كان فيصل موظفاً بسيطاً في إحدى مؤسسات الحكومة الجنوبية، رائق المزاج، يبتسم حين يلقاك، ثم يسأل مازحاً بعد أن يُلقي عليك تحية الصباح "كَمْ مَعَك"؟.
كان عام 89م آخر العهد بدولة الجنوب ليس في جيب الموظف عدا الراتب الذي يأتي في حينه، وكان سؤال الزميل فيصل بسيطاً كبساطة الموظف الجنوبي، وكانت مزحة خفيفة مشبعة بالأريحية.. "كم معك"؟.
من يجرؤ أن يقولها اليوم وقد امتلأت جيوب "الهوامير" حتى فاضت كان فيصل يقولها للمدراء ورؤساء الدوائر والأقسام، ويتلقونها بابتسامة عريضة وكأن لسان حالهم يقول: "قُلها يا فيصل" كلنا سواسية.
اعتادت عدن على لون صباحي مغري، الموظف يحضر باكراً، لا أزمات، ولا غياب خدمات، ولا فَقْد رواتب، وحركة مرور نشطة، في شوارع نظيفة، تحكمها إشارات المرور، وحدائق ومتنزهات أثيرة، وشاطئ جميل، وكان وضعاً متاحاً لكل الناس بلا تفرقة أو تمييز.
اليوم في المدينة أشخاص شبعوا حتى "التُّخمة"، وموديلات من السيارات الفارهة، وعمارات وفِلَل، وفي الطرف الآخر بسطاء في بيوت من الصفيح واللِبن والخشب والقش.
عدن التي أشرقت فيها شمس العدالة، غادرها الضوء، وفارقها العدل، فلا أحد يجرؤ أن يقول "كم معك"؟، ولا من يقول "كلنا سواسية"، لأن الميزان اختل، فلا عدل يُقام ولا قسطاس مستقيم.
اليوم يا فيصل المسئولين الذين كنتَ تألفهم ويألفوك تغيّرت طباعهم إلّا من رَحِم الله، وجاء قوم جديد من بعدهم صارت لهم دور وقصور وسيارات وأرصدة وسفريات.
يا سادة وعليّة القوم الذين في الرياض والذين في عدن، الكبار منهم والمتوسطين، طال النقاش وامتد الحوار وزِيد في الجَدَل، والقول ما قاله "ترامب" وهيئة الأُمم.
غرقت البلد بين صواريخ الحوثي وقُبّة إسرائيل، في سماء ملبّدة بالغيوم، ونقاشات لم تفضِ إلى حل، ولا فُتِحَ باب أمل، وزِدْ على ذلك أن العام الجديد 25م دخل والموظف في الجنوب بلا راتب، إلّا من بيان حكومي يَعِده ويُمنّيه.
"كم معك"؟ كان سؤال الرضى بما قسم الله عن راتب كان يكفي لكل متطلبات الحياة، فكان اللطف والبشاشة والقناعة والحُب والرحمة، لقد كان معنا كل شيء الحاكم والمحكوم.
اليوم الشعب فقير جائع وحكامه مُترفون ووحدَهُ المواطن مغلوب على أمره، لكن سيأتي الفرج، أليس الصبح بقريب؟
فقط يحزم الناس أمرهم ويرفضون الظلم، ويداومون قرع الأبواب: "أمّن يُجيب المضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السُّوء".
أخلِق بذي الصّبر أنْ يحظى بحاجتِهِ
وَمُدْمِنِ القرْعِ للأبوابِ أنْ يَلِجَا.
كان عام 89م آخر العهد بدولة الجنوب ليس في جيب الموظف عدا الراتب الذي يأتي في حينه، وكان سؤال الزميل فيصل بسيطاً كبساطة الموظف الجنوبي، وكانت مزحة خفيفة مشبعة بالأريحية.. "كم معك"؟.
من يجرؤ أن يقولها اليوم وقد امتلأت جيوب "الهوامير" حتى فاضت كان فيصل يقولها للمدراء ورؤساء الدوائر والأقسام، ويتلقونها بابتسامة عريضة وكأن لسان حالهم يقول: "قُلها يا فيصل" كلنا سواسية.
اعتادت عدن على لون صباحي مغري، الموظف يحضر باكراً، لا أزمات، ولا غياب خدمات، ولا فَقْد رواتب، وحركة مرور نشطة، في شوارع نظيفة، تحكمها إشارات المرور، وحدائق ومتنزهات أثيرة، وشاطئ جميل، وكان وضعاً متاحاً لكل الناس بلا تفرقة أو تمييز.
اليوم في المدينة أشخاص شبعوا حتى "التُّخمة"، وموديلات من السيارات الفارهة، وعمارات وفِلَل، وفي الطرف الآخر بسطاء في بيوت من الصفيح واللِبن والخشب والقش.
عدن التي أشرقت فيها شمس العدالة، غادرها الضوء، وفارقها العدل، فلا أحد يجرؤ أن يقول "كم معك"؟، ولا من يقول "كلنا سواسية"، لأن الميزان اختل، فلا عدل يُقام ولا قسطاس مستقيم.
اليوم يا فيصل المسئولين الذين كنتَ تألفهم ويألفوك تغيّرت طباعهم إلّا من رَحِم الله، وجاء قوم جديد من بعدهم صارت لهم دور وقصور وسيارات وأرصدة وسفريات.
يا سادة وعليّة القوم الذين في الرياض والذين في عدن، الكبار منهم والمتوسطين، طال النقاش وامتد الحوار وزِيد في الجَدَل، والقول ما قاله "ترامب" وهيئة الأُمم.
غرقت البلد بين صواريخ الحوثي وقُبّة إسرائيل، في سماء ملبّدة بالغيوم، ونقاشات لم تفضِ إلى حل، ولا فُتِحَ باب أمل، وزِدْ على ذلك أن العام الجديد 25م دخل والموظف في الجنوب بلا راتب، إلّا من بيان حكومي يَعِده ويُمنّيه.
"كم معك"؟ كان سؤال الرضى بما قسم الله عن راتب كان يكفي لكل متطلبات الحياة، فكان اللطف والبشاشة والقناعة والحُب والرحمة، لقد كان معنا كل شيء الحاكم والمحكوم.
اليوم الشعب فقير جائع وحكامه مُترفون ووحدَهُ المواطن مغلوب على أمره، لكن سيأتي الفرج، أليس الصبح بقريب؟
فقط يحزم الناس أمرهم ويرفضون الظلم، ويداومون قرع الأبواب: "أمّن يُجيب المضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السُّوء".
أخلِق بذي الصّبر أنْ يحظى بحاجتِهِ
وَمُدْمِنِ القرْعِ للأبوابِ أنْ يَلِجَا.