> «الأيام» غرفة الأخبار:
قال تحليل نشرته صحيفة "ستريتس تايمز"، إن "واشنطن تهدف من خلال ضرباتها الأخيرة على اليمن إلى إسكات الحوثيين تماماً، وليس مجرد كبح جماح الميليشيا كما حاولت ذلك سابقًا".
وأضاف التحليل أن "ما لا جدال فيه هو خطورة المواجهة الحالية بين الحوثيين في اليمن والولايات المتحدة، والتي من المرجح أن تصبح أكثر عنفاً. حيث يتعلق الأمر ليس فقط بحرية الملاحة الدولية، التي يهددها الحوثيون، بل أيضًا بالمواجهة الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران، والتي قد تحدد الترتيبات الأمنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وأشار التحليل إلى أن "الهدف الحقيقي لترامب هو إيران، التي تُعتبر على نطاق واسع الداعم العسكري الرئيسي للحوثيين. حيث حذّر ترامب إيران من تهديد الشعب الأمريكي أو رئيسه أو ممرات الشحن العالمية، بقوله "احذروا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية، ولن نكون لطفاء معكم!".
معتبرًا أن "إيران لا تقتصر على تزويد الحوثيين بالأسلحة فحسب، بل تعد جزءًا أساسيًا من عملياتهم العسكرية. حيث يستخدم الحوثيون صواريخ إيرانية الصنع، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى أصابت إسرائيل، وغالبًا ما يتم توجيهها نحو أهدافها بمساعدة سفن استخباراتية إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني".
لافتًا إلى أن "إدارة ترامب تسعى الآن إلى معالجة هذه المشكلة من جذورها عبر إجبار إيران على وقف دعمها للحوثيين".
وأوضح التحليل أن "ذلك يأتي في وقت مناسب. بعد ضعف حماس وحزب الله والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وبذلك، أصبح الحوثيون الوكيل الإيراني الوحيد الذي لا يزال يعمل بشكل فاعل".
وأردف التحليل أن "أمريكا أكدت أنها لا تعتزم شن هجوم عسكري على إيران. لكن إدارة ترامب مصممة على القضاء على آخر حليف إقليمي لطهران كجزء من هدف أوسع يتمثل في تقليص نفوذ إيران في المنطقة".
وخلُص التحليل إلى أن "المواجهة الحالية مرشحة للتصعيد، إذ يبدو أن ترامب عازم على تحقيق النصر في أول مواجهة عسكرية خلال ولايته الرئاسية الثانية. حيث ستجد الولايات المتحدة وإيران نفسيهما في مواجهة مباشرة".
وأضاف التحليل أن "عبدالملك الحوثي يرى نفسه كقائد إقليمي صاعد، وليس مجرد وكيل لإيران. لذلك، فإن القضاء عليه وعلى كبار مساعديه قد يؤدي إلى تراجع التهديد الحوثي".
وأشار التحليل إلى أن "تحقيق هذا الهدف ليس بالأمر السهل، خاصة في بيئة وعرة ومعزولة مثل اليمن. حيث يتخذ قادة الحوثيين احتياطات أمنية مشددة، ويعملون تحت الأرض ووسط التجمعات السكانية، ويحمون أنفسهم بأنظمة دفاع جوي متطورة تمكنت من إسقاط طائرات أمريكية مسيّرة".
موضحًا أن "استهدافهم المستمر يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة وتعاونًا مكثفًا من الشركاء الإقليميين، ويبدو أن الصورة الاستخباراتية قد تحسنت بما يكفي لاستهداف القادة الحوثيين."
معتبرًا أن "هذه الحملة يجب أن تكون مستدامة مع الحرص على تقليل الخسائر المدنية إلى أقصى حد ممكن."
ولفت التحليل إلى أن "إدارة ترامب تعهدت بشن حملة لا هوادة فيها حتى يتوقف الحوثيون عن هجماتهم، لكنها ستواجه تحديات عديدة، منها:
1. مرونة الحوثيين وتحملهم العالي للضربات.
2. إمكانية تصعيد الحوثيين هجماتهم ضد الدول العربية المتحالفة مع واشنطن، مثل السعودية والإمارات والبحرين، مما قد يؤثر على مستوى الدعم الذي تقدمه هذه الدول للعمليات الأمريكية.
3. التوازن الاستراتيجي الأمريكي بين الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
4. استمرار دعم إيران للحوثيين، مما يستوجب فرض عقوبات صارمة عليها.