> عدن «الأيام» ريم رامي محمد:
- "الشاطئ المسحور" ديوان شعري يرثي حال التعليم في عدن
- الوكيلة الفنية لـ"الأيام": مطالبنا بالطاقة الشمسية لا تلقى استجابة
- مسؤول حكومي: ارتباط المتعاقدين بمدارس أخرى يعطل الدراسة
- طالب بالقسم العلمي لـ"الأيام": نعاني من نقص في شرح مادة الفيزياء
- مندوب الصف الأول الثانوي لـ"الأيام": المدرسة بحاجة لمراوح وكوادر تعليمية مؤهلة
>"على الشاطئ المسحور" هو ديوان شعري كتبه الأديب والمؤلف والتربوي الأستاذ د. محمد عبده غانم في 1946م وهو الذي تسمَّت به ثانوية الجلاء المطلة على ساحل أبين في مديرية خور مكسر، فماذا حلَّ بثانويته الحاملة اسمه؟والتي أصابها الإهمال والمعاناة وانعدام الأساسيات فيها.

"الأيام" زارت ثانوية د. محمد عبده غانم والتقت بمدير الثانوية التربوي أنور محمد علي الزعل، والذي قال: "أولًا أود أن أشكر صحيفة "الأيام" على زيارتها للثانوية للاطلاع على الأوضاع الموجودة على الأرض، حيث تعتبر ثانوية محمد عبده غانم من المدارس العريقة التي خرجت العديد من الكوادر مثل المهندسين والأطباء والطيارين، وقد ساهمت بشكل كبير في تأهيل نصف شعب القيون، فنرجو أن تكون هناك لفتة من المعنيين بالأمر".
وأضاف التربوي الزعل أنه منذ شهر أغسطس الماضي لم نجد أي يدعم من أي جهة، إلا من بعض الأشخاص في العاصمة عدن، موجهًا شكره لوزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، والأخ أمجد الحسيني نائب مدير عام مكتب المحافظ الذي قدم الدعم من طابعة حجم كبير، وقرطاسية، ومبلغ مالي لمساعدة الحصص الفارغة.
وأوضح مدير ثانوية محمد عبده غانم أن لدى المدرسة نقص في بعض المواد الدراسية، ولكن بحمد الله، تم تعويض هذا النقص من خلال التعاقد مع معلمين داخليًا، مضيفًا أنه يواجه صعوبة في تأمين الأموال اللازمة، فالكثافة الطلابية تعيق أداء العملية التعليمية، كما أن تعاقد بعض المعلمين بسبب الظروف المالية الصعبة يزيد من التحديات، وعلى سبيل المثال المتعاقدون يتلقون رواتب متأخرة، مما يؤثر على التزامهم، وإدارة الثانوية تحاول جاهدًة تقديم الأفضل، لكن الوضع الحالي يتطلب من إدارة المدرسة الـ "تعامل بحذر".

وتابع قائلًا: "أود أن أعبِّـر عن خالص الشكر لمجلس أولياء الأمور على تفاعلهم في دعم العملية التعليمية، حيث قدّموا تكريمًا للطلاب، كما وفَّـروا بطاريات للمدرسة، ولقد واجهتنا مشكلة في "بطاريتين" قديمتين، ولكنهم قدّموا لنا بدائل جديدة، فجزاهم الله خيرًا على ذلك".

من جهتها ذكرت الوكيلة الفنية للثانوية التربوية حنان عبدالقادر العزاني أنها عملت في هذه المدرسة لأكثر من 38 عامًا، وتعتبر ثانوية غانم صرحًا علميًا وتاريخيًا، لكن نتيجة للأحداث التي شهدتها البلاد، بدأت المدرسة تعاني من التدهور.
وقالت التربوية حنان: "نواجه نقصًا في المعلمين الأساسيين، حيث أن معظم المعلمين الموجودين هم بدلاء ومتعاقدون، هذا يعيق العملية التعليمية، حيث لا يحضر المعلم الأساسي بشكل دائم، والوضع الاقتصادي السيء يؤثر على قدرة المعلمين على الاستمرار في العمل، مما يؤدي إلى نقص في التحصيل العلمي".
وأضافت الوكيلة الفنية أن المدرسة بحاجة ماسة إلى الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء في المبنى، مشيرًة إلى أنه بالرغم من تقديم الطلبات إلا أنه لم يتم الاستجابة لها حتى الآن، هذا بالإضافة إلى معاناة الطلاب من الحر الشديد بسبب عدم توفر مراوح كافية في الفصول مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على الاستيعاب.
وتطرق الوكيل الفني للمدرسة التربوي عبدالله سالم باظريس حول صعوبات أخرى تواجه الثانوية، حيث قال "نحن نعتمد بشكل أساسي على المتعاقدين، وهذا يسبب عددًا من المشكلات، فبعض المعلمين المتعاقدين مرتبطون بمدارس أخرى ويعملون لفترات محدودة فقط في مدرستنا، وعندما يتغيَّـب أحد المعلمين تتوقف الحصص الدراسية، وهذا ليس حلاً عمليًا، فنحن بحاجة إلى معلمين أساسيين يعملون بشكل دائم لتوفير تعليم مستمر وفعال، كما أن الوضع المالي يؤثر على توفر المواد اللازمة لدعم التعليم".
وفي إطار لقاءات "الأيام" بعددٍ من طلاب الثانوية، يقول الطالب في القسم العلمي من الصف الثالث الثانوي صادق فضل أحمد مهدي: "أود أن أتحدث عن مشكلاتنا كطلاب من ناحية المعلمين فللأسف الشديد بعض المعلمين الموجودين لدينا لا يقدمون الشرح الكافي فعلى سبيل المثال مثل نعاني من تقصير في شرح مادة الـ "فيزياء"، وكذا سوء في الفهم".

وأضاف صادق إلى أن مشكلة نقص المراوح في الفصول الدراسية تجعل الدراسة في ظل الحرارة الشديدة صعبة للغاية، لافتًا إلى أن مدير الثانوية يبذل جهودًا كبيرة لكن الثانوية تحتاج إلى المزيد من الدعم من الجهات المعنية لتحسين الوضع.
وتحدث مندوب طلاب الصف الأول الثانوي الطالب سالم سعيد محمد باعبيد حول نقص المراوح في الصفوف والتي تسبب صعوبة في التركيز على الشرح من جهة، وارتفاع درجة الحرارة تشتت الانتباه من جهةٍ أخرى، موضحًا أن جميع التلاميذ يطالبون بتوفير مراوح وكوادر تعليمية قوية لأن الوضع في المدرسة يحتاج إلى تحسين، ووجود معلمين ذو كفاءة سيساعد الطلاب في فهم المواد بشكلٍ أفضل.

ومن الصف الثالث الثانوي في القسم العلمي يفيد الطالب زياد محمد حسن بأنه يستخدم وسائل المواصلات للوصول إلى المدرسة ويسكن في منطقة "العريش" وهي بعيدة قليلاً عن الثانوية بسبب الدوام الصباحي، وأحيانًا يتأخر ولا يتمكَّـن من حضور الطابور، وفي بعض الأيام يتغيَّـب عن بعض الشرح بسبب التأخير، رغم أنه يحاول أن يستيقظ مبكرًا.

وأضاف زياد أن وجود الـ "كهرباء" له علاقة باستيعاب الطالب للدرس، ورغم أن الطلاب لديهم الرغبة في الدراسة إلا أن ارتفاع درجة الحرارة والتعرق الشديد في الجسم يفقد القدرة على الاستيعاب، ومع كل هذه الصعوبات التي تواجه الطلاب فإنهم يأملون من الجهات الحكومية والخاصة أن تلتفت لمعاناتهم.

