ليس هذا العنوان كافيًا فهناك أكثر من عنوان لهذه المقالة وما تحكيه سياسيًا واجتماعيًا واستبداديًا مطلقًا على أهالي بلدة شحير الحضرمية الساحلية الفقيرة، التي ملئت يومًا ما بالبساتين والنخيل والثمار والعيون ثم قسى عليها الزمن، وكما قال الشاعر - قسى علي دهري لقي بئس الفعال - وحين نقول ومن شحير يأتيك الخبر اليقين، فإننا هنا نحكي قصة لمقاومة أهالي شحير وضربهم وإصاباتهم وسجنهم حين طالبوا بحقهم في فتح ساحلهم ومصدر رزقهم أمر يعيدنا إلى الزمن العربي إلى مآسٍ جمة ونستذكر الفيلم العربي (بداية ونهاية) الذي يحكي قصة الكاتب العالمي المصري نجيب محفوظ ومن إخراج العملاق صلاح أبوسيف، وهو من أفلام الشأن السياسي والاجتماعي أيضًا، وهي من أشهر روايات الأديب العالمي المصري الراحل نجيب محفوظ هي سرد لأسرة يعرفها الكاتب نفسه وتدور أحداثها حول عائلة تصارع للبقاء على قيد الحياة في ظل الظروف الصعبة في وقت صعب في محاولة للقفز من فوق أسوار الفقر والعوز، ولكن تقودها الظروف إلى السقوط في الرذيلة والتفاصيل معروفة لمن شاهد الفيلم أو قرأ الرواية أو عاش ما يشبهها من ظروف وتفادى السقوط.
ولكن ما شأن شحير حضرموت بهذا الفيلم والكاتب، كل الواقع العربي يتشابه وكل الضمير للكتاب في كل الأزمنة هو تعبير عن واقع الفقر والظلم وتحطيم القيد كل الروايات حكت عن هذا وكل المقاومة تبنت هذا وهو رفض الاستبداد والاحتلال والظلم ولازال هذا يسير وسطنا إلى اليوم.
أهالي شحير بحضرموت تعرضوا للسجن والضرب والتعذيب الجسدي والمطاردة بسب أنهم أرادوا فتح ساحلهم للاصطياد والعيش المسالم وهم يمتلكون ساحلًا غنيًّا بالأسماك وهو مصدر رزقهم بعد أن ضاقت مصادر العيش عليهم وعلى أولادهم، وحين رفعوا صوتهم ووضعوا أرجلهم وقواربهم في بحر شحير منعوا منه بحكم سيطرة التحالف ومحاولاتهم أن يصلوا إلى البحر لأجل الاصطياد فقط ومن أجل القوت والكرامة والشعور بوطنهم الصغير شحير وبحرها.. هاجت الدنيا وسيرت الهراوات والعسكر وتعرضوا لكثير من المهانة تحت نظر وعلم السلطة بحضرموت وكل المكونات السياسية التي تدعي التحرير وجلب الجنوب إلينا غدا، كلها سكتت وهي تشاهد أهالي شحير وصيادي شحير وفقراء شحير يعانون الشدة والفقر والعوز، وهم من الجنوب وحضارم وكل صاحب رأي خاص أو عام معني بالتحدث ورفع رأيه بالنيابة عنهم ووقف معاناتهم وجلدهم دون وجه حق.