> زنجبار «الأيام» خاص:

​يشهد اليمن في السنوات الأخيرة تدهورا اقتصاديا حادا، انعكس بشكل كبير على مستوى معيشة المواطنين في مختلف المناطق. تزايدت معدلات الفقر والبطالة، ووصلت أسعار المواد الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، مما خلق حالة من الاحتقان الشعبي في العديد من المحافظات. فشل الحكومة في معالجة الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الحياة اليومية دفع الكثير من المواطنين إلى الاحتجاج، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وفي ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة، خرجت محافظة أبين، كعادتها، لتكون سباقة في إطلاق صرخات احتجاجية ضد السياسات الحكومية والفشل في إدارة الأزمة. ففي صباح أمس الاثنين، نظمت مجموعة من المواطنين في مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، مسيرة غاضبة جابت شوارع المدينة، احتجاجًا على تدهور الخدمات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

لم تكن تظاهرات اليوم في أبين هي الأولى من نوعها في المحافظة، حيث اعتادت هذه المدينة على أن تكون من أوائل المناطق التي تشهد تحركات احتجاجية ضد الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها اليمن. فقد كانت أبين، منذ بداية الحرب وحتى الآن، مسرحًا لتظاهرات تطالب بتحسين الوضع الأمني، وزيادة الخدمات الأساسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

المتظاهرون في هذه المسيرة لم يقتصروا على انتقاد السياسات الاقتصادية فقط، بل وجهوا أصابع الاتهام إلى قوى التحالف العربي والحكومة الشرعية التي تحملوها مسؤولية تدهور الأوضاع في الجنوب، مؤكدين أن تلك السياسات قد ساهمت في تفاقم الأزمات الحياتية اليومية، وأدت إلى تدهور العملة المحلية، ما جعل الأسعار ترتفع بشكل غير مسبوق، مما أثر سلبًا على حياة المواطنين.

تظاهر عمال وعاملات صندوق النظافة بمديرية زنجبار في محافظة أبين صباح اليوم الاثنين، ولليوم الثاني على التوالي، احتجاجًا على تردي أوضاعهم المعيشية وزيادة مرتباتهم الضئيلة. وقد رفع المتظاهرون مطالبهم بتحسين ظروف العمل، وصرف العلاوات السنوية والمرضية، مع ضرورة الاهتمام بهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.

ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات تطالب بزيادة الرواتب، وعلاج زميلهم العامل سعيد حيدر، الذي يعاني من مرض ألزمته الفراش. وردد المتظاهرون هتافات غاضبة، مثل: "لا للظلم، الراتب لا يكفي لمتطلبات الأسرة لأسبوع، يا محافظ أبين أبو بكر حسين سالم"، بالإضافة إلى شعارات مناهضة للفساد والتجاهل الحكومي. كما هددوا برمي القمامة في شوارع زنجبار إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم.

وحاول مدير عام مديرية زنجبار، المهندس مختار الشدادي، الجلوس مع بعض العمال والعاملات، إلا أنهم رفضوا مقابلته، مطالبين بلقاء محافظ أبين، أبو بكر حسين سالم. وفي تصريحاتهم  لـ "الأيام"، أوضح العمال أن تظاهرتهم جاءت للمطالبة بزيادة الرواتب المتدنية، بالإضافة إلى تنفيذ وعد المحافظ بصرف 40 ألف ريال للعمال، وهو ما لم يتم الوفاء به.

وأشار العمال إلى أن زميلهم سعيد حيدر يعاني من مرض خطير ولم يتلقَ أي اهتمام من الجهات المسؤولة رغم التقارير الطبية التي أرفقها، وعبّروا عن استيائهم من الإهمال الذي يعانون منه، مؤكدين أن المديرين والمسؤولين يتجاهلونهم تمامًا في الوقت الذي يواصلون فيه العمل الشاق.

وأفادوا بأن العامل في أبين يواجه الإهانة ولم يحصل على حقوقه رغم مواظبته على العمل المتواصل، مطالبين بتدخل عاجل لتحسين أوضاعهم، وأكدوا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم، كما هددوا بالتصعيد في حال استمرار التجاهل.

وقالت العاملة زهراء فتيني إن العمال يعانون بشكل كبير نتيجة تدهور أوضاعهم المعيشية، مشيرة إلى أن مرتباتهم لم تعد تساوي حتى قيمة كيس دقيق. وأضافت أن العمل الشاق في تنظيف شوارع زنجبار لم يُقابل بالتقدير أو التحسين في رواتبهم.

وأكدت في تصريحات لـ "الأيام" أن العمال يشعرون بالظلم والإهمال من قبل الجهات المعنية، خاصة فيما يتعلق بحالات المرضى من العمال، وأشارت إلى أن العمال أصبحوا في موقف حرج بين تجاهل مدير صندوق النظافة ووعود مدير عام زنجبار التي لم يتم الوفاء بها.

وفي ختام حديثها، لفتت إلى أن معظم العمال يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة تؤثر سلبًا على حياتهم وحياة أسرهم، محملة المسؤولين في السلطة المحلية مسؤولية تفاقم الأوضاع.