اغتيال حسن نصر الله حكمة الله لما هو آت والغيب لا يعلمه إلا هو، ومما نتابعه كلا يغني على ليلاه فهناك من احتفل بذلك لأسبابه الخاصة وهناك من حزن لقناعته لكن الحقيقة ستظهر في الأيام والسنين القادمة.

بالتأكيد موت قائد كحسن نصرالله لن يكون كموت قائد صدق مع الله، فهناك قادة خلدهم التاريخ بإنصاف وهناك من كشف التاريخ حقيقتهم، فالأفراد يظلون في وجدان الإنسانية لما قدموه خدمة للبشرية أما من صنعته قوى خارجية لأطماعها تكون نهايته الطبيعية وخيمة.

قتل حسن نصر الله على يد الكيان الصهيوني ظاهريًا لكن هناك من ساهم وهناك من دعم من الغرب والشرق كلا له أسبابه مثلما قتل صدام حسين بتعاون آخرين، لكن هل الهدف إعادة لبنان للمذهب السني بعد عقود من حكم الشيعة فيها كما آلت العراق للشيعة بعد عقود لحكم المذهب السني أم أن حكمة الله أبعد من ذلك، فلننتظر ما هو آت.

بالمقابل كان أكبر المجرمين بكيانه نتنياهو رئيس الكيان الصهيوني بعد طوفان الأقصى مهزومًا ومؤشرات سقوطه ووضعه في سجون العدالة الدولية بات قريبا لكن حكمة الله لما هو آت مهدت لاستكماله جرائمه في غزة ثم لبنان ولا ننسى لما بعدها، الآية 123 سورة الأنعام يقول تعالى ((وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم ما يشعرون)).

المنطقة بكاملها تمر بمخاض معقد صعب تحديد موعد ولادته وهل المولود الجديد معافى أم أكثر تشويها عما هي عليها وهي مقياس لنطاق أوسع نسأل الله أن يكون خيرًا.

مفاهيم سقطت بعد دمار غزة ومفاهيم جديدة تتشكل حيث لم نر موقفا جادًا ومشرفا تجاه دمار غزة بتلك البشاعة، فالكل يندد ويدين ويحذر وغيرها ولكن الفعل معدوم وهذه مؤشرات لما هو آت.

المال السياسي وتشكيل جماعات مدججة بالسلاح يأتي من خارج الوطن وباء لتدميره خاصة لو لم تكن هناك شفافية لتقديم مصالح المتلقي أولا مع توافق جزئي مع مصلحة الممول وهذا عكس الواقع في واقعنا العربي.

غزة كانت البداية وحقق طوفان الأقصى بساعات قليلة تدمير الوهم الذي غرسه الإعلام لعقود وأعاد تصحيح معايير القوة ومثلت بداية النهاية لكيان غير متجانس مع البيئة المحيطة به بل وغير متجانس في إطار كيانه.

النظام الفارسي والكيان الصهيوني لهما مشروعان واضحان يتفقان نحو عدو مشترك والنظام العربي يتعاطى بعاطفته فيفضل تارة الفارسي وأحيانا الصهيوني رغم علمه بأهدافهما تجاهه وهذا نابع عن فقدان مشروع عربي مشترك حتى اللحظة.
والى أن يصحى يكون الوقت قد فات، وما لم يعمل المشروع العربي المشترك سريعًا فلننتظر لما هو آت.