طموحات إيران الخميني بعودة الدولة الفارسية المنحلة على يد المسلمين العرب تجلت بمشروعها التوسعي بالعراق ثم سوريا ولبنان بدرجه رئيسية وأخيرًا صنعاء اليمن لكنها انكسرت بأقل من أسابيع خاصة بعد انهيار حزب الله بالصورة المفاجئة وهو الأكثر إعدادًا وتجهيزًا لعقود وكذا المفاجأة الكبرى بسقوط المحافظات السورية بالتتابع خلال أيام من حلب إلى حمص والهدف واضح إنهاء الدور الإيراني من خلال أضعاف أذرعتها المذهبية المسلحة أو إنهائها وفقًا للتطورات وهذا مؤشر لاستكمال التوجه بضرب بقيه أذرعتها في صنعاء اليمن ثم العراق القاعدة الشيعية الرئيسة لها.

إيران الخميني لم تتأثر بضربة عسكرية مباشرة حتى الآن ولكنها ضحت بتدمير أراضٍ عربية كل القتلى فيها عرب استخدمتهم تحت ستار المذهب الاثنى عشري وهذا ينسجم لكرهها للعرب بدرجة رئيسة حتى وإن استخدمت من بني جلدتهم الموالين لها. وكذلك ينسجم مع الكيان الصهيوني المدعوم غربيًّا للعداء على العرب منذ احتلالها أرض فلسطين العربية بمؤامرة مع بريطانيا آنذاك.

هذا التقارب الغريب بين إيران الخميني والكيان الصهيوني المحتل لفلسطين بكرههما للعرب يضع علامة استغراب لماذا فشلت إسرائيل لأكثر من عام في حربها على غزة المحاصرة ثم فجأة أعادت الروح للكيان الصهيوني بضربه حزب الله بتلك الصورة التي تظهر حصول إسرائيل من إيران الخميني عبر الولايات المتحدة على معلومات دقيقة أضعفت قدرات حزب الله بتدمير سلاحها وقتل قياداتها وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصرالله الذي كان أيقونة إعلامية وهنا يبرز السؤال الأهم ما المقابل الذي كانت تتوقعه إيران الخميني من الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن وقبل مجيء ترامب؟

إيران الخميني مثل معظم دول العالم تفاجأت بالدور التركي الداعم للمقاومة السورية في هذا التوقيت وهذا يعود لاستشعار روسيا ما يتم من ورائها لمحاولة إيران التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي خسرت إيران الحليف الرئيس لها والذي خلط الأوراق بتنسيقه مع تركيا للسيطرة على سوريا لتكون ورقة قوية للمساومة في أوكرانيا وبنفس الوقت حققت تركيا أهدافها لضمان شمال سوريا وكذا سهولة عودة اللاجئين السوريين وهذا وجد رضى من دول أوروبية.

إيران الخميني ليس أمامها للمرحلة القادمة إلا أن ترفع ثقلها من العراق وصنعاء اليمن وفقا لتسوية يتم طبخها تحت الطاولة أو استكمال أضعاف أذرعتها ثم التفرغ لها لتغيير النظام فيها لتهيئة المنطقة لمرحلة جديدة غير واضحة حتى الآن صورتها النهائية لأسباب معقدة.

مطلع العام الجديد 2025 وبعد مجيء ترامب سيتم التوافق على خارطة جديدة ليس للشرق الأوسط فقط وإنما لأوروبا ومناطق متوترة أخرى في العالم.

الشرق الأوسط الجديد بنظام دول اتحادية بدلًا عن المركزية أي تقسيم كل دولة إلى أقاليم وفقا للتوازن على الأرض وهذا ينسجم مع ما أعد من سابق ولم يتحقق.

فهل سيتم بسلاسة أم ستظهر مفاجآت تفشله مرة أخرى.

اليمن ضحية تداخل أجندات إقليمية بدرجة رئيسة ودولية وبالتالي هل ستنتهي الكوارث التي يعيشها أم أنه مقبل على تفتيت المقسم وهذا سينطبق على سوريا والعراق.

وهذا يقلقنا بشأن القادم على أم الدنيا مصر أم أنها ستكون الشوكة لإفشال ما يخطط لإضعاف العرب.

خيانة إيران الخميني في هذه المرحلة درس ستدفعها ضريبة قاسية وهكذا لكل من خان دينه وباع أشقائه فإن مصيره الفشل.