> «الأيام» غرفة الأخبار:

مكانة الكويت عربيا وإقليميا ودوليا تؤهلها لإيجاد تسوية في اليمن
> قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني د. شائع الزنداني، إن الكويت تتميز بمواقفها السياسية النزيهة ونهجها الواضح في السياسة الخارجية، مضيفا في حواره مع صحيفة "الأنباء" الكويتية أن الكويت "لا تحمل أي أجندات سياسية خفية تجاه اليمن"، بل تقدم دعمها دون إعلان أو تفاخر، مما يعزز الثقة والاطمئنان في هذه العلاقة التاريخية.

وزاد "يجمعنا مع الكويت توافق في الرؤى حيال العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية، وللأمانة الكويت كانت دائما بجانب اليمن في مختلف المحافل الدولية.

وأرى أن الكويت من خلال مكانتها المرموقة والمقدرة سواء داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي وعربيا وإقليميا ودوليا مؤهلة لأن تسهم بشكل إيجابي في إيجاد تسوية في اليمن".

وأشار الوزير إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت توقيع مذكرتي تفاهم خلال زيارته الأخيرة، الأولى مع وزارة الخارجية الكويتية لتنظيم المشاورات السياسية الدورية، والثانية مع معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي لتعزيز التعاون التدريبي والدبلوماسي.

وحول دور الكويت الإقليمي والدولي، أشاد الزنداني بمواقفها الرائدة في حل النزاعات وإحلال السلام، لافتًا إلى دورها البارز في الوساطة منذ السبعينيات، وأوضح أن الكويت كانت شريكًا رئيسيًا في دعم جهود السلام في اليمن، مشيرًا إلى استضافة الكويت لمشاورات سياسية بين الأطراف اليمنية عام 2016، والتي استمرت لأكثر من 110 أيام.

وفيما يتعلق بالمستجدات على الساحة اليمنية، كشف الوزير عن استمرار الهدنة رغم بعض الانتهاكات الحوثية، موضحًا أن خارطة الطريق المدعومة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان تعثرت بسبب التصعيد الحوثي في البحر الأحمر واستهدافهم للسفن وعرقلة حركة التجارة الدولية.

وأكد الزنداني على التأثير المباشر للأوضاع الإقليمية على اليمن، لافتًا إلى أن الحوثيين يُعتبرون إحدى أدوات إيران في المنطقة. وشدد على أن تراجع نفوذ إيران في الإقليم سينعكس على أذرعها، بما في ذلك الحوثيين.

وفي سياق آخر، أكد الوزير أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية لليمن، داعيًا إلى منع تكرار العدوان على غزة وإيجاد حل دائم عبر إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أعرب عن رفض بلاده لفكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني، وداعيًا إلى تضامن عربي قوي لمواجهة هذه التحديات.

وفي حوار آخر نشرته أمس صحيفة السياسية الكويتية أكد الزنداني أن الإيمان بحق اليمنيين بالشراكة الوطنية وأن يكون هناك فهم لدى الجميع بأنه لا يمكن لأي طرف أن يحكم ‎اليمن بمفرده، أو يفرض إرادته على الآخرين، ونرى أنه يجب التخلي عن السلاح وأن يكون بيد الدولة فقط، ويكون هناك جيش وأمن وطني كامل للجميع، إضافة إلى الابتعاد عن التفكير بالعنف وفرض الإرادات على الآخرين.

وأشار إلى أن "على الانقلابيين أولاً أن يلتزموا بالقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الوطنية، وأن يقوموا بالانسحاب من كل المناطق التي سيطروا عليها، وأن يلتزموا بتنفيذ المتطلبات الموجودة بقرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني".

وطالب الوزير الميليشيات الحوثية بـ "العودة إلى رشدها"، وأن تتبع منطق السلام، وأن يفكروا بأنه لا يمكنهم أن يحكموا الشعب اليمني بالقوة، وليس هناك مكان للطائفية، مضيفا: إنهم لا يمكن أن يكونوا إلا جزءاً بسيطاً من تركيبة المجتمع اليمني، وعليهم أن يدركوا مكانتهم وحجمهم، فهذا الوضع لا يمكن أن يستمر على الإطلاق، وستكون إرادة الشعب اليمني الغالبة في نهاية المطاف.

وأضاف: "يهمنا أن تكون هناك علاقة شراكة حقيقية مع كل دول الخليج بما فيها الجانب الاقتصادي"، مشيراً إلى أن اليمن لو توفر له الأمن والاستقرار، وتمكنت الدولة من القيام بمسؤولياتها فربما سنكون شريكا فاعلا مع دول المنطقة نظراً لإمكانيات وقدرات اليمن في الجانب الاقتصادي من الثروات الموجودة، وكل ما نحتاجه هو الأمن والاستقرار، وأشار إلى اهتمام الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وتوفير الحد الأدنى للناس من المعيشة لأهل اليمن، موضحاً أن هناك أزمة في الإيرادات وأزمة الدخل، وحتى المرتبات لا نستطيع دفعها للموظفين، وإعادة الإعمار ستكون بالمتاح والممكن للدولة.