يقولُ مطرِّف بنُ عبد الله: أشرُّ السَّيْرِ الحقحقة. وهو الذي يجتهد في السيرِ حتى يضرَّ بنفسهِ ودابتِه. وفي الحديثِ: ((شرُّ الرِّعاء الحُطَمَةُ)). وهو الذي يتعسّفُ في ولايتِه لأهلِه أو من ولاه اللهُ شأنه. إن الكرم بين الإسرافِ والبخلِ، وإن الشجاعة بين الجبنِ والتهورِ، وإن الحلم بين الحدَّةِ والتبلُّد، وإن البسمة بين العبوس والضحك، وإن الصبر بين القسوة والجزعِ، وللغلوِّ دواءٌ هو التخفيفُ من هذا الغلوِّ، وإطفاءُ شيءٍ من هذا اللهيب المحرق وللجفاءِ دواء هو سوْطُ عزمٍ، وومضةُ هِمَّة، وبارقةُ من رجاءٍ، ((اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلا الضالين)).