> «الأيام» العربي الجديد:

على مدى أربع ليالٍ وفي أقل من أسبوعٍ واحد، استيقظ نصف الإسرائيليين مصدومين، عقب تفعيل صفارات الإنذار بسبب إطلاق الحوثيين صواريخ على تل أبيب، وهو ما تعتبره دولة الاحتلال محاولة لإطالة حرب الاستنزاف التي حاول الحوثيون فرضها جزءًا من "جبهة الإسناد" التي افتتحوها عقب اندلاع حرب الإبادة التي يواصلها الاحتلال ضد قطاع غزة.

وليلة الثلاثاء/ الأربعاء، أطلق الحوثيون صاروخًا جديدًا على إسرائيل. وإن ادعى جيش الاحتلال إسقاطه قبل وصوله للأجواء الإسرائيلية، فإن شظايا صاروخية سقطت على بيت في "بئر يعكوف"، ما تسبب في إيقاع أضرارٍ بممتلكاته، وفقًا لموقع "واينت" العبري. الأخير نقل عن صاحبة البيت المتضرر قولها إنه "هرعنا للملجأ، عقب دوي صفارات الإنذار، قبل أن نسمع دوّي انفجار قوي. وفقط بعد 10 دقائق خرجنا للشرفة لنتفاجأ بسقوط شظايا صاروخ اعتراضي بطول متر، متسببًا بأضرار لشرفتنا". أمّا جد العائلة، الذي ينقل عنه الموقع أنه عمل لأكثر من 35 سنة في الصناعات الجوية الإسرائيلية، والذي لعب دورًا في إطار مشروع تطوير منظومة صواريخ "حيتس" (السهم، 1 و2)، فرأى أنه "من حسن الحظ أن الشظايا الصاروخية غير صغيرة، ولم تخترق النوافذ وتتشظى في المنزل"، واعتبر أنه "من السيريالية أن أجد نفسي بعد كل هذه السنوات مُلاحقًا من الصواريخ التي عملت على تطويرها".

وفجر أمس، استيقظ الإسرائيليون في مدن تل أبيب، وهرتسليا، وريشون لتسيون، ورحوفوت، وبات يام، وحولون، وبيتح تكفا، وبني باراك، وهود هشارون، ويفنه، ومناطق أخرى، على صفارات الإنذار التي دفعتهم لدخول الملاجئ. وهذه المرة انتهى الأمر وفقًا للموقع بـ"اعتراض صاروخ خارج إسرائيل"، مع ذلك فُعلّت صفارات الإنذار "خشية سقوط شظايا صاروخية". وعلى أثر الصفارات أبلغ السكان عن سماعهم دوّي انفجارات، فيما أفادت "نجمة داوود الحمراء" بأن طواقهما تلقت بلاغات عن سقوط شظايا في عدد من المناطق، فضلًا عن إصابات طفيفة خلال الهروع إلى الملاجئ، بينها إصابتا هلع. فيما تسببت الشظايا بأضرار للممتلكات في الأماكن التي سقطت فيها.

تشويش الروتين الليلي للإسرائيليين يترك دولة الاحتلال في وضع تستصعب فيه إيجاد حل جذري يوقف التهديدات الحوثية المتواصلة؛ فيما تتهيأ للجلسة الطارئة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بناء على طلبها. وتعليقًا على الجلسة المنتظرة، اعتبر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أنه "على ما يبدو الحوثيون لم يستوعبوا بعد ما الذي يمكن أن يحدث لأولئك الذين يهاجمون إسرائيل"، مشددًا على أنه "أتوقع من مجلس الأمن دعم إسرائيل وإدانة الهجمات الموجهة ضدها"، مطالبًا المجلس بـ"استغلال الاجتماع الدولي من أجل تحميل إيران المسؤولية"، في إشارة إلى اتهام الأخيرة بدعم وتسليح الحوثيين.

وتترد أصوات في تل أبيب تدعو لاستهداف القيادة الحوثية، على غرار استهداف قيادتيّ حزب الله وحماس، إذ إن إسرائيل تستخلص من الحرب السعودية - الحوثية، ومن الهجمات على المنشآت الاستراتيجية اليمنية، أنها غير كافية لردع الحوثيين، وتعتبر أن استهداف القيادات يُعد "علاجًا" فعّالًا في إطار تحقيق الردع المنشود. وفي وقتٍ سابق، كشفت قناة i24 الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، عن خطوط عريضة لإضعاف الحوثيين، تتضمن أربعة عناوين، في مقدمتها إلحاق الضرر بالقيادة الحوثية، وثانيها تدمير منظومات إنتاج الأسلحة، وثالثها الإضرار بسلسلة التوريد من إيران، وآخرها استهداف البنى التحتية والمنشآت.

من جهة أخرى، أعلنت جماعة الحوثيين أن أجهزتها الأمنية نجحت في إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي أي إيه) وجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد". وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أن "الأجهزة الأمنية نجحت في القبض خلال الأيام الماضية على عدد من الجواسيس"، الذين أُسندت لهم "أنشطة استخباراتية منها رصد وتحديد مواقع القوة الصاروخية والطيران المسيّر والبحرية ومواقع عسكرية أخرى، ورصد وتحديد أماكن القيادات العسكرية والسياسية والأمنية والشخصيات الاجتماعية المناهضة للأعداء، ورصد وجمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصات وعربات إطلاق الصواريخ والطيران المسيّر، ورصد أماكن ومواقع القوات البحرية والمعسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للقوات المسلحة". كما أشار البيان إلى "محاولة الجواسيس رصد وجمع معلومات عن أماكن وجود زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي".

ويأتي إعلان جماعة الحوثيين بعد يومين من تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي توعد فيها بتوجيه ضربات قاسية للحوثيين، حيث قال: "سنتعامل مع قادة الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان باليمن"، مضيفا: "سنفعل بصنعاء والحديدة كما فعلنا بغزة ولبنان وطهران".