في العالم كله رجل المرور هو وجه الدولة الذي من خلال التطلع إليه في الطرقات والشوارع والمنافذ تعرف جيدًا عظمة هذه الدولة أو تخلفها.
في روسيا مثلًا وعاصمتها الأنيقة موسكو كان رجال المرور في الطرقات من حملة رتبة جنرال؛ نعم والله! وعندما يقترب الجنرال من السائق في حال ارتكب الأخير مخالفة يؤدي له التحية أولا.
وأتذكر من قراءاتي المبكرة لمجلة (العربي) الكويتية خبرًا يجئ ضمن سياق (حديث الشهر) لرئيس التحرير د. أحمد زكي فحواه إيقاف رجل مرور في شارع من شوارع لندن لولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز الذي تجاوز السرعة القانونية.
وقف رجل المرور بكل أدب أمام الأمير بعد أن أدى له التحية وناوله ورقة المخالفة. نظر إليه الأمير وسأله: هل عرفت من أنا؟ فأجابه رجل المرور بهدوء: نعم يا سيدي أنت الأمير تشارلز.
ما أردت أن أصل إليه هو أن الضر الذي مس هذه البلاد بدا واضحًا في المستوى الحياتي والمعيشي لأفراد رجال المرور الطيبين مثلهم مثل بقية أفراد شعبنا القابض على الجمر مذ نهاية الحرب الأخيرة.
وأتذكر الفرحة الكبيرة التي عبر عنها سكان عدن يوم أن رأوا رجال المرور يباشرون عملهم لأول مرة بعد التحرير، ثم كنا نرى ونسمع بين الفينة والأخرى ما يتعرض له رجال شرطة السير من اعتداءات سواء من مليشيات ما بعد الحرب أو من أصحاب النفوذ الجدد وحراساتهم أو بلاطجة.
الم يكن باستطاعتنا وضع كل الوحدات المسلحة عسكرية أو أمنية ضمن هيكلية مؤسسية واحدة وغرفة عمليات واحدة منذ عشر سنوات مضت؟
لكن من يجرؤ على تعليق الناقوس في رقبة القط؟ اليوم؛ ما نريده أكثر من التضامن مع الرجل الطيب والخلوق ابن عدن العميد عدنان القلعة!