> حمدان القعيطي:
وعدن مدينة تتمتع بموقع استراتيجي فضلاً عن معالمها الطبيعية الساحرة، مثل شواطئها الخلابة وجبالها التي تحتضن العديد من المواقع الأثرية، ومنذ أن كانت عاصمة للجنوب في فترات سابقة، فإن عدن لا تزال تمثل مركزا ثقافياً وسياسياً مهماً في البلاد، حيث تعكس مزيجاً من التراث العربي والإنجليزي والهندي، مما يجعلها نقطة جذب للزوار من مختلف أنحاء العالم. على الرغم من التحديات التي مرت بها المدينة في السنوات الأخيرة، فإنها تظل رمزاً للصمود والقدرة على النهوض من جديد.
مؤخرا، زار الرحالة الكويتي بدر عبدالله الشعيب العاصمة عدن، حيث وصلها السبت وغادرها صباح اليوم الإثنين حيث كان في استقباله د. عبدالفتاح فريد السقلدي مدير عام في رئاسة الوزراء وعمرو عثمان مدير عام في وزارة الإعلام وعدد من المهتمين بالسياحة وتعزيز دورها في العاصمة عدن.
ويعد بدر عبدالله الشعيب من أبرز الرحالة العرب الذين اختاروا الترحال حول العالم، حيث زار حتى الآن نحو 193 دولة على مدى خمس سنوات، وتعد اليمن آخر محطة في رحلاته العالمية، حيث قرر أن تكون العاصمة عدن هي وجهته الأخيرة لهذه الرحلات الطويلة، وذلك لما تمثل من تاريخ ثقافي وحضاري مهم.
استهل الرحالة الكويتي بدر عبدالله الشعيب جولته السياحية في العاصمة عدن بزيارة مديرية كريتر التي تعتبر من أبرز المناطق التاريخية في المدينة. بدأت رحلته بزيارة قلعة صيرة التاريخية التي تعد واحدة من أهم المعالم الأثرية في عدن، حيث تروي القلعة قصة تاريخية غنية عن المدينة. بعدها توجه الشعيب إلى زيارة كنيسة ماريا التي تعكس التنوع الديني والثقافي الذي كان سائداً في عدن في فترات تاريخية مختلفة، وقام بزيارة الصهاريج الشهيرة التي تعتبر من أعظم وأقدم المنشآت المائية في المنطقة، إضافة إلى منارة عدن التاريخية التي تضيف لمسة من الجمال المعماري المميز في قلب كريتر.
بعد استكشاف هذه المعالم التاريخية توجه بدر عبدالله إلى مقر السلطة المحلية في العاصمة عدن، حيث التقى بوزير الدولة محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، وخلال اللقاء رحب المحافظ بالرحالة الكويتي بدر عبدالله وأشاد بالعلاقات الأخوية التي تجمع بين الشعب في محافظة عدن والشعب الكويتي الشقيق، وأكد على أن زيارة بدر تمثل إضافة جميلة لتلك العلاقة المتينة بين اليمن والكويت، وعبر المحافظ عن تقديره للرحالة الكويتي، وقدم له درع منارة عدن التاريخية كتعبير رمزي عن الحب والامتنان، مؤكداً على عمق العلاقة بين الشعبين ومدى الفخر والاعتزاز بهذه الزيارة المميزة.
بعد ذلك، توجه بدر عبدالله مساءً إلى مديرية التواهي، حيث قام بجولة في أحيائها وسواحلها الخلابة، وكان أبرز المعالم التي زارها هي ساعة بج بن الشهيرة في جبل التواهي التي تطل على ميناء عدن التاريخي، ويعتبر رمزاً للمدينة وبوابتها للعالم. وبعدها بالتنسيق مع د. محمد مزربة المدير التنفيذي لمؤسسة موانئ خليج عدن، ومع معتز الوالي مدير العلاقات، قام الرحال الكويتي برحلة بحرية في ميناء التواهي وميناء الحاويات كالتكس. خلال هذه الجولة تعرف على نبذة تاريخية عن ميناء عدن ودوره الحيوي في التجارة العالمية، واطلع على التطور الكبير الذي يشهده الميناء في ظل القيادة الحكيمة للسلطة المحلية في العاصمة عدن.
وفي ختام زيارته الميدانية للعاصمة عدن قام طاقم من الإعلاميين العدنيين، بقيادة محمد باشراحيل رئيس مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر، بإجراء حوار صحفي مع الرحال الكويتي بدر عبدالله في مقر إقامته بفندق كورال السياحي. خلال هذا اللقاء قام الرحال الكويتي بشرح كل جوانب رحلاته الاستكشافية حول العالم، مشيراً إلى تجربته الفريدة في زيارة اليمن بشكل عام، وعدن على وجه الخصوص، وأعرب عن شكره العميق لكل من ساهم في إنجاح زيارته الاستكشافية، مؤكداً على الدور الكبير الذي لعبته قيادة السلطة المحلية في العاصمة عدن في تسهيل وتنظيم زيارته، وأشار بدر عبدالله إلى أنه سيظل حريصاً على تكرار الزيارة إلى اليمن وعدن في المستقبل، مؤكداً حبّه لهذه المدينة العريقة وأمله في أن تستمر في تحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
