> الحوطة "الأيام" خاص:
- شهادات لـ27 طالبًا من أصل 30 في الفصل الدراسي أكدت ارتكاب المعلم جريمته
- تحذيرات من مساع للإفراج عن المتهم وتمييع القضية بوساطات مشبوهة
> شهدت مدينة الحوطة بمحافظة لحج، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية غاضبة نظمها أولياء أمور طالبات تعرضن للتحرش الجنسي من قبل معلم مادة التربية الإسلامية في إحدى مدارس مديرية القبيطة، إلى جانب مواطنين من المنطقة، للمطالبة بمحاسبة المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية العادلة بحقه.

رفع المحتجون لافتات تدين الجريمة، مشددين على ضرورة إنصاف الطالبات الضحايا وتحقيق العدالة دون تأخير، داعين الجهات القضائية والأمنية إلى التعامل بحزم مع القضية التي وصفت بأنها "جريمة بشعة بحق الطفولة"، كما طالبوا المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان بدعم الضحايا وضمان عدم الإفراج عن المتهم، وسط أنباء عن وجود مساعٍ من جهات تربوية في المديرية للتأثير على مسار القضية والإفراج عن المتهم.
يوسف فاضل، أحد أولياء أمور الطالبات الضحايا، صرح بأن الوقفة الاحتجاجية جاءت للضغط على الجهات المعنية لمحاسبة المتهم الذي استغل موقعه كمعلم للتعدي على الطالبات، مؤكدًا رفض أي محاولة للالتفاف على القانون عبر حلول قبلية أو مادية.

وأضاف فاضل أن الطلاب في الفصل شهدوا على قيام المعلم بإغلاق الفصل والجلوس مع كل طالبة على حدة، وتهديدهم بالفشل إذا أفصحوا عما يحدث.
واستنكر فاضل رفض النيابة قبول شهادات الطلاب والطالبات، معتبرًا ذلك تجاهلًا لحقائق القضية. وأضاف: "كيف يمكننا أن نثق بمؤسسات القضاء إذا لم تحمِ أطفالنا من مثل هذه الجرائم؟".
من جانبه، كشف محمد أحمد، والد إحدى الطالبات، عن محاولات يقوم بها مدير المدرسة ومدير التربية بالمديرية للإفراج عن المتهم، واصفًا هذه المحاولات بأنها تستر واضح على الجريمة. وقال: "بدلًا من الوقوف مع الضحايا، نرى مسؤولين يسعون لتبرئة المتهم عبر اتفاقات لا تراعي حجم المعاناة التي تعرضت لها بناتنا".

عبدالسلام ردمان، شخصية اجتماعية بارزة في المنطقة، أكد تورط المعلم المتهم بناءً على شهادات 27 طالبًا من أصل 30 في الفصل الدراسي. وأضاف أن التحقيقات الأمنية أثبتت صحة الشهادات، مشيرًا إلى تعرضه للتهديد بالقتل نتيجة دعمه للضحايا وأسرهم، وطالب بمساءلة مدير المدرسة ومدير التربية بسبب تواطؤهما في القضية.
مديرة مكتب حقوق الإنسان في لحج، حياة الرحيبي، أكدت تلقي بلاغات من أسر الطالبات، مشيرة إلى أن المعلم المتهم استغل موقعه للتعدي على الطالبات منذ عامين تحت غطاء من التستر من قبل إدارة المدرسة. وأوضحت أن المتهم كان يقوم بإغلاق النوافذ والأبواب وتهديد الطالبات بالفشل لإجبارهن على الصمت.

وأدانت الرحيبي هذه الجريمة التي تتنافى مع القيم الدينية والأخلاقية، مؤكدة أن ما حدث يعد انتهاكًا صارخًا للحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية للأطفال، داعية السلطات لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المتهم ومن يتسترون عليه.