> محمد رائد محمد:

  • نقابات العمال تطالب بمعالجات حقيقية للأزمات المتفاقمة
  • محتجون: الحكومة فشلت خدميًّا واقتصاديًّا
  • وكيل قطاع التربية في عدن: المعلمون يعانون أوضاعا مأساوية ونطالب بهيكلة عاجلة للأجور
> نظَّم الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب، أمس، وقفة احتجاجية وصفها بالكبرى أمام مكتب المبعوث الأممي ومبنى منظمة الأمم المتحدة في منطقة الشابات بمديرية خور مكسر في العاصمة عدن.

عمال الجنوب يحتشدون في وقفة كبرى للتنديد بالفساد والمطالبة بهيكلة الأجور في عدن
عمال الجنوب يحتشدون في وقفة كبرى للتنديد بالفساد والمطالبة بهيكلة الأجور في عدن

واحتشد الآلاف من عمال الجنوب تلبيًة للدعوة التي وجهها لهم رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب النقابي سامي عيدروس خيران للتنديد بما أسموه (الفساد) المستشري في أجهزة الدولة، وكذا تأخير صرف الرواتب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وانهيار سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وتدهور خدمة الكهرباء إلى أدنى مستوياتها.


"الأيام" كانت حاضرًة والتقت برئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب سامي عيدروس خيران أحمد حيث قال "في هذا اليوم الأربعاء الموافق الأول من يناير 2025م أقمنا الوقفة الاحتجاجية الكبرى للاتحاد وبقية المكونات الجنوبية من الهيئة العسكرية ونقابات الجامعات والاتحاد العام لنساء الجنوب وغيرها.."، مضيفًا أن هذه الوقفة كانت نتيجًة لسوء الأحوال المعيشية لأبناء الجنوب، وكذلك عدم صرف الرواتب، وانخفاض القيمة المعتمدة للراتب الواحد، وكذلك يكاد النشاط الاحتجاجي قد تجمَّـد بين اتحاد النقابات وبين الحكومة، وخاصًة أنه بدا عليهم عجزً كبيرًا، والمتمثل بعدم مقدرتهم عل دفع رواتب العمال لمدة 3 أشهر على التوالي، وبقائهم في العاصمة عدن دون جدوى علمًا بأنه قد تم إجراء لقاءات معهم في أكثر من مرة لم نجد منهم أي شيء يفيد العمال.


وأكد خيران على أن الحكومة فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، داعيًا إلى تغيير شامل للوضع الاقتصادي أو من خلال وضع خطة إصلاح شامل للحياة الاقتصادية وانتشال حال الجنوب من هذه الأوضاع البائسة وهو ما سينعكس على المواطن كون المواطن الجنوبي يعيش في حالٍ يُـرثى له.

سامي خيران
سامي خيران
وأشاد المسؤول الأول عن النقابات الجنوبية بجهود الأخ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي في إطار هذا الموضوع، داعيًا الزبيدي إلى وقفة جادة بسبب رداءة المعيشة في الجنوب، والإسراع في وضع "برنامجًا" إنقاذ للمواطن الجنوبي.

وقال سامي خيران "من ضمن المطالب التي رفعناها في وقفتنا الاحتجاجية هيكلة الأجور وهنا نوضح بأن مطلبنا ليس صرف الرواتب فحسب لأن الراتب سيصرف بالتأكيد وبقوة القانون الذي ينص على أنه في حال أدى العامل ما عليه من عمل فيجب أن يستلم أجر نظير المهام التي أداها، ولذلك فالحديث هنا حول رفع قيمة المرتبات، لأن الموظف يحصل على راتب مقداره خمسين ألف ريال يمني وهو ما يعادل عشرين دولار أميركي وبالتالي لا يكفيه سوى يومين على الأكثر، فهذا أمر لا يجوز ولا ينبغي السكوت عنه، ولذا فإنه يجب اعتماد هيكلة شاملة للأجور بحيث أنها تتناسب مع سعر الصرف، وكذا مع الغلاء الفاحش الذي يعصف بالمواطن لكي يتمكَّـن من التعامل مع محيطه للعيش في حياةٍ كريمة".


والتقت "الأيام" برئيس نقابة هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات الحكومية د. فضل ناصر مكوع والذي قال "إن هذه الوقفة جاءت بعد جهدٍ جهيد مع كل الاتحادات، والنقابات، والهيئة العسكرية ومنظمات المجتمع المدني، ومعظم فئات الشعب، فكان اصطفاف نقابي مجتمعي لإيصال رسالة الأكاديميين والموظفين في الجامعات إلى كل الجهات المعنية بالتحالف العربي، ومجلس القيادة الرئاسي، والحكومة مفادها إنقاذ هذا الشعب من الوضع الكارثي، وأن لا يظلوا متفرجين على انهيار العملة والتي تسببت بأزمة للاقتصاد في بلادنا"، موضحًا أن خروج أعضاء هيئات التدريس ومساعديهم والأكاديميات كان للمطالبة بتحسين وضع الناس، من خلال الانتظام بصرف الرواتب نهاية كل شهر، واعتماد استراتيجية الأجور، واسترداد الحقوق التي سُلِبَت من الموظفين.

وأكد د. فضل مكوع أن هذه الوقفة الاحتجاجية هي بداية التصعيد، آملاً من الجهات الرسمية العليا أن يأخذوا مطالب المحتجين على محمل الجد، حتى لا يتم مواصلة الاحتجاجات.
فضل مكوع
فضل مكوع


من جهته، قال وكيل العاصمة عدن لقطاع التربية والتعليم عوض بن عوض مبجر "نحن شاركنا في هذه الوقفة الاحتجاجية من أجل المعلم المظلوم، والذي ليس لديه قوت يومه"، مستدركًا أن راتبه كان مفقودًا ولكن بفضل الله تعالى فإن راتب شهري (نوفمبر وديسمبر) قد وصل بعد مشقة شهرين، حيث وأن الإشعار قد تم إرساله إلى البنك المركزي في العاصمة عدن، ولكن نتيجًة للحسابات الختامية في البنوك فإن الصرف تأخر بعض الشيء، مؤكدًا أنه سيلتقي إدارة بنك عدن للسعي من أجل إطلاق الراتبين.


وأوضح المسؤول التربوي عوض مبجر أن حضوره في ساحة العروض بهدف تبيين ظروف التربويين والذي لا يساوي راتبه مصروفات عائلته لخمسة أيام، وهو ما يجعله عاجزًا عن إدارة شؤون نفسه، مطالبًا الحكومة بالتدخل العاجل لمساعدة المدرسين بشكل عام، مشيرًا إلى أن المعلم لم يعد يجد الاحترام في منزله من قِبَل عائلته بسبب عدم مقدرته على دفع نفقات الشؤون اليومية لزوجته وأبنائه.

وأبدى وكيل قطاع التربية والتعليم في العاصمة عدن استغرابه من مطالبة التربويين بتخريج هذا الجيل وهو يصارع أشد أصناف العذاب النفسي في محيطه.
عوض مبجر
عوض مبجر


وناشد مبجر الحكومة النظر إلى حال المعلم، وهيلكة أجور المعلمين في أقصى درجات السرعة، باعثًا دعوة أخرى إلى المنظمات الدولية بتوجيه دعمها إلى المُـدرس، الذي يصل راتبه إلى 40 دولار، مع العلم أن البلاد تقع ضمن البند السابع فلماذا لا يتم النظر إلى حال المواطن البسيط الذي يتجرع آلام الجوع والعطش داخل منزله، فلا بد من التدخل المباشر في راتب المعلم والموظف بصورة عامة في العاصمة عدن.

بلعيد صالح
بلعيد صالح
وفي تصريح خاص لـ "الأيام" قال الناطق الرسمي لنقابة جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة الأكاديمي بلعيد صالح "نطالب بالتحقيق في الفساد الحكومي ونناشد المبعوث الأممي بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ الشعب من المجاعة، وأهم مطالبنا هي إعادة الراتب إلى بند الأجور، مع صرف الرواتب بانتظام دون تأخير، بالإضافة إلى هيكلة الأجور مع إعادة قيمة الراتب إلى ما كان عليه مقارنة بالعملة الصعبة قبل عام 2015م، وتحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والكهرباء، إلى جانب حل مشكلات المبعدين والجرحى من حرب عام 1994م، ومكافحة الفساد والإصلاح الاقتصادي، بالإضافة إلى وضع حلول عاجلة لحماية العملة المحلية، وتحقيق إصلاح اقتصادي شامل"، مطالبًا بمكافحة الفساد وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتعزيز الرقابة ومكافحة الفساد في المؤسسات العامة.