة في الشرع، هذا إلى جانب عملها الإضافي كمصممة والذي عن طريقه تصقل موهبتها في الرسم.


وحول استفادتها من انتسابها في معهد جميل غانم أوضحت الفنانة ورود ردمان أنها تلقت دروس في مجال "المنظور، وعلم الألوان، والجداريات، وعدد من الدروس الأخرى كذلك.

وبدعوة خاصة لـ "الأيام" أقام معهد جميل غانم للفنون الجميلة حفل تخرج طالبات من قسم الفنون التشكيلية بالمعهد والذي تميَّـز بعرض العديد من لوحات الرسم بطريقة إبداعية.

"الأيام" التقت بمدير عام المعهد الفنان فؤاد مقبل الذي أبدى ارتياحه من نتائج دراسة لمدة ثلاث سنوات تمخضت عنها هذه اللوحات المبتكرة والتي أبهرت الحاضرين، متمنياً لمن تخرجن التوفيق والنجاح في حياتهم العملية.


من جانبه، قال نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الأستاذ عيدروس باحشوان "سعدنا حقيقةً بمشاركة إدارة ومدرسي معهد جميل غانم للفنون الجميلة أجواء مناقشة مشروعات التخرج لعدد من الطالبات، وشاهدنا ريشات الطالبات اللاتي أبدعن في اللوحات المعروضة، وكانت عملية الدفاع منهن على مشروعاتهن له دلالة كبيرة على وعي المتخرجات من المعهد، والأفق الكبير الذي اتسمت بها تلك اللوحات".

وأضاف، "لمسنا من إدارة المعهد عزما كبيرا على السير بالمعهد نحو تحقيق الأهداف التي أنشأ من أجلها، ووجدنا قوة وعزيمة على عدم التخلي عن المعهد بغية بقائه على قيد الحياة"، مستدركاً أن هذا البقاء الذي تتمسك به إدارة معهد جميل غانم لن يتحقق إلا برعاية من قيادة الدولة ممثلةً بمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة أيضاً.


وتابع نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين حديثه اليوم يتعرض معهد جميل غانم لعزوف الطلاب والطالبات من الانتساب للمعهد، والسبب أن أوضاع الملتحقين لا تمكنهم من الحضور إلى المعهد مالم يكن هناك دعماً للطلاب المتقدمين للدراسة فيه وعلى أقل تقدير انتقال المقبلين على الدراسة من مقر إقامتهم إلى سكن المعهد والتي كان يحصل عليها الطلاب في كل المعاهد والكليات في عهد الدولة الجنوبية.


إلى ذلك، أشار المُحاضِر في كلية الإعلام بجامعة عدن الأستاذ نصر مبارك باغريب إلى أنه متذوق للفنون التشكيلية، وسبق أن حضر خلال الأعوام الماضية فعاليات الدفاع عن مشروعات التخرج للطلاب، وانطلاقاً من ذلك تم تقديم بعض الاستفسارات للطالبات اللاتي قدمن مشاريعهن، مردفاً أنه فيما يخص "البصمة اللونية" والإيقاع وتناغم اللوحات والأفكار التي تبعثها اللوحات الجدارية للمتلقي، فقد كان هناك رجعاً للصدى لدى الحضور، وشاهدوا أعمالاً إبداعية كبيرة، والمتخرجات سيثبتون وجودهن في الساحة الفنية في بلادنا، ويحملن الكثير من الطموح.

ولفت باغريب إلى أن المشاركين بحفل التخرج من المدعوين استجذبتهم عملية الدخول إلى فروع جديدة بالفن التشكيلي مثل الرسم على الزجاج، وكذا بواسطة الكتل الاسمنتية من خلال نحت الصور، موضحاً أن الرسومات تترجم للتراث الجنوبي تحديداً.


وعبَّر المحاضر في كلية الإعلام بجامعة عدن عن أسفه على الرسامين المتجهين إلى ساحة ومضمار العمل الإبداعي في بلادنا والذين لن يجدوا من يقوم بمساعدتهم على ترويج أعمالهم، أو إيجاد فرص توظيفية لهم في سوق العمل بدلاً عن استيراد كثير من الأعمال التشكيلية من خارج البلاد.

ودعا نصر مبارك باغريب وزير الإعلام والثقافة والسياحة، ووزير الدولة محافظ العاصمة عدن، ومدير عام مكتب الوزارة في العاصمة أن يمدوا يد العون لمعهد جميل غانم للفنون الجميلة، ويقدموا الدعم الذي يحتاجه المعهد للنهوض به من حالة الركود الذي يعيشه، وللقيام بدوره الراقي على أكمل وجه، وبما تتطلع إليه النخبة في الجنوب، إضافةً إلى توفير المساندة الحقيقية للطلاب الراغبين بالدراسة فيه لتمكينهم من صقل مواهبهم، فالمبدعين مساهمتهم لافتة في عكس صورة الجنوب والجنوبيين لدى الشعوب والدول الأخرى، وبالتالي مهمة الحفاظ على الهوية الثقافية تقع على عاتق المعهد والدارسين فيه.


وشكرت نائبة مدير عام معهد جميل غانم للفنون الجميلة لشؤون الطلاب ومعلمة اللغة العربية نوال السيد عمر ياسين "الأيام" على حضورها وتلبيتها الدعوة المقدمة لها، واصفةً أجواء التخرج بالرائعة.

وأشارت السيد إلى أن إدارة المعهد تبذل قصارى جهودها لدعم طلابها، كون طلابها المتخرجون هم بمثابة فنانين مبدعين.

نوال السيد عمر ياسين
نوال السيد عمر ياسين

وبيَّنت نائبة العميد لشؤون الطلاب أن حفل التخرج هذا هو لطلاب العام الدراسي 2023م - 2024م، وقد شاركن الطالبات بالدفاع عن مشاريعهن وعددهن 3 طالبات في قسم الفنون التشكيلية.

وأمِلّت نوال السيد أن يحتضن المعهد طلاباً أفضل وأحسن في المستوى بالأعوام المقبلة.

وحول عملية الإقبال على الدراسة في معهد جميل غانم أوضحت المسجلة العامة للمعهد ذكرى عثمان حسين فنده أن كل عام يختلف عن الآخر لأن القبول لدى المعهد يعتمد على الكيف وليس على الكم، فالمعهد يُـقبل على الموهوبين ويؤهلهم، عكس التعليم العام والذي يشمل الجميع.


وأضافت ذكرى فنده أن عدد الطلاب في المعهد متذبذب، ولا يوجد عدد ثابت للقبول، مردفةً أن هناك أعواماً دراسية يكون فيها عدد المسجلين 18 طالب وطالبة، وبعضها 15 مبدع، وسنوات أخرى 10 طلاب.

وأشارت المسجلة العامة إلى أن المعهد يحتوي على ثلاثة أقسام رئيسة وهي (الموسيقى، والمسرح، والفنون التشكيلية) وقبل ثلاث أعوام استحدث قسم الفنون الشعبية، ولكن لم يصل إلى مستوى دراسي نظامي، أي أنه لم يفتتح فيه أي عام دراسي، فتم اعتماد الدراسة فيه بنظام الدورات القصيرة، ولذلك فإن معهد جميل غانم مستمر بالثلاثة الأقسام القديمة.


وبيَّنت فنده أن هناك تفاوتاً ما بين قسم وآخر، فتوجد أقسام تتسم بإقبال لا بأس به، وبعضها التحاق الدارسون فيها قليل.