> «الأيام» غرفة الأخبار:

​ذكرت صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية أن الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، باتوا يمثلون تحديًا غير متوقع للقوات الأمريكية، يفوق ما كان يتوقعه صناع القرار في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

وأشارت الصحيفة في تقرير مطوّل إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين لا يقتصر فقط على الجانب العسكري والمالي، بل إن الجماعة أصبحت أيضًا بمثابة "وكالة اختبار غير مباشرة" لصواريخ جمهورية الصين الشعبية.

وتابعت الصحيفة: "منذ اندلاع التوترات في المنطقة عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، صعّد الحوثيون من هجماتهم على الملاحة الدولية، باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن ذات تطور تقني متزايد ودقة محسّنة، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للسفن الحربية الأمريكية، بما فيها حاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية".

وتساءلت الصحيفة عن الكيفية التي تمكّن بها الحوثيون من الاقتراب من سفن أمريكية مزودة بأنظمة دفاع متقدمة ضد الصواريخ، مشيرة إلى أن تلك الهجمات تثير علامات استفهام بشأن مصادر الدعم والمعلومات التي يتلقاها الحوثيون.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، قولها إن شركة "تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية" الصينية تقدم صورًا فضائية للحوثيين تُستخدم في استهداف السفن الأمريكية والدولية في البحر الأحمر. ورغم نفي الشركة لهذه الاتهامات، فإنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها اتهامات مماثلة، فقد سبق اتهامها بتقديم خدمات مشابهة لمجموعة فاغنر الروسية خلال الحرب في أوكرانيا عام 2023.

وأضافت الصحيفة أن الشركات المدنية العاملة في قطاع الفضاء قد تلعب دورًا غير مباشر في النزاعات المسلحة، خاصة حين تكون مرتبطة بحكومات تتبنى توجهات عدائية للولايات المتحدة، مثل الصين. وأشارت إلى أن السفن الحربية التي ترفع أعلام الصين وروسيا وإيران بقيت في منأى عن هجمات الحوثيين، ما يعزز الشكوك حول طبيعة التحالفات في المنطقة.

تعتبر الصحيفة أن بكين تستفيد من التصعيد الحوثي ضد القوات الأمريكية، إذ أن استنزاف موارد واشنطن في البحر الأحمر قد يُضعف تركيزها الاستراتيجي على آسيا، وخاصة ملف تايوان.

وحذرت الصحيفة من أن المعلومات الدقيقة التي قد تكون قدمتها شركة CGST الصينية قد تُلحق بالولايات المتحدة خسائر بحرية يصعب تعويضها، بما في ذلك احتمال، وإن كان ضئيلًا، إغراق حاملة طائرات أمريكية. وهو ما سيؤثر بشكل كبير على قدرة البحرية الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، ويمنح الصين أفضلية في حال قررت التحرك عسكريًا تجاه تايوان.

وأضاف التقرير أن شركة CGST قد لا تكون الوحيدة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن العديد من الشركات الصينية، رغم تصنيفها كجهات مدنية أو خاصة، غالبًا ما ترتبط بقيادات في الحزب الشيوعي الصيني ولا تتصرف بما يتعارض مع السياسة الرسمية للدولة.

وفي ختام تقريرها، أكدت الصحيفة أنه إذا تمكّنت واشنطن من إثبات تورط الأقمار الصناعية الصينية في دعم الحوثيين عسكريًا، فإن من الضروري أن تتحرك "قوة الفضاء الأمريكية" لتدمير هذه الأقمار ومنعها من تعريض حياة العسكريين الأمريكيين للخطر مستقبلًا.