اشتعلت شرارة الثورة من أرض الأبطال ردفان في 14 أكتوبر 1963م بقيادة الشيخ الثائر راجح بن غالب لبوزة الذي عاد من صنعاء حاملاً بندقيته مسانداً ثوار (الشمال) ضد الإمامة واستشهد في هذا اليوم وكان استشهاده استمرارية الثورة حتى الاستقلال، كان قبلها هناك حراك سياسي تقوده جبهة التحرير والجبهة القومية في عدن وفي كل محافظات الجنوب.

كانت جبهة التحرير تفضل الحراك السياسي السلمي باعتبارها جبهة انبثقت من الحركة النقابيّة العمالية، بينما كانت الجبهة القومية على الأرض تقود العمل العسكري ضد المستعمر.

حاول الزعيم جمال عبدالناصر دمج حركة التحرير بالجبهة القومية عبر اتفاقية تم توقيعها من قبل علي أحمد ناصر السلامي ممثلاً عن الجبهة القومية (دون علم أغلب قادتها)، وجبهة التحرير ممثلة برئيسها عبدالله الأصنج وكان ذلك في 13 يناير 1966 ما أن تم إعلان البيان حتى قامت الحرب الأهلية بين الطرفين، انتهت باعتراف القيادة المصرية بالجبهة القومية ممثلاً عن الجنوب التي قادت مفاوضات الاستقلال بقيادة قحطان الشعبي مع الحكومة البريطانية في جنيف 21 - 29 نوفمبر 1967م، وكان الاستقلال والحرية من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، ثم كانت حركة 20 مارس 1968 الانقلاب على حكومة قحطان وعبد اللطيف الشعبي وتم إفشال الحركة بقيادة الجيش والأمن وكانت الحركة الانقلابية اليسارية المتطرفة بزعامة عبد الفتاح إسماعيل وتم طرد جميع المشاركين إلى المناطق الشمالية.

واستخدم عبد الفتاح إسماعيل دهاءه السياسي في إقناع الرئيس قحطان الشعبي بالعفو عنه وعن مجموعة المتمردين آنذاك وما أن عاد إلى عدن حتى بدأ بحياكة المؤامرة ضد الرئيس قحطان الشعبي وإقناع وزير الداخلية محمد علي هيثم الرجل القوي بالوقوف إلى جانب التيار اليساري المتطرف وكانت حركة 30 يونيو (التصحيحية) 1969 باستشهاد فيصل الشعبي وزج الرئيس قحطان الشعبي بالسجن حتى مات فيه.

وفي نفس هذا اليوم تم إصدار قانون تأميم المرتفعات الاقتصادية التي شملت جميع البنوك التجارية ومصافي عدن وشركة البس ويعتبر هذا القانون من الأحداث المهمة في جنوب اليمن.

تم تعيين محمد علي هيثم الميسري رجل مرحلة تلك الفترة رئيس للوزراء حتى تمرد عليه رفاق الأمس وقدم استقالته يونيو 1971 وغادر إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة.

ما بين 15 و22 أبريل 1973م عقد المؤتمر الأول للدبلوماسيين بمدينة الشعب وفي الثلاثين من هذا الشهر تم تجميع جميع المشاركين في رحلة جوية لدارسة معالم الجنوب، وكان مسير الطائرة من عتق إلى مطار بحران بحضرموت حينها انفجرت الطائرة واستشهد فيها صفوة قيادي أبناء الجنوب حينها.

وفي 11 أكتوبر 1977 تم اغتيال الرئيس الحمدي واستيلاء الغشمي على الحكم وتم اغتيال الرئيس الغشمي في 24 يونيو 1978 وتم إلصاق تهمة الاغتيال بالرئيس سالمين، وتم حياكة المؤامرة ضد الرئيس سالمين وما قيل عن محاكمته وإعدامه في 26 يونيو 1978، وكان المؤتمر الأول للتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني من 11-13 أكتوبر 1978م، وكان عن طريق الجبهة القومية مع حزب الطليعة وحزب البعث وبعض الأحزاب الصغيرة الاخرى، ثم جاءت أحداث 13 يناير 1986 القشة التي قسمت ظهر الجنوب التي تحولت حرب أهلية مناطقية دست فيها الفتن والأحقاد وكانت أسبابها هي عقيدة الاستعمار (فرق ثم احكم).

بعدها جاءت المتغيرات العالمية وتفكك الاتحاد السوفييتي والتخلي عن الدول الصغيرة التي كانت تدور بفلكه وكانت بشائر الانقسامات بادية بين مختلف أبناء الجنوب وعدم القدرة على تجاوز حرب ستة وثمانين ثم غرز عقيدة الوحدة في أبناء الجنوب منذ الستينيات، كانت هناك الشجاعة الكافية لأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني السيد علي سالم البيض أن يعلن الوحدة مع القوى الشمالية الحاكمة في ذلك الوقت وهي القوى التي تآمرت على الرئيس الحمدي وعلى الدولة والمؤسسات التي كان يريد بنائها وعلى الدستور والقانون والمساواة تلك القوى الرافضة للبناء والتحديث هي التي من وقعت على الوحدة وتمردت عليها وحولتها إلى مصالح ونهب بدلا عن بناء ورقي وبعدها جاءت غزوة 1994 التي سقطت فيها كل معاني الوحدة الجميلة وتم استبدالها بكل معاني الاحتلال المقيتة ومزقت اللحمة التي كان الشعب يبحث عنها.