> هشام عطيري:

أصدرت اللجنة المكلفة من وزير الزراعة والري والثروة السمكية تقريرًا ميدانيًا حول الأضرار الجسيمة التي لحقت بمحصول السمسم في محافظتي لحج وأبين، حيث بلغت نسبة الإصابة في بعض الحقول مستويات كارثية وصلت إلى 100 % في دلتا أبين و70 % في دلتا تبن بمحافظة لحج. وأوضح التقرير، الذي حصلت صحيفة "الأيام" على نسخة منه، أن السبب الرئيسي وراء هذه الكارثة هو إصابة الحقول بمرض فطري يُعرف بـ "تعفن الجذور" (Macrophomina phaseolina)، وهو من أخطر الأمراض الفطرية التي تصيب جذور النباتات وتتسبب في ذبولها وانتشارها بشكل كبير عند ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد المائي.

وقد جاء النزول الميداني، الذي تم بتوجيهات من وزير الزراعة اللواء سالم السقطري وتكليف من وكيل قطاع الإنتاج الزراعي م. عبدالملك ناجي ووكيل قطاع الخدمات الزراعية م. فهمي الغتناني، بعد تلقي بلاغات عديدة حول إصابات غير مسبوقة أدت إلى خسائر باهظة لمحصول السمسم في المحافظتين، اللتين تُعدّان من أهم مناطق زراعته في البلاد.

وأظهرت جولات الفريق الميدانية في دلتا تبن بمحافظة لحج يوم 17 نوفمبر 2024 إصابات شديدة طالت معظم الحقول، بلغت نسبتها في بعض المواقع 70 %، بينما كشفت جولة دلتا أبين يوم 18 نوفمبر 2024 عن إصابات أكثر حدة وصلت نسبتها إلى 100 % في بعض الحقول، ما تسبب بخسائر كبيرة شملت جميع أصناف السمسم، بما في ذلك السمسم الأحمر البلدي والمحسن "كود 94".

ولتحديد المسبب المرضي، قام فريق مختبر متخصص بقيادة أ د. مصطفى عبدالستار وأ د. عبدالقادر بن عثمان بأخذ عينات من الحقول المصابة وتحليلها، مؤكّدين أن المرض الفطري "تعفن الجذور" هو المسؤول الرئيسي. وأوصى التقرير بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة تشمل توفير إرشادات للمزارعين، تحسين نظم الري، وإطلاق حملات مكافحة شاملة لحماية المحصول والحد من انتشار المرض.
  • المسبب المرضي
تبين من خلال النزول الميداني والفحص المختبري أن المسبب المرضي هو مرض فطري يسمى تعفن الجذور Macrophomina phaseolina ويعد هذا المرض من أخطر الأمراض الفطرية التي تصيب جذور السمسم وتسبب ذبوله حيث يتواجد في التربة وينتشر بشكل كبير عند ارتفاع درجات حرارة التربة وتعرض النبات للإجهاد المائي أو النقص الشديد في الماء ولا شك أن التغيرات المناخية لعبت دورًا كبيرًا في ظهوره وانتشاره كما يتميز هذا المرض بتعدد عوائله حيث يصيب جذور وقواعد سيقان أكثر من 500 نوع نباتي وتزداد خطورته في المناطق الحارة والجافة ويصيب البذرات مبكرًا لكن لا تظهر أعراض الإصابة إلا بعد مرور نحو خمسين يومًا من الزراعة حيث تتطور الإصابة مع بداية التزهير والإثمار مما يؤدي إلى موت النباتات وقلة الإنتاج وانخفاض نسبة الزيت في الحقول الأقل إصابة كما لوحظ انتشار كثيف للذبابة البيضاء ودودة قرون السمسم والدودة الحائكة والمن مما ساهم في ضعف النباتات وجعلها عرضة لبقية المسببات المرضية المناطق التي تم النزول إليها.

وفي دلتا تبن بمحافظة لحج شملت المناطق الخداد الحبيل الحسيني والحاسكي أما في دلتا أبين فقد شملت الكود الجول الدوكرة الفنح وساكن وعيص.
  • أسباب الإصابة
تتمثل أسباب الإصابة في التغيرات المناخية التي أدت إلى ظهور آفات زراعية جديدة سواء كانت حشرية أو مسببات مرضية إضافة إلى عدم اتباع دورات زراعية مناسبة من خلال زراعة نفس المحصول لعدة مواسم زراعية في نفس المكان مما أدى إلى ظهور المسببات المرضية وانتشارها كذلك شهدت درجات الحرارة تغييرات كبيرة نتيجة التغيرات المناخية ما استلزم تعديل المواعيد الزراعية كما أن الإجهاد المائي بسبب عدم إعطاء المحصول الزراعي المقنن المائي الكافي أدى إلى ضعف النباتات وانتقال المسبب المرضي عن طريق الري بالسيول من الحقول المصابة إلى الحقول السليمة إضافة إلى استخدام آلات الحراثة في الحقول المصابة ثم إعادة استخدامها في الحقول السليمة وأيضًا استخدام بذور مصابة من المواسم السابقة دون تطهيرها.
  • التوصيات
تضمنت التوصيات الالتزام بالموعد الزراعي المناسب مع مراعاة اعتدال درجات الحرارة واتباع دورة زراعية ثلاثية يكون أحد محاصيلها السمسم وتوفير المقنن المائي الكافي للمحصول بمعدل 4500 م³/هكتار ومنع انتقال مياه الري من الحقول المصابة إلى الحقول السليمة إضافة إلى تنظيف المحاريث المستخدمة في الحقول المصابة قبل استخدامها في الحقول السليمة مع تجنب استخدام البذور للزراعة من الحقول المصابة كما يُنصح بمعالجة البذور قبل الزراعة باستخدام أحد المبيدات التالية Thiophanate-methyl أو Tolcofos-methyl أو Hymexazole ويمكن أيضًا معالجة التربة الموبوءة باستخدام أحد المبيدات الفطرية المذكورة أعلاه.