> «الأيام» غرفة الأخبار:

اسوشيتد برس: طهران فقدت الحلقة الأقوى في سلسلة نفوذها بالمنطقة
> أشار تحليل نشره معهد دراسة الحرب (ISW) إلى أنه "من غير الواضح كيف سيستجيب القادة الإيرانيون على المدى البعيد للتحديات الناتجة عن سقوط الأسد وضعف وكلائهم في بلاد الشام، ولكن من المرجّح أن يعطوا الأولوية في المدى القريب لتحويل مركز ثقل محور المقاومة شرقًا إلى العراق واليمن".

وأضاف التحليل أن "إيران تعتمد الآن أكثر من أي وقت مضى على قدرة وكلائها وشركائها على ردع الولايات المتحدة وإسرائيل. ومن المتوقع أن تقضي إيران الأشهر والسنوات المقبلة في محاولة لتعميق سيطرتها على هذه الجماعات وتزويدها بقدرات هجومية متقدمة بشكل متزايد".

وأشار التحليل إلى أنه "من المحتمل أيضًا أن تستكشف إيران السبل الكفيلة بمنع الجهود الرامية إلى إزاحة وكلائها وشركائها من العراق واليمن". مضيفًا أنه "من المؤكد أن القادة الإيرانيين استخلصوا دروسًا من تجاربهم، سواء عند مشاهدة زحف تنظيم الدولة الإسلامية نحو الموصل في يونيو 2014، أو زحف قوات المعارضة السورية نحو دمشق مؤخرًا، حيث أدركوا ضرورة الحفاظ على أمن وكلائهم وشركائهم داخليًا".

ولفت التحليل إلى أن "الولايات المتحدة يجب أن تستغل ضعف إيران الحالي لدفع محور المقاومة في العراق واليمن إلى التراجع. حيث يتطلب ذلك زيادة الدعم لقادة العراق الذين يرغبون في رؤية بلادهم مستقلة عن النفوذ الإيراني وتدخلاته التخريبية، بدلًا من التخلي عنهم. كما يشمل ذلك أيضًا تدمير رغبة الحوثيين في مواصلة الهجمات على الشحن الدولي، بدلًا من الاقتصار على شن غارات جوية متقطعة على قدراتهم".

وحذّر التحليل من أن "التنازل عن العراق واليمن قد يمنح إيران ومحور المقاومة التابع لها المساحة والوقت للتعافي. فعلى الرغم من أن طهران وحلفاءها ربما يكونون في حالة انهيار، إلا أنهم لا يزالون ملتزمين كما كانوا من قبل بالسعي لتحقيق الهيمنة الإقليمية، وتدمير إسرائيل، وطرد النفوذ الأميركي من المنطقة".

وخلص التحليل إلى أنه "ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في المنطقة أن يستفيدوا من الزخم الإيجابي الناجم عن سقوط الأسد وتعرض إيران للضعف والخطر بسبب انهيار جبهة المقاومة في بلاد الشام".

من جانب آخر قالت وكالة اسوشيتد برس الأمريكية إن "الأمور تزداد سوءًا بالنسبة للحكومة الدينية الإيرانية، بعد انهيار استراتيجيتها التي استمرت عقود من الزمن لبناء "محور المقاومة" الداعم للجماعات المسلحة والوكلاء في مختلف أنحاء المنطقة".

وأضافت الوكالة في تحليل لها أن "هذا الانهيار بدأ بعد الحملة الإسرائيلية الساحقة في غزة ضد حماس المدعومة من إيران والتي أشعلها هجوم 7 أكتوبر، واندلاع حرب لبنان، عندما هاجمت إسرائيل حزب الله، أقوى حليف لإيران. وشن إسرائيل غارات جوية ناجحة داخل إيران للمرة الأولى. وأخيرًا نهاية حليف إيران المخلص و"عميلها" في سوريا، الرئيس بشار الأسد".

وأشار التحليل إلى أن "النظام السوري كان الحلقة الذهبية بالنسبة لإيران في سلسلة المقاومة في المنطقة. فقد كانت سوريا حلقة وصل جغرافية مهمة سمحت لإيران بنقل الأسلحة وغيرها من الإمدادات إلى حزب الله في لبنان. لذلك فإن خسارتها الآن من شأنها أن تزيد من إضعاف حزب الله، الذي كانت ترسانته القوية في جنوب لبنان سببًا في وضع النفوذ الإيراني على حدود عدوها اللدود إسرائيل".

ولفت التحليل إلى أنه "قبل بضع سنوات كانت الجمهورية الإسلامية تلوح في الأفق كقوة تتصدر المشهد في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وكان "محور المقاومة" الذي تقوده في أوج عظمته. حيث وقف حزب الله في لبنان في وجه إسرائيل. ونجح الأسد في الصمود في وجه انتفاضة الربيع العربي التي تحولت إلى حرب أهلية. وقاتل الحوثيون في اليمن التحالف الذي تقوده السعودية حتى وصلوا إلى طريق مسدود".

واعتبر التحليل أن "سرعة انهيار الأسد في الأسبوع الماضي أظهرت إلى أي مدى كان يعتمد على الدعم من إيران وروسيا، الذين لم يقدموا هذا الدعم في اللحظة الحاسمة. مشيرًا أن هناك تحول دراماتيكي في القوة الإقليمية لإيران. بعد أن كانت سوريا تلعب دورًا حيويًا في مفترق الطرق".

وأردف التحليل أن "فقدان سوريا لا يعني نهاية قدرة إيران على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط. حيث لا يزال الحوثيون يشنون هجمات على إسرائيل وعلى السفن العابرة عبر البحر الأحمر، على الرغم من أن وتيرة هجماتهم قد تراجعت مرة أخرى دون تفسير واضح من قيادتهم".

وخلُص التحليل إلى أنه "مهما حدث في المستقبل، ستحتاج إيران إلى اتخاذ قرار صعب فيما يتعلق بالمشاكل التي تواجهها داخليًا وخارجيًا. فمازالت تحتفظ ببرنامجها النووي، ومازالت هناك مخاطر من هجمات واسعة النطاق في المنطقة، خصوصًا على البنية التحتية النفطية".