> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:
دشنت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، اليوم، إطلاق "دليل عدن السياحي" بنسخته الورقية والمنصة الإلكترونية، تحت شعار "عدن تاريخ وسياحة" بالعاصمة عدن.






وأكد أن منصة دليل عدن السياحي تمثل محطة مهمة في توثيق تاريخ عدن وثقافتها وتراثها، لما تحمله من قيمة حضارية وجيوسياسية واقتصادية، مشددا على أن المشروع لا يقتصر على توثيق ماضي المدينة وحاضرها بل يطمح إلى استشراف مستقبلها وجعل المنصة نموذجا يحتذى به في مشاريع مماثلة تشمل جميع محافظات الجنوب.
وفي مستهل حفل التدشين، ألقى رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري، أشار فيها إلى أن هذا التدشين يؤكد مكانة عدن كمنارة للحضارة، ومدينة عابقة بالمدنية. مضيفا: "نثمن اليوم ما اجتمع عليه الشباب من خلال مشروع تخرجهم، الذي تحول إلى دليل سياحي لهذه المدينة الولّادة" كما شكر الكثيري زملاءه في الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي الذين تبنوا هذا المشروع وقدموا له الدعم ليخرج إلى النور كخارطة سياحية لعدن، المدينة التي تستحق أن تتقدم إلى العالم بتاريخها العريق وتراثها الغني وأصالتها الفريدة.

وأكد رئيس الجمعية الوطنية في ختام كلمته إلى أن أهمية مثل هذه المشاريع تكمن في تحولها إلى عمل ومنجز حقيقي عندما تصبح واقعا ملموسا على الأرض، مضيفا أن عدن تستحق الكثير، وتستحق جهد الجميع لإعادة ألقها وتعريف العالم بجمالها، وأيضا لتكون كما كانت دائما مصدر إشعاع للمنطقة بأسرها على امتداد القرون والعقود الماضية.

وكان نائب محافظ عدن أمين عام المجلس المحلي بدر معاون، قد اعتبر في كلمته الدليل السياحي لعدن نقلة نوعية ومنعطفا جديدا لإبراز القيمة التاريخية العريقة للمدينة التي تزخر بمعالم أثرية بارزة، مثل صهاريج الطويلة ذات الأسوار العالية على قمم جبال شمسان، وقلعة صيرة التاريخية، التي تجسد صمود الإنسان العدني وشجاعته في مواجهة المعتدين عبر التاريخ، مضيفا أن هذا الدليل السياحي يعد خطوة لاستعادة الوجه المشرق لعدن التي تتميز بسواحلها الخلابة ورمالها الذهبية ومياهها الزرقاء النقية التي لا تضاهيها أي سواحل في المنطقة. مؤكدا أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لإنجاح هذا المشروع والترويج له داخليًا وخارجيًا عبر مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت اليوم وسيلة فعالة للوصول إلى كل بيت في العالم والتعريف بالمزايا الفريدة لمدينة عدن وما تنعم به من أمن واستقرار بفضل جهود الوحدات الأمنية.

وطالب معاون، في كلمته، الجميع العمل بروح الفريق الواحد لإعادة مجد عدن، قائلا: "إن عدن تنتظر من الجميع العمل بروح الفريق الواحد لإعادتها إلى سابق مجدها، حين كانت مركزا عالميا للتجارة والسياحة والاستثمار ونقطة عبور استراتيجية تربط بين شرق آسيا وشرق افريقيا وأوروبا والعالم، مضيفا أن عدن كانت نموذجا للتعايش والتنوع حيث مارس فيها الناس مختلف الطقوس والأديان والتقاليد في انسجام وتآلف، مما أسهم في ازدهارها وجعل ميناءها ثاني أفضل ميناء في العالم، ووجهة مفضلة للتجار والمستثمرين لما تتمتع به من قوانين تكفل الحرية والمساواة للجميع.

ودعا نائب محافظ عدن في ختام كلمته، جميع الإعلاميين والصحفيين ومندوبي وسائل الإعلام إلى إطلاق حملات إعلامية تعريفية وترويجية لمدينة عدن، معتبرا ذلك أقل ما يمكن تقديمه لهذه المدينة العريقة، وشدد على ضرورة تكاتف الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأهالي المدينة لدعم الترويج السياحي، والتعريف بتاريخ عدن العريق ومعالمها المميزة، وأكد أن قيادة السلطة المحلية ستكون في مقدمة هذا الجهد، باعتباره مسؤولية أخلاقية وعملية تجاه المدينة وأهلها.

وتحدث في حفل التدشين أحد فريق معدي دليل عدن السياحي، قائد منصور محمد جابر، قائلا: "يشهد احتفالنا اليوم بتدشين وإطلاق منصة دليل عدن السياحي كموقع رسمي على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل، وتعنى هذه المنصة بتوثيق وتدوين تاريخ العاصمة الجنوبية عدن بكل ما تزخر به من معالم تاريخية وآثار وثقافة وتراث وتقاليد اجتماعية، تعكس مزيجا فريدا بين الماضي والحاضر والطابع الوطني والتأثير الأجنبي المتداخل معه"، موضحا أن هذا الحدث جاء متزامنا مع انطلاق عملية التوزيع والترويج لأول دليل أثري ثقافي سياحي خاص بمدينة عدن، مضيفا أن هذه الخطوة التي جاءت كمشروع تخرج، تمثل بداية متواضعة لمسار طويل يهدف إلى إبراز تاريخ المدينة ومقوماتها السياحية والثقافية، معربا عن ثقته بأن هذا المشروع سيسهم في تعزيز وتطوير الاقتصاد السياحي في المنطقة، وأشار إلى أن فكرة المشروع بدأت كحلم وطني خلال سنوات الدراسة في كلية الإعلام، وأصبحت اليوم واقعا ملموسا بفضل دعم الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، ممثلة بالأستاذ سالم العولقي، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي والمتحدث الرسمي باسم المجلس ونائبه مختار اليافعي، وبجهود مشرف المشروع الأستاذ نصر مبارك باغريب، إلى جانب الزملاء مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الجنوبية علي منصور الوليدي، ونائبه عبداللطيف علي عبدالله، والمتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية محمد النقيب.

وأكد أن منصة دليل عدن السياحي تمثل محطة مهمة في توثيق تاريخ عدن وثقافتها وتراثها، لما تحمله من قيمة حضارية وجيوسياسية واقتصادية، مشددا على أن المشروع لا يقتصر على توثيق ماضي المدينة وحاضرها بل يطمح إلى استشراف مستقبلها وجعل المنصة نموذجا يحتذى به في مشاريع مماثلة تشمل جميع محافظات الجنوب.