> «الأيام» غرفة الأخبار:

قال معهد أمريكي إن التحالف الروسي الحوثي سيعمل على تقويض النفوذ الأمريكي في المنطقة وسيرهق بشكل غير مباشر مواردها ويعقد سياساتها في اليمن والمنطقة.

وأضاف "معهد روبرت لانسينج" في تحليل مطول أن دعم الحوثيين سرًا من شأنه أن يسمح لموسكو بفرض نفوذها في اليمن دون إثارة عداوة المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى بشكل علني.

وتابع المعهد الذي يهتم بدراسات التهديدات العالمية والديمقراطيات في تحليله المعنون "تقييم الرهان الاستراتيجي الروسي بالتعاون مع الحوثيين" مع سعي روسيا للرد على سماح الولايات المتحدة باستخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى ضدها، فإن مساعدة الحوثيين في إبقاء الولايات المتحدة محاصرة عسكريًا وماليًا في البحر الأحمر قد تبدو خيارًا جذابًا.

وأشار إلى أن المخابرات العسكرية الروسية تشتهر بإجراء عمليات سرية لتعزيز الأهداف الجيوسياسية الروسية.

وبشأن الدعم غير المباشر قال "إذا كانت المخابرات العسكرية الروسية متورطة، فمن المرجح أن تكون أنشطتها غير مباشرة، مثل تسهيل نقل الأسلحة، أو تبادل المعلومات الاستخباراتية، أو التدريب العملياتي، ربما من خلال وسطاء مثل إيران أو جهات فاعلة إقليمية أخرى".

وعن زعزعة استقرار المنافسين، أكد المعهد أن دعم روسيا للحوثيين يرهق بشكل غير مباشر موارد الولايات المتحدة والسعودية، مما يعقد سياساتهما في اليمن والمنطقة الأوسع.

وأفاد أن مشاركة روسيا مع الحوثيين، تخدم العديد من الأغراض الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية. وقال "في حين حافظت روسيا تاريخيًا على نهج متوازن نسبيًا في الصراع اليمني، فإن علاقتها بالحوثيين تتوافق مع أهداف أوسع في الشرق الأوسط".

وزاد "بفضل التهديد الذي يشكلونه على طرق الملاحة البحرية، اجتذبت بروز الحوثيين المتزايد الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك روسيا، التي تسعى إلى تحدي النظام السياسي والاقتصادي الذي يهيمن عليه الغرب. وقد نمت علاقات موسكو مع الجماعة اليمنية جنبًا إلى جنب مع شراكتها العسكرية مع إيران ومحورها".

"بالنسبة للحوثيين، فإن العلاقات الوثيقة مع موسكو ستجلب الاعتراف الدولي ومصادر جديدة للدعم العسكري والاستخباراتي تتجاوز قدرات إيران في حين تعزز مكانتهم الإقليمية. وتعكس هذه العلاقة المتنامية أيضًا التحولات داخل محور المقاومة نفسه". وفق التحليل.

وقال "وبعيدًا عن بعدها المعادي للغرب، فإن تورط موسكو في اليمن قد يخدم أيضا كجهد استراتيجي لكسب النفوذ على المملكة العربية السعودية. ومع تفاوض الرياض على معاهدة دفاعية محتملة مع الولايات المتحدة، قد تضع روسيا نفسها في موقف المفسد، وخاصة في ظل توقع إدارة ترامب الثانية القادمة، حيث قد تتبنى المملكة موقفًا أكثر تأييدًا لأميركا بشأن أسعار النفط في مقابل ضمانات أمنية.

وأوضح أن واشنطن قد تضغط على المملكة العربية السعودية لاستخدام نفوذها لدى موسكو لمنع نقل الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية إلى الحوثيين. ومع ذلك، من المرجح أن يركز ترامب على الحد من العلاقات المتنامية بين الرياض وروسيا والصين.

وأكد أن الرياض تخاطر بخسارة أكبر نتيجة لأي تصعيد في المنطقة، مما يجعلها لاعبًا حاسمًا في موازنة التوترات حول الحوثيين وروسيا.

وأردف "مع نمو طموحات الحوثيين الإقليمية، فإن فك ارتباط الصراع في اليمن بالأزمات الأوسع في الشرق الأوسط سوف يصبح صعبًا على نحو متزايد".