> القاهرة «الأيام»:

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين د. شائع محسن الزنداني، أن دول المنطقة العربية بحاجة لمزيد من الترابط والتلاحم والعمل العربي المشترك لتعزيز التضامن العربي لتجنيب المنطقة فرض مخططات بالقوة، مؤكدًا أهمية الالتزام بخريطة الطريق في بلادنا كبداية للحل وإنهاء لكل الأزمات في اليمن.

وقال د. شائع الزنداني في حوار أجرته معه أمس ‎مجلة "أكتوبر" الصادرة عن بوابة دار المعارف المصرية: ”كنا نسمع منذ زمن محاولات إقامة الشرق الأوسط الجديد وعلى أساسه تكون إسرائيل في قلب هذا المشروع، وبالتالي جرت محاولات إضعاف النظام العربي والدولة القومية في كل بلد عربي على حدة، ونرى أن التفكيك الذي يحدث في بعض الدول شجع إسرائيل لتنفيذ مخططها من أجل تصفية القضية الفلسطينية".

وأضاف: "لقد تم استغلال موضوع العدوان على غزة مبررا للتصعيد في البحر الأحمر، وجماعة الحوثي مجرد أداة ويعتبرون أنفسهم جزءا من محور المقاومة، وهذا المحور مرتبط بإيران، ولهذا نرى الصواريخ والسلاح الإيراني والطائرات المسيرة والخبراء وكلها أدوات مستمرة في اليمن لتقديم كامل الدعم للحوثي، وبالتالي هناك تواجد إيراني قوى في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي نشهده يوميا بتهديد الأمن في البحر الأحمر وحرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية بشكل عام".

وفي إجابه حول ما قامت به إيران مؤخرًا بتعيين سفير لها في صنعاء.. أكد الوزير الزنداني أن هذا الإجراء الإيراني نعتبره تحديا للقانون الدولي أولا، كما يعتبر اعتداء على السيادة اليمنية وتدخلا في الشؤون الداخلية، ومن غير المقبول دوليا أو حتى عربيًا أو إقليميًا أن تسمى إيران سفيرًا لها أو ممثلا لها لدى مجموعة أو عناصر لا تمثل الدولة أو الحكومة، ولهذا نعتبره تدخلا خطيرًا في شؤون الدولة اليمنية والسيادة اليمنية بشكل غير مسبوق.

وأضاف: "لا نستطيع الاعتماد على الإرادة الإيرانية وما إذا كان لديها استعداد لأن يحل اليمنيين قضاياهم بأنفسهم وهل تسمح أن يجلس أهل اليمن مع بعضهم البعض على طاولة لحل مشاكلهم".

وأردف بقوله: "أنا شخصيًا لا أعتقد أن إيران سوف تتنازل عن مصالحها التي حققتها بسهولة من خلال تواجدها في اليمن وهو حلم إيران بعد أن تمكنت اليوم بفضل جماعة الحوثي الوصول إلى البحر الأحمر وفى السابق كانت لديها مشكلة للسيطرة على الخليج العربي وكل هذه الأطماع تعد أحد المؤشرات التي تؤكد على المصالح الإيرانية وأطماعها التوسعية".

وحول توقف مفاوضات حل الأزمة في اليمن مصير خريطة الطريق، قال وزير الخارجية: "للأسف أزمة اليمن ليست داخلية، وإنما بها تدخلات خارجية، ولكي نسير نحو حلول متقدمة، لابد وأن تخرج كل هذه التدخلات التي تقوم بها إيران في اليمن. ومعروف أن لها أطماعا توسعية، وهنا جهود كبيرة بذلتها السعودية. ومنذ سنوات وهي تعمل من أجل إنهاء الحرب وإيجاد خطوات متقدمة والاتفاق علي هدنة لحل مشاكل الجوانب الاقتصادية والإنسانية المتعلقة بحياة الشعب واحتياجاته اليومية، وتم التوصل لوضع خريطة طريق بالتعاون مع الأشقاء في السعودية وسلطنة عمان، وللأسف هذه الخريطة توقفت وكانت الحكومة اليمنية مستعدة للتوقيع عليها، وقدمت تنازلات كبيرة من أجل الوصول لخطة الحل، والتي كانت تمهد في مرحلة لاحقة لبدايات جيدة، مثل المشاورات السياسية علي الأقل، ولكن مع بداية تصعيد جماعة الحوثي في البحر الأحمر أدي ذلك إلي توقف كل الحلول".

وقال موضحا: "الحوار اليمني اليمنى يمكن أن نصل إليه في وقت لاحق، ونذكر بالجهود التي بذلتها السعودية مع جماعة الحوثي، ومنذ سنوات لإنهاء الحرب، ولكن للأسف لا يوجد تجاوب بسبب التدخلات الإيرانية والدعم الكبير الذي تقدمه للحوثيين".

ومضى قائلا: "نحن على تواصل دائم مع منظمة الأمم المتحدة، وهي على علم كامل بكل التفاصيل في اليمن والمبعوث الأممي يتواصل معنا ويحذر من خطورة الوضع الراهن، كما أننا نعمل أيضا من خلال مندوب اليمن الدائم في الأمم المتحدة، والذي يعقد لقاءات مع السفراء وممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وسوف نعمل خلال هذه الدورة وبشكل أكبر مع المجتمع الدولي لتوضيح خطورة الوضع".

وأضاف: "خريطة الطريق موجودة، وكل الجهود تحاول الحفاظ عليها، وكذلك لوقف أي تصعيد جديد حتى لا نعود إلى الحرب.. لا بديل عن العمل بخريطة الطريق كاملة ثم تجميدها بسبب التصعيد في البحر الأحمر، وإذا انتهت يمكن أن تعطينا الفرصة للعودة إلى خريطة الطريق.

واستطرد بقوله: "بالتأكيد تحسن العلاقات بين السعودية وإيران أدت لوجود انفراج نسبي لكن لا نستطيع الاعتماد على الإرادة الإيرانية وما إذا كان لديها استعداد لأن يحل اليمنيين قضاياهم بأنفسهم وهل تسمح أن يجلس أهل اليمن مع بعضهم البعض على طاولة لحل مشاكلهم. أنا شخصيا لا أعتقد أن إيران سوف تتنازل عن مصالحها التي حققتها بسهولة من خلال تواجدها في اليمن".