> فردوس العلمي:
- تقية نعمان: المعلم هو أداة البناء والهدم
- أشواق طه: جميع الوظائف في المنطقة تخرج من تحت أيادي المعلمين
- أكرم الحريري: على الحكومة الاستجابة الفورية والعاجلة لمطالب المعلمين
- باسل الباشا: كيف يمكن لمعلم مديون ومهموم أن يبدع ويبتكر
- جواد غانم: كان المعلم يحترم نفسه ويجعل بينه وبين طلابه خط أحمر
- وفاء الكاف: ضاعت العملية التعليمية وضاع فيها أجيال
- أحمد جراد: هدر الأموال المخصصة للتعليم أو سوء توزيعها فاقم المشكلة
صحيفة "الأيام" استطلعت آراء عدد من المعلمين والمعلمات لرصد واقع التعليم في عدن.
التربوي أكرم الحريري قال: "إن المتابع للشأن التربوي اليوم يرى مدى الاختلاف الكبير بين أداء معلم الأمس ومعلم اليوم". وأضاف: "الحالة المعيشية الصعبة، خاصة مع الرواتب الزهيدة التي يتقاضاها المعلمون اليوم، أثرت سلبًا على حياتهم النفسية، مما دفع الكثيرين لترك مجال التعليم، وبدلًا من ذلك يتم استجلاب ما يُعرف بالمعلم البديل، وهو ما يؤثر أيضًا على العملية التعليمية".
وأشار الحريري إلى أن مدارس عدن اليوم تعاني من نقص كبير في أعداد المعلمين، مشيرًا إلى أن السبب يعود إلى عدم توظيف كوادر جديدة لتعويض المتقاعدين أو المتوفين، وأضاف: "تعد كلية التربية في جامعة عدن الرافد الأساسي لميدان التعليم، ولكنها تعاني حاليًا من عزوف الطلاب، مما يهدد مستقبل التعليم".
واقترح الحريري حلولًا لهذه المشكلات، قائلاً: "يجب على الحكومة الاستجابة الفورية لمطالب المعلمين في هيكلة الأجور ورفع رواتبهم"، وختم حديثه قائلاً: "متى ما أُعطي المعلم حقه، سترتفع معنوياته، وسيتحسن أداؤه التعليمي".
التربوي باسل محمود الباشا قال: "للأسف، حال المعلم لا يسرُّ صديقًا ولا عدوًا. لقد أصبح في وضع مزرٍ للغاية، يكاد لا يجد قوت يومه". وأضاف: "ما نراه اليوم من تدهور في العملية التعليمية هو انعكاس لحال المعلم. كيف يمكن لمعلم مديون ومهموم أن يبدع في عمله؟".
وأشار الباشا إلى أن تدهور حال المعلم أدى إلى عزوف الطلاب عن كلية التربية، مما يهدد بإغلاقها.
من جهتها، قالت التربوية وفاء الكاف: "للأسف، فقد المعلم هيبته، وضاعت معه العملية التعليمية، وضاع معها أجيال".
بينما تحدثت التربوية تقية نعمان عن الفروق بين المعلم اليوم والمعلم في الماضي، قائلة: "هناك فرق شاسع بين معلمي الأمس واليوم، وأيضًا بين تلاميذ الأمس وتلاميذ اليوم". وأضافت: "إذا أردت هدم مجتمع، فعليك بالمعلم؛ لأنه أداة البناء والهدم. إذا تم تأهيل المعلم جيدًا وأُعطي حقوقه، فسوف يخرج جيلًا مسلحًا بالقيم والأخلاق. لكن أين المعلم اليوم؟ فهو لا يتمتع بتأهيل مناسب للتطور التكنولوجي، ولا يتلقى راتبًا يكفيه لحياة كريمة".
وأشارت نعمان إلى أن حتى التكريم السنوي للمعلمين أصبح غير موضوعي بسبب غياب الرقابة والتقييم الصحيح للأداء. وقالت: "في الماضي، كان يُقيّم المعلم بناءً على أدائه، ويحصل على علاوة إذا حصل على تقييم جيد جدًا أو ممتاز، لكن اليوم لا أحد يهتم".
واختتمت حديثها قائلة: "المعلم هو الشمعة التي تحترق لتنير الطريق لأجيال المستقبل. كل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم أكثر عطاء. احترامي وتقديري لكم جميعًا، والرحمة لمن فارقوا الحياة".
التربوي جواد غانم قال: "الحديث طويل وصعب. نتحدث في زمننا هذا، ففي الأمس كان المعلم يحترم نفسه ويضع بينه وبين طلابه خطًا أحمر، أما اليوم فنفتقد لهذا الخط، إلا من رحم ربي. يمكنه المزاح مع طلابه، ولكن بأسلوب راقٍ.
كان الاحترام للمعلم واجبًا، سواء داخل الفصل أو خارجه، وكانت العلاوة السنوية تُعطى للمدرس بعد زيارة الموجه للمدرس خلال حصة المعاينة، ومن خلالها يُقيم الموجه المدرس ويخبره بالنتيجة: إما يحصل على العلاوة أو لا".
وأضاف: "كانت العلاوة السنوية مكافأة على عمل المدرس، حسب مقدرته في الأداء داخل الصف، سواء في التدريس أو ضبط التلاميذ".
وفي ختام حديثه، قال: "هكذا كان المدرس يحرص على العمل المتقن. أما اليوم، فلا يتم إعطاء العلاوة لمن يستحقها فقط، واحترام المدرس اليوم، مع احترامي، معدوم، والسبب أن المدرس لم يُعطِ لنفسه الهيبة والاحترام، إلا من القليل من المدرسين والمدرسات".
الإعلامي والتربوي أحمد جراد قال: "التعليم في بلادنا يواجه تحديات كبيرة، ومن أبرز هذه التحديات هو الواقع المزري للتعليم وحقوق المعلمين المهدورة. هذا الموضوع ينعكس بشكل خاص لدينا حيث نعاني من أزمات اقتصادية وسياسية".
وأضاف: "أما من حيث البنية التحتية للتعليم، فإن ضعف الموارد ونقص الإمكانيات المادية مثل المدارس المؤهلة، والأدوات التعليمية، والمرافق المناسبة، يشكل عاملًا مهمًا في هذا الضعف العام للتعليم. علاوة على ذلك، فإن ازدحام الصفوف في جميع المدارس، بما في ذلك الثانويات ورياض الأطفال، وخاصة الحكومية منها، قد يؤدي إلى وجود عدد كبير من الطلاب في الفصول يتجاوز القدرة الاستيعابية".
وقال: "القضية الأكبر في هذا المستوى التعليمي الهش يقابلها عامل أساسي وهو حقوق المعلمين المهدورة من خلال الأجور المتدنية، حيث يتقاضى غالبية المعلمين في البلاد رواتب منخفضة جدًا مقارنة بوظائف أخرى، وحجم العمل الذي يقومون به، مما يجعلهم عرضة للضغوط الاقتصادية".
وأشار إلى أن عدم الاستقرار الوظيفي في البلاد يترك المعلمين دون عقود دائمة أو تأمين وظيفي، مما يجعلهم عرضة للطرد أو الإيقاف دون سابق إنذار. كما أن البيئة غير الآمنة في المناطق التي تعاني من النزاعات أو الحروب تجعل المعلمين والطلاب عرضة للخطر من العنف أو الاعتداءات.
وقال: "يُعد ضعف التدريب والتطوير المهني للمعلمين، بسبب قلة الفرص المتاحة لهم لتطوير مهاراتهم المهنية أو الحصول على تدريبات تساهم في تحسين جودة التعليم الذي يقدمونه، وعدم وجود دورات تدريبية مستمرة أو برامج لتجديد المهارات اللازمة للتعليم الحديث، عاملًا مهمًا في تدهور التعليم".
وتحدث عن العوامل التي أدت إلى تدهور التعليم، قائلًا: "من العوامل المهمة في تدهور التعليم، أثر الفساد وضعف الإدارة في البلاد، مما أدى إلى هدر الأموال المخصصة للتعليم أو سوء توزيعها، مما فاقم المشكلة. بالإضافة إلى ضعف الشفافية والمساءلة فيما يتعلق بتمويل المؤسسات التعليمية ومخصصات المعلمين وتأثير الوضع السياسي والاقتصادي".
ويختم حديثه قائلاً: "بنظري، الحلول الممكنة لتحسين العملية التعليمية تتمثل في زيادة التمويل للتعليم، وتخصيص ميزانيات أكبر لتحسين البنية التحتية التعليمية، وزيادة رواتب المعلمين، وتعزيز التدريب وتقديم برامج تدريبية، واختيار الكفاءات في المواقع الإدارية القيادية سواء في مكاتب التربية بالمحافظات والمديريات والمدارس، بعيدًا عن المحسوبية والانتماءات السياسية".
التربوية أشوف طه تحدثت عن واقع المعلم بين الأمس واليوم، وقالت: "واقع المعلم اليوم مؤسف جدًا. يجب أن يكون المعلم أكثر شرائح المجتمع احترامًا وتقديرًا، وأن يكون راتبه من أعلى الرواتب".
وأضافت: "جميع الوظائف في المنطقة تأتي من تحت أيدي المعلمين والمعلمات، وللأسف، راتب المعلم اليوم لا يكفي لتلبية متطلبات الحياة اليومية. المعلمون يعملون في أكثر من وظيفة، مما يؤدي إلى تدهور العملية التعليمية في العديد من المدارس، حيث يستهلك المعلم طاقته في أكثر من وظيفة في المدارس الخاصة، وعندما يحضر إلى المدارس الحكومية، يأتي وقد استنفد جميع طاقته".
وأضافت: "إلى جانب انعدام مبدأ الثواب والعقاب في مسألة حضور المعلمين، فإن القيادات التربوية تأسف لحالة المعلم ولا ترغب بخصم التأخير أو الغياب، كون راتب المعلم أساسًا لا يكفي، مما يدفعه للعمل في أكثر من وظيفة".
وقالت: "أصبح التعليم متدهورًا، فلا يوجد توظيف جديد في التربية والتعليم، ولا إحلال للمتقاعدين سنويًا، ولهذا أصبحت هناك شواغر كثيرة في المدارس، وتعاني المدارس من نقص المعلمين".
وأشارت إلى أن "كلية التربية أغلقت أبوابها في كثير من الأقسام، وللأسف، أصبح المعلم من كثرة الضغوط التي يلاقيها إنسانًا هامشيًا في المجتمع".
وأضافت: "الطلاب الذين يدرسون اليوم لا يتمتعون بروح قيادية أو فكر ومعرفة، ورغم ذلك نجدهم اليوم في وظائف كبيرة ورواتبهم أضعاف راتب المعلم".
وقالت: "المعلم لديه شهادات جامعية وخدمة طويلة، ويخدم الوطن في أهم ركن من أركان التنمية وهو التعليم، وللأسف، واقع المعلم اليوم مؤسف جدًا وراتبه من أدنى الرواتب".
وأشارت إلى أن "الحالة الاقتصادية وانعكاسها سلبي جدًا على جميع المجالات، بما في ذلك جودة التعليم، أصبحت سيئة".