> أحمد يسلم:

لتدوين ما علق بذاكرة من مازالوا على قيد الحياة عن ذكريات ثورة 14 أكتوبر منذ انطلاقتها كان لابد من نشر ما تحتفظ به ذاكرة أحد المناضلين الذين ذهبوا إلى القاهرة للتدريب في معسكر المعادي ليروي قصته المشوقة والمليئة بالمعاناة والصعاب وبالمناسبة وقبل هذا زودني الأستاذ محسن عبد سعيد مشكورًا ببعض من مذكرات والده الفقيد المناضل عبد سعيد عبدالله اليوسفي والتي تفيد بأسماء طلائع الملتحقين من مناضلي الثورة بثوار ردفان وهم الشهيد ناجي سعيد عبدالله، عبد سعيد عبدالله، محمد الدهج، الشهيد صالح عبدالله قاسم السرحي، مهدي مقراط، اللواء علي محمد قاسم، ناصر سعيد عبدالله (سدح) نصر سعيد عبدالله، سعيد محمد ناصر، سريب حسن، محمد محضار سعد، محسن حسن ناصر، حسين حسن وفي قوام الدفعة الثانية التي ضمت كلا من الشهيد محمد ناجي زائد، عوض جماح، حنش حسن، حسين عوض زائد، صالح حسن قاسم، نصر شيخ نصر. خضر علي ناجي، عبدالله أحمد علي، سعيد علي الرهوي، أحمد زين اليوسفي، محمد علي صالح.

الفقيد المناضل عبدسعيد يوسفي
الفقيد المناضل عبدسعيد يوسفي

وبالعودة إلى ماروته ذاكرة الأستاذ المناضل عباس منصور أطال الله عمره حيث روى قائلا: في أواخر عام ‪1966 وبعد تصاعد لهيب ثورة 14 أكتوبر إلى كل أنحاء الجنوب ونظرًا لمشاهدة نزوح الآلاف من أبناء ردفان إلى مناطقنا في يافع جراء قصف الطيران الإنجليزي لهم ووصول صوت الثورة عبر الأثير عن طريق إذاعة صوت العرب من القاهرة وخطابات الزعيم القومي للأمة العربية جمال عبد الناصر الله يرحمه وهنا اشتعل الحماس الثوري لدى المواطن الجنوبي ووجود الدعم المصري القوي للثورة والثوار وتسهيل الجمهورية العربية اليمنية التي تحققت عام 1963م للمناضلين من خلال التحرك والإقامة والتدريب في تعز وتنسيق مصري، المهم كانت نقطة البداية من من اجتماع عقدناه في عام 1966م في بيت المناضل سعيد علي الرهوي (دفان) حطاط ومن هنا تحركنا لحظة الغروب عبر ساحب وكلسام ونمكة حتى وصولنا مقر المقاتلين في كنضارة تتبع جبهة ردفان، ومنها كما أذكر حتى وصلنا (جلة يهر) ثم مشينا مجاميع كثيرة من آل سعيد وآل يوسف والمناصر والجرادمة، ومن يهر، والسعدي إلى أن وصلنا (اسطله) استقبلنا المناضل سعيد عفيف، وآخرون من جماعته تناولنا الطعام عنده، ثم اتجهنا صوب وادي يهر ونقيل الخلا إلى أن نمنا في (مرفد) وفي الفجر تحركنا عبر جبل (العر) إلى أن وصلنا (الزاهر) وكل هذه المسافات كانت سيرًا على الأقدام وأغلبنا (حفاة)، وفي الزاهر وفر لنا المسؤولون عنا سيارات وكان مالكو السيارات من آل حميقان كما أذكر ومن الذكريات عندما وصلنا (رداع) كانت رداع على بوابة واحدة وبعد ما تغدينا في أحد مطاعمها وعند طلوع السيارات وعددها 4 سيارات رفضت الشرطة السماح لنا بالخروج من المدينة إلا بدفع واحد ريال فرنسي (ماريا تريزا)عن كل شخص منا سموها (سلامة الرأس) ولكن سائقي السيارات رفضوا دفع المبلغ..

ثم تحركنا إلى تعز (منطقة صالة بتعز) التي مكثنا فيها بحدود شهر للترتيبات والتدريب الأولي داخل الساحة الخاصة ببيت الإمام، وهناك سجلونا في كشوفات الأخوة المصريين ومعهم مسؤولون جنوبيون لا أذكر أسمائهم، ثم تحركنا إلى صنعاء وبتنا داخل مسجد أهلكنا البرد وما كان عندنا ملابس شتوية تقينا من شدة البرد..

ثم تحركنا إلى الحديدة ومكثنا يومين على الساحل في الميناء، داخل خيام ثم ركبنا سفينة (كليوبترا) التي اتجهت بنا إلى مصر حيث عانينا من الجوع والمرض في البحر أكثر من أسبوع، ثم وصلنا ميناء (مصر) حيث ركبنا قطارًا لأول مرة ليثير انبهارنا رؤية قطار بذاك الطول طبعًا عند ما تجمعنا في الحديدة بحدود 500 فرد من كل مناطق الجنوب العربي، من شبوة، وأبين، وحضرموت، ويافع، وردفان، والضالع، إلى أن وصلنا (معسكر المعادي) في القاهرة.

هذا المعسكر أعد لنا خصيصًا للسكن والتدريب، كان المدربون كلهم من المصريين، والقائد كان محمود سامي، ومن أسماء المدربين المصريين، شاويش عطية، وشاويش رمضان، ومصطفى، وشاويش شعبان، تدربنا على مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وزراعة الألغام، ورمي القنابل اليدوية، وتجاوز الحواجز الشائكة، وقفز الوثبات، وحركات الصاعقة) والعمل الفدائي، هجوم وانسحاب.

كان هذا خلال (فترة ستة أو سبعة أشهر) وخلال فترة التدريب تلك كان لابد من زيارات للاطلاع على إنجازات شعب مصر فذهبنا في رحلات إلى (السد العالي) ومصانع حلوان للحديد وحدائق الحيوانات والأهرامات) وبعض المسارح. وقعت نكسة خمسة حزيران يونيو عام67 ونحن في التدريب في المعسكر حفرنا الخنادق وعشنا حالة حرب كاملة مع المصريين وبإصرار منا شاركت فصيلة في الحرب مع الجيش المصري في (العريش).

بعد مقابلة الرئيس جمال عبد الناصرلوفد ممثل عنا من الشخصيات الكبيرة منهم الشاعر والمناضل الكبير عاطف غرامة حسين، قال:

يالله للعمل يا ثائر يامن طول ليلك ساهر حط اللغم تحت التائر واعجب نفلة السيارة.

فكان رد الزعيم جمال عبدالناصر أنتم أتيتم لتتدربوا لتحرروا عدن.

أما مصر تحميها رجالها، وأتذكر من الذين شاركوا في معركة العريش ضد القوات الإسرائيلية، الفقيد ناصر محسن علوي النصري، وآخرون لا أذكر أسماءهم.

ومن الذكريات زارونا في معسكر المعادي في القاهرة الفنان محمد محسن عطروش وغنا أغنية كانت تلهب مشاعر الشارع الجنوبي يومها وهي أغنية برع برع يا استعمار برع من أرض الأحرار برع برع برع، وزارونا قيادات لا تسعفني الذاكرة ذكر أسمائهم وزارتنا المناضلة (دعرة) ثم قررت القيادة عودتنا إلى اليمن.

وعند التحرك في القطار إلى السويس ترجز الشاعر سالم ملهم الفضلي من عقال آل البان بقصيدة قال فيها:

محمود سامي مساك الخير منا وأكرمك،

يا قائد المركز تسامحنا شعك مسموح

فرقة باتجي عندك وفرقة باتروح

هذا معسكر جيش غالب للفرق مطروح

(يقصد غالب لبوزة ) ثم صعدنا للعودة إلى سفينة تجارية كنا فيها محشورين في نصف السفينة عانينا كثيرًا من مشقة الرحلة حتى وصلنا معسكر الحوبان قريب إذاعة تعز وكان قائد سرية (يافع) العميد علي عبدالله حسين اليزيدي.

وهناك قيادة مصرية أيضًا أتذكر منهم محمود عطاء عمار، وآخرون، مصريون ومن هذا المعسكر كان يروحون ناس إلى الداخل ضمن عمل، لا نعرفه نحن الأفراد.

فوجئنا ذات يوم ومعسكرنا مطوقا بدبابة فوق المرتفع سألنا ماذا جرى؟ قالوا عملوا انقلابا على الرئيس السلال فنجح الانقلاب. وكذا الحرب الأهلية في عدن جعلت المعسكر يتفكك وقررنا مغادرة المعسكر، اختلف الوضع بعد الانقلاب على السلال حين كان هو الداعم بشكل مباشر، فخاطرنا عبر طرق مختلفة عند العودة إلى الجنوب والتحقنا مع القوى الوطنية المناهضة للاستعمار وهكذا واصلنا مشوارنا النضالي إلى اليوم في خدمة وطننا الغالي.

بالنسبة لذكر الأفراد المشاركين من المنطقة، نظرا لطول الفترة أكثر من 56 عامًا، وهي فترة ليست قليلة اعتذر مسبقًا أني لا أستطع ذكر الجميع وليعذروني حتى وإن نسيت بعضهم أذكر الشخص ولكني أنسى أسمه، البعض ماتوا أو قتلوا الله يرحمهم، منهم الشهيد حسين ثابت صالح الفقيد ناصر محسن علوي، حيدرة سالم النصري، جعبل سعيد عاطف، محمد محضار السرحي، أحمد حيدرة محمد، وعبدالله سعيد قاسم وعلي صالح علي، وصالح حسين جبران، حسين محمد حسين النصري.

اللواء علي محمد
اللواء علي محمد
الأحياء، أذكر منهم: العميد علي محمد قاسم اليوسفي، وصالح الدهج علي منصور، وثابت أحمد، وعبدالله حسن اليوسفي، وصالح سعيد الرهوي وكثيرون من آل يوسف لم أعد أذكر أسماءهم، وأيضا أتذكر محمد علي عبودة حقيسي ورشاد سالم، وحسين أحمد.

من آل حقيس، وناصر سعيد راجح، ونصر سعيد بدر، وصالح سعيد عاطف، وحيدرة ناصر، وأعتذر لمن لم تسعفن الذاكرة، ذكرهم وهم كثيرون.

هكذا أختتم المناضل عباس منصور حيدرة حديثه عن ذكرياته النضالية في جيش التحرير الشعبي.

عباس منصور حيدرة
عباس منصور حيدرة

وبالعودة إلى مذكرات الوالد الفقيد المناضل عبد سعيد عبدالله اليوسفي وفي محتواها كان على رأس المجموعة التي توجهت للتدريب في القاهرة أيضا اللواء علي محمد قاسم، محمد محضار السرحي، ثابت أحمد علي، علي منصور عبدالله، عبدالله حسن زين. صالح أحمد الدهج، صالح نصرزين، محمد حسن خضر، محمد حيدرة عمر. نصر حسين جبران منصري، محمد حسين عاطف منصري، ناصر أحمد علي، قاسم بالليل سالم، محمد ناشر اليوسفي وآخرون كثر..