> هشام عطيري:

​خسائر كبيرة تلحق بمزارعي السمسم في لحج وأبين 
> تعرض مزارعو السمسم في محافظتي لحج وأبين هذا الموسم لخسائر فادحة، نتيجة انتشار أمراض أصابت المحصول وتسببت في تلف واسع النطاق، حيث أشارت التقارير إلى أن نسبة الضرر في بعض الحقول بلغت 97%. ويعد هذا الأمر غير مسبوق، ما أثار قلقًا كبيرًا بين المزارعين الذين يعتمدون على السمسم كمصدر دخل رئيسي، خاصة مع تصاعد التحديات الزراعية في ظل الظروف المناخية المتغيرة.


استجابة لهذه الكارثة، كلفت وزارة الزراعة والثروة السمكية لجنة فنية بحثية للنزول الميداني إلى المحافظتين لتقييم الأضرار ومعرفة أسباب انتشار المرض. وضم الفريق البحثي عدداً من المختصين، من بينهم د. محمد الخاشعة، مدير مركز أبحاث المود ونائب مدير هيئة البحوث الزراعية، والمهندس علي سيف الشيباني، مدير عام وقاية النبات، إضافة إلى عدد من كوادر مكتب الزراعة في لحج. وقد قام الفريق بجولات ميدانية في مناطق الحسيني، الحبيل، والمخشابة بمديرية تبن، حيث أخذوا عينات من النبات المصاب لتحليلها في مركز أبحاث الكود، كما استمعوا إلى شكاوى المزارعين الذين وصفوا طبيعة الإصابة والصعوبات التي واجهوها خلال الموسم.


أوضح د. محمد الخاشعة أن الإصابة الرئيسية التي تعرض لها نبات السمسم تعود إلى فطر "النقاز"، الذي يتواجد في التربة وينتشر أثناء الري، مشيراً إلى أن التغيرات المناخية قد لعبت دوراً كبيراً في تفاقم هذه المشكلة. وأكد أن الفريق يعمل حاليًا على إعداد تقرير شامل يتضمن توصيات عملية للحد من انتشار هذا المرض مستقبلاً، بالتعاون مع خبراء زراعيين وأكاديميين. كما شدد على أهمية استمرار اللقاءات مع المختصين، وإجراء نقاشات بحثية معمقة لتطوير حلول مناسبة يمكن تطبيقها على نطاق واسع.


عبدالملك ناجي، وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية، أكد في لقاء مع الفريق أهمية الإسراع بإيجاد مخرجات وحلول عملية تضمن تقليل الخسائر في المواسم المقبلة. كما دعا المختصين في مجالي الوقاية والإرشاد الزراعي إلى تعزيز دورهم في دعم المزارعين وتوجيههم نحو أساليب وقاية فعالة من الأمراض الزراعية.


من جانبه، أشار المهندس علي سيف الشيباني إلى أن فريق الوقاية والبُحوث تمكن من معاينة الحقول المصابة وتحديد نوعية الفطر المسبب للمرض. ونصح المزارعين باستخدام بذور معتمدة ومعالجة بمطهرات فطرية، والتأكد من حصولهم على شهادات مخبرية تضمن خلو البذور من الأمراض. كما دعا المزارعين إلى سرعة إبلاغ مكاتب الزراعة عند ظهور أي إصابات، لضمان اتخاذ الإجراءات الفنية المناسبة في الوقت المناسب.


المهندسة وفاء محمد ناصر، مديرة وقاية النبات في لحج، أوضحت أن الأمراض الفطرية التي أصابت نبات السمسم تفاقمت بشكل ملحوظ هذا الموسم بسبب الظروف البيئية غير المستقرة، خاصة التغيرات المناخية. وأكدت على ضرورة إجراء دراسات بحثية معمقة لمعرفة ما إذا كانت التربة أو مياه الري قد ساعدت في انتشار المرض.


أما المهندس أحمد طيرم، مدير التخطيط الزراعي في لحج، فكشف أن المحافظة تشتهر بزراعة المحاصيل الزيتية، ويعد السمسم من أهم المحاصيل النقدية فيها. وأوضح أن مشروع السمسم استهدف نحو 400 مزارع، إلا أن الأضرار طالت كلًا من المستفيدين وغير المستفيدين من المشروع، ما يشير إلى أن الإصابة عامة وشاملة لنبات السمسم.


يتوقع أن يسفر عمل اللجنة البحثية عن توصيات هامة تسهم في تحسين جودة الإنتاج الزراعي خلال المواسم المقبلة، بما في ذلك استخدام بذور محسنة ومعتمدة، وتعزيز برامج التوعية والإرشاد للمزارعين، وإجراء بحوث دورية حول تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل. ومع اكتمال التحليل المخبري والدراسات الميدانية، يأمل المزارعون أن تثمر هذه الجهود عن حلول عملية تعيد الأمل لمئات الأسر التي تعتمد على زراعة السمسم كمصدر رئيسي للدخل.