> عفوا إن قلت كلمات قد تزعج بعضكم لكن هذه حقيقة نعيشها ولامست أوجاعها في شهرين كانا كدهر فيه من الألم والوجع والأهات في ساعاتها وأنا أسمعها ويتفطر قلبي لعدم إسعاف هذه الروح وهذا الجسد المتألم.

حقيقة لمستها في عيون والدي وكلمات لن تغادر مسمعي وإحساس بندم لفناء عمره للملمة أوراق مبعثرة وجمع قصاصات لصناعة كتاب لتاريخ رياضي لهذا الوطن الغالي.

جمع وتوثيق أرشيف يستفيد منه أجيال ...فهل كان هناك من مجيب... غادرنا أبي وهو يحلم بإنشاء مركز ثوتيقي رياضي.

الان انتهى حلمك ياأبي وستظل جهودك حبيسة الأدراج وفي تلك الغرفة التي احتضنت وجعك وغادرت منها روحك الطاهرة.

ليعذرني الجميع إن قلتها وبكل مرارات الألم لا يكرم المبدعون في هذا الوطن إلا بعد موتهم.

تعلمتها من أبي بأن أكون شامخًا وكان يقول لي يا بني لا تتوسل لأحد.. مات أبي عزيز النفس والروح غادرنا إلى حياة لا تعب فيها ولا نصب.

أبي ذلك الباب الكبير يلي تعلمت منه الرحمة وكيف تعطي الحب والحنان دون مقابل.

اشتاق الان لسماع صوته لتوبيخه لي كي أتعلم منه حروف الهجاء لأصنع بحرًا من كلمات تملؤها المحبة...اشتاق له عندما ينصحني دون أن استشيره.

رحيلك مر يا أبي.. كنت بارا بنا وعجزنا عن تقديم أدنى بر لك.. غبت عن عيني ولكن تربعت على عرش عقلي وقلبي وأنت ركني الشديد والسند المتين الناصح الأمين الذي افتقده الآن..

لك الجنة يا أبتي عند رب ليس بظلام.. رب رحمن رحيم.. فقد خذلوك وأنصفك الله من حياة التعب فلا آه بعد الآن.
نم قرير العين يا أبي.. رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جناته.

الموجوع/ أوسان هاشم الوحصي