من السنن النبوية العظيمة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من حقوق المسلم على أخيه، وهي من الأمور التي تُظهر التآلف والمحبة بين المسلمين. وقد وردت العديد من الأحاديث التي تُبيّن فضلها وآدابها.

الأدلة من السنة:

- عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ». قيل: يا رسول الله، وما خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قال:«جَنَاهَا». (رواه مسلم).

- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ». (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني).

- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ». (رواه البخاري ومسلم)

فضل عيادة المريض:

1 - الأجر العظيم: عيادة المريض سبب لدخول الجنة، كما في الحديث السابق: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ».

2 - نزول الرحمة: العائد يُغمر بالرحمة من الله تعالى.

3 - دعاء الملائكة: يُصلي على العائد سبعون ألف ملك إذا عاد المريض في الصباح أو المساء.

آداب عيادة المريض:

1 - الدعاء للمريض: يُستحب أن يدعو العائد للمريض بالشفاء والعافية. ومن الأدعية الواردة:

«لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ». (رواه البخاري).

2 - تقليل وقت الزيارة: ألا يطيل العائد الجلوس عند المريض، بل تكون الزيارة قصيرة حتى لا يُتعب المريض.

3 - التلطف مع المريض: أن يكون العائد لطيفًا في كلامه، ويُشعر المريض بالاهتمام والرعاية.

4 - زيارة المريض في أي وقت: يجوز زيارة المريض في أي وقت، لكن يُستحب أن تكون في الأوقات المناسبة التي لا تُزعج المريض أو أهله.

حكم عيادة المريض:

- عيادة المريض من السنن المؤكدة، وهي من حقوق المسلم على أخيه، لكنها ليست واجبة على الأعيان إلا إذا كان المريض في حاجة ماسة للزيارة.