قال تعالى: ((إن الله لا يُغِيِّرُ مَا بِقُوْمٍ حتَّى يغيروا ما بأنفسهم)).
للأسف الشديد مراكز القوى التقليدية والحديثة المتحكمة وكذا المستفيدون منهم مصرون على إعادة تدوير المكرر دون نتيجة؛ بل تدمير مزدوج وبنفس الوقت الغالبية العظمى المستسلمة لا تزال منتظرة من حكامها حلولا لكوارثها.
إذا استمر الحال على هذا النهج فالنتيجة واضحة تعاظم الكوارث وزيادة المعاناة واتساع الهوة بين الألم والأمل.
تجارب دول قريبة لواقعنا بل إن بعضها مر بأسوأ منا في حروب أهلية دمرت كل شيء وقتل الملايين ومع ذلك برزت إرادة من أبنائها المخلصين والتف حولهم قاعدة شعبية داعمة لها ممن ذاقوا ويلات الحكام المتعاقبين وخرجوا من الظلمات إلى النور واليوم يعيشون حياة حرة كريمة وعادلة وهذا هو حلمنا المتواضع لعقود طويلة.
فهل نحن جاهزون أم لازلنا تائهين. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
حيث أكدت التجارب تكرار المكرر لا يعطي نتيجة أخرى، وقالت العرب آخر العلاج الكي.
فالشرعية اليمنية في المحافظات المحررة بكل مكوناتها وكذلك أنصار الله وأتباعهم لم يقدموا أي نموذج يقتدى به؛ بل مصرون على نهجهم الذي أوصل البلاد لأسوأ كارثة إنسانية في العالم، كذلك الحال للخارج مستمر على نهجه العقيم الذي ثبت فشلها.
فالحل يحتاج إلى الكي الذي يمثل للكل ألم مؤقت للصحوة من الجهل المستدام وفرصة حقيقية للشفاء، والكي يحتاج إقرارا واضحا بفشل كل المسكنات المتعاقبة والمكررة.
الكي للإنسان الطبيعي هو إعداد ميسم ووضعه على لهب النار حتى احمراره ومن ثم وضعه بالمكان المناسب. وهكذا الحال للكي الخاص بشفاء الوطن إعداد مشروع يعكس لهيب المواطنين لعقود ومن ثم وضعه بآلية فريدة تمثلهم باعتبارهم مرضى سياسات النخب السياسية المتعاقبة الفاشلة والفاسدة.
الكي ليس الشفاء بل البداية الصحيحة ولضمان العلاج لابد من تنظيف الأوساخ التي تسببت بذلك وأهمها العصبية والفساد كونهما الوباء الأعظم لزوال الأمم.
العصبية ليست فقط المذهبية والمناطقية أو الذات والمكون السياسي أو الاجتماعي بل أوسع من ذلك ولعل من أخطرها أيضًا نكران الحقائق والإصرار على رفضها أما الفساد اليوم قد توسع بأشكال عديدة وقبيحة. ولذا الكي ينبغي أن يبدأ بالوباء الأعظم وهما العصبية والفساد.
والأهم في علاج الكي أن يبدأ بمصدر الألم أي يبدأ برأس البلاء للعصبية والفساد وبوضوح أكثر للقادة الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر لكوارث الأمة وهم معرفون ويمكن حصرهم كبداية لمحاسبتهم إن أمكن أو محاربتهم بفضحهم بكل الوسائل المشروعة.
فهل نحن جاهزون أم لازلنا تائهين. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.