خلال عشرة أيام فقط سقط النظام السوري بعد أن حكم سوريا أكثر من 50 عاما، لم يبنِ دولة العدل ولم يؤسس جيشًا وطنيًّا عقيدته حماية الوطن واعتقد أن حماية خارجية (روسيا وإيران) كافية لحمايته فسقط، فلتفكر أولا بالعدالة والرفاهية لشعبك ثم بجيشك الوطني فهم ضمان الحماية وأما الخارج فهو مستعد لبيعك بعشر أيام.

الآن الحلف الصهيوني مدعوم دوليًّا بشده سيقوم بالاستفادة من هذه الأوضاع نحو حلمه المعروف بإسرائيل الكبرى ولتحقيق ذلك سيحطم أي إمكانية لقيام جيش وطني سوري وكذلك سيشتت الفصائل التي حاربت الأسد ويضعفها؛ بل ويتخلص منها ويدخل سوريا في فوضى غير خلاقة والأمثلة معروفة وواضحة وهي أمور ستحزن بشدة العرب والمسلمين ولكن فلنواجه الحقيقة فإننا نحن نخدمه بالتمترس الطائفي الفاسد في بلداننا وكذلك غياب العدالة ثم صناعة جيش بلا عقيدة وطنية سوى هدف حماية النظام وضرب قوى وطنية كان ممكن في حالة استيعابها وتقريبها تلعب دورًا وطنيًّا حاميًّا للوطن.

عدونا يتربص بنا وهو كما قال نزار قباني في (أشعار النكسة): ما دخل اليهود من حدودنا وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا.