> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:
بمشاركة فاعلة من القوى والمكونات السياسية والحزبية والمجتمعية الموقعة على الميثاق الوطني الجنوبي نظم فريق الحوار الوطني الجنوبي صباح اليوم بالعاصمة عدن ندوة سياسية بعنوان "تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة". حضر الندوة عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، وبحضور (60) مشاركا ومشاركة لتعزيز وتعميق العمل المشترك بين كل القوى والمكونات السياسيّة والحزبيّة والمجتمعية المدنية، الموقّعة على الميثاق الوطني الجنوبي، والاستفادة من خبرات النخب الفكرية والصحفية والإعلاميّة والأكاديمية، لبلورة رؤية وطنية جنوبية شاملة لمواجهة تحديّات المرحلة الرّاهنة، وأدراها الأستاذ قاسم داؤود رئيس مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب.

وأضاف، "هذه الندوة تأتي تزامنًا مع الذكرى السنوية الثانية لانعقاد اللقاء التشاوري الجنوبي، وكذلك مع ذكرى صدور بيان عدن التاريخي، ونحن نعتبر هذه المحطة محطة تاريخية في مسار العمل الوطني الجنوبي، وهي ثمرة جهود كل القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية. ندرك جيدًا أننا نعقد ندوتنا هذه في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، وقد يرى البعض أن هناك أولويات أخرى لمناقشتها، لكننا حرصنا على أن تُكرّس هذه الندوة لمناقشة العناوين التي صُممت من أجلها، بغرض الخروج بمخرجات أساسية، نسعى، إن شاء الله، لتحويلها بمشاركة كل القوى السياسية إلى خطط عملية وبرامج سياسية نتشارك في تنفيذها".
وأشار إلى أن البعض يختزل نتائج اللقاء التشاوري في الميثاق الوطني فقط، معتبراً أن ذلك تبسيط مخل، وقال: "الميثاق الوطني هو عقد اجتماعي ومرجعية لكل الوثائق التي خرج بها اللقاء التشاوري، وهو أيضًا مرجعية حاكمة لعلاقاتنا ومشاركتنا السياسية في الجنوب من أجل استعادة دولتنا الوطنية الفيدرالية القادمة".
وأوضح، "مخرجات اللقاء التشاوري يجب أن تُؤخذ كوحدة واحدة لا تتجزأ، فهي تمثل استراتيجيات رئيسية للعمل السياسي الجنوبي، وتحتاج إلى استراتيجيات فرعية لتحويلها إلى سياسات وإجراءات تنفيذية، وما أنجزناه خلال عامين ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مرحلة جديدة من العمل الوطني الجاد".
وأكد مسعد على شمولية المخرجات بقوله: "مخرجات اللقاء التشاوري وضعت لنا تصورًا شاملًا لكيفية التعامل مع المفاهيم والمصطلحات والمعايير والقيم السياسية، ويتوجب علينا أن نعمل على تنفيذها، وأؤكد هنا أن هذه المخرجات ليست ملكًا للمجلس الانتقالي الجنوبي، بل هي نتاج حوار وطني شارك فيه أكثر من 370 شخصية جنوبية، وقعوا جميعًا على الوثائق التي صيغت بطريقة ديمقراطية ووطنية، ولذلك فهي ملك لكل الأطراف الجنوبية".
ودعا إلى العمل المشترك بقوله "إذ نحرص اليوم على تسهيل العمل في المستقبل بشكل مشترك، بهدف وضع خطة جماعية لتنفيذ مخرجات اللقاء، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية مثل كيفية إدارة المرحلة الراهنة في الجنوب. نحن بحاجة إلى رؤية سياسية واضحة لإدارة مؤسساتنا في هذه المرحلة، وعلينا أن نترجم بيان عدن التاريخي إلى وثيقة عمل بمشاركة كل الأطراف. كما أننا بحاجة إلى وثيقة أساسية توضح ماهية الدولة الفيدرالية التي نطمح إلى استعادتها، حتى نتمكن من الرد على التساؤلات الدولية حول هوية هذه الدولة ومستقبلها".
وتطرق مسعد في كلمته، إلى وثيقة أخرى من مخرجات اللقاء التشاوري، تتعلق بأسس ومعايير المفاوضات بشأن مستقبل الجنوب، وقال: "الميثاق والوثائق الأخرى نصّت على أن تقرير مصير الجنوب ولن يقرره أحد سوى الشعب الجنوبي نفسه، وبالتالي فإن المشاركة الحقيقية لكل الأطراف الجنوبية في تنفيذ هذه الوثيقة أمر بالغ الأهمية"، وشدد على أهمية استمرار الحوار: "الحوار لم ينتهِ باللقاء التشاوري ولن ينتهي اليوم، وقد أكد الرئيس عيدروس الزبيدي في أكثر من مناسبة أن الحوار سيظل مستمرًا باعتباره قيمة حضارية وأساسًا للمستقبل".
واختتم رئيس فريق الحوار الجنوبي بالقول: "أيدينا ممدودة لكل إخوتنا وزملائنا وأبناء الجنوب في الداخل والخارج، وليس لدينا سبيل آخر سوى الحوار. ومن حق الناس أن يعبّروا عن آرائهم ومخاوفهم، ومن واجبنا أن نتحاور معهم للوصول إلى نتائج تخدم الجميع، لأن هذا الوطن ليس لطرف سياسي أو جهة بعينها، بل هو وطن لكل الجنوبيين".
وقدّم د. صالح محسن الحاج رئيس الهيئة المساعدة للعلاقات الخارجية وشؤون المغتربين بالمجلس الانتقالي الجنوبي كلمة إثرائية وتوجيهية ضافية قائلا: "كما تعلمون، نحن نمرّ اليوم بمرحلة صعبة ومفصلية، هي إما أن نكون أو لا نكون. إما أن نُثبت للعالم أننا شعب صاحب قضية ومشروع وقدمنا التضحيات، فيجب أن نصمد ونواصل حتى نحقق مشروعنا الوطني، أو أن نُقر بأننا بلا قضية، ونتفكك وننجرّ إلى صراعات داخلية بيننا، وهو أمر مرفوض تمامًا، وما يدور الآن في الحراك السياسي في الرياض يتمثل في اتجاهين: اتجاه في "الشرعية" يرى ضرورة الحسم العسكري للسيطرة على السلطة، بينما الأميركيون يقفون في موقع الوسيط، وليس من ضمن أهدافهم المعلنة خوض معركة لحسم هذا الصراع، أهدافهم تتركز على أمرين الأول هو استهداف الحوثيين ردًا على اعتداءاتهم على السفن، والثاني جاء بناءً على طلب من إسرائيل لمعاقبة الحوثيين. والإقليم بدوره ليس معنيًا بإسرائيل بقدر ما هو مهتم بإعادة ترتيب الوضع في اليمن".
وأضاف: "نحن في الجنوب معنيون بقضيتنا الوطنية، وهذا هو الوقت المناسب لترتيب بيتنا الداخلي. وعندما نتحدث عن الحوار، فإننا بحاجة فعلاً إلى تنظيم صفوفنا. لقد أعددنا وثائق واستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لهذه اللحظة تحديدًا، لنقول للعالم إن لدينا رؤية وخارطة طريق، وإننا شعب يسعى لاستعادة وبناء دولته. هذه هي اللحظة التاريخية التي يجب أن نستغلها كجنوبيين في ان نستمر في الحوار لترتيب البيت الداخلي، مهما كانت التحديات. كنت في مصر والتقيت بعدد من الإخوة بشكل فردي وتحدثنا معهم. لا شيء يمنع من وجود اختلافات في وجهات النظر، لكن علينا أن نستمع لبعضنا البعض ونتحمّل بعضنا البعض. صحيح أن لدينا مشكلة ثقافية موروثة تتمثل في رفض الرأي المخالف واعتباره عداءً، وقد قلت لهيئة الرئاسة عند مناقشة ما طرحه الشيخ عمرو بن حبريش، حول الحكم الذاتي هذا لا يعني أنه خصم أو عدو. بن حبريش، يمثل قاعدة جماهيرية عريضة من قبائل الحموم، التي كانت دومًا مع مشروع الجنوب. لذلك علينا أن نتفهم المشكلات الحقيقية، وألا نخاف من التعدد؛ فالتعدد أمر طبيعي في مثل هذه المراحل".
وتابع كلمته بالقول: "نحن اليوم على الأرض، ولدينا قوة عسكرية نرتكز إليها، وما نحتاج إليه هو تعزيز اللحمة الوطنية والتمسك بالميثاق الوطني الذي توافقنا عليه. هناك آلية عمل موجودة، ويجب أن نُفعّلها. كما أن هناك أفكارًا كثيرة يمكن أن تسهم في تعزيز وحدتنا الوطنية، وينبغي طرحها للنقاش بين مختلف المكونات كجبهة وطنية".
وأكد د. الحاج، في ختام كلمته بأن "المجلس الانتقالي الجنوبي هو كيان سياسي كبير يحمل المشروع الوطني الجنوبي. وكأي كيان حي، قد يمر بحالة من التململ أو يظهر فيه بعض الخلل، لكن المطلوب هو تشخيص هذه المشكلات ومعالجتها، لا أن نعتبرها نهاية المطاف. هناك من طرح ملاحظات حول تضخم بعض المؤسسات داخل المجلس، لكنني أؤكد أن هناك بالفعل عملية مراجعة وهيكلة جارية، وعلينا أن نمنح القيادة الفرصة لكن في الوقت ذاته نمدّها بالمقترحات والآراء. واستمعنا للآراء العديدة المطروحة في هذه الندوة لهذا ينبغي استخلاصها والبناء عليها. كما يجب أن يُعقد لقاء بين مختلف المكونات مع الرئيس عيدروس الزُبيدي، لبحث مجمل الأفكار والتظلمات والمقترحات التطويرية. ولا زلنا في بداية الطريق ولسنا في نهايته وأننا بحاجة إلى بعضنا البعض، وعلينا أن نحافظ على المجلس الانتقالي وفي الوقت نفسه علينا أن نمارس النقد البنّاء، فالنقد يشبه الألم في الجسد كونه مؤشر لوجود خلل ينبغي إصلاحه، لا وسيلة للتدمير. فالوحدة الوطنية الجنوبية ضرورة اليوم وغدًا، وكل يوم، وسيظل الحوار مستمرًا، وانا أؤيد الآراء التي تنادي بتطوير فريق الحوار ومنحه صلاحيات أوسع، وتحويله إلى مؤسسة وطنية دائمة، فالحوار هو بوابتنا الرئيسية لحل مشاكلنا وصراعاتنا، وهو منقذنا بدلا من استخدام إلى العنف".
وقدمت في الندوة ثلاث أوراق سياسية، الورقة الأولى قدمها أحمد حرمل، من الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي الجنوبي، بعنوان "كيفية خلق منظومة عمل جنوبيّة سياسية وطنية متجانسة"، أما الورقة الثانية قدمها محمد عبدالله الموس فقد مثلت رؤية حزب رابطة الجنوب العربي الحر، وحملت عنوان "ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي (4 - 8 مايو 2023م)"، فيما قدم الورقة الثالثة مازن محمد صالح عمر، مدير مكتب رئيس الهيئة السياسية ووحدة شؤون المفاوضات نيابةً عن الهيئة السياسية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تناولت الهيئة السياسية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي حول خلق منظومة عمل سياسية وطنية متجانسة تضم جميع القوى والمكونات المؤمنة بقضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
شهدت الندوة عدداً من المداخلات القيّمة من قبل المشاركين، تناولت أهمية وحدة الصف الجنوبي يمثل ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة، داعين إلى استمرار جهود الحوار والتنسيق بين مختلف الأطراف الجنوبية.
وأصدر المشاركون في ختام الندوة مجموعة من التوصيات والمقترحات، ألقاها نائب رئيس الفريق، صالح حسين أحمد الفردي، وكانت على النحو التالي:
1 - يشدّد المشاركون في الندوة السياسية، على أن القضية الجنوبية، قضية شعب ووطن ودولة وسيادة وهوية، وتنوّع حضاري وثقافي، وحصاد وطني لنضالات وتضحيات شعب الجنوب لأكثر من ثلاثين عاماً، من باب المندب والعاصمة عدن غرباً حتى المهرة وسقطرى شرقاً.
2 - يؤكّد المشاركون – جميعاً – على أهمية أن يضطلع نوّاب مجلس القيادة الرئاسي، والوزراء الجنوبيين في الحكومة بدورهم والفاعل ومسؤوليتهم الوطنية في مواجهة فشل الشرعية اليمينة، والعمل على إيقاف حرب الخدمات الممنهجة، وتدمير الاقتصاد الوطني الجنوبي المستمر، وإخراج مؤسساته الحيوية عن الخدمة، والمضاربة في العملة، وانهيارها المتلاحق، ويدعو المشاركون دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين إلى ضرورة القيام بدورهما الإنساني والأخوي في إيقاف هذه الأوضاع المأساوية والكارثية التي تجثم على كاهل شعب الجنوب.
3 - يؤكّد الجميع على أهمية وضع مصلحة شعب الجنوب فوق كل الاعتبارات، فهي صمام أمان القضيّة الجنوبيّة، وهي الحاضنة لكل قواها السياسية والحزبية والمجتمعية المدنية، ويشدّد المشاركون على ضرورة الرجوع إلى شعب الجنوب في القضايا المصيرية، فهو صاحب القول الفصل في حسم خياراته وتقرير مصيره بإرادته الوطنيّة الحرّة.
4 - يوصي المشاركون هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوى السياسية والحزبيّة والمدنيّة الموقّعة على الميثاق الوطني الجنوبي، والمشاركة بفاعلية في اللقاء التشاوري الجنوبي الأول إلى ضرورة ترجمة مخرجاته، وتنفيذها على أرض الواقع وفق المتاح، ضمن برامجها وأنشطتها وفعالياتها الوطنية الخاصّة والعامّة.
5 - يوصي المشاركون قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إطلاق مبادرة وطنية جنوبيّة ودعوة القوى والمكونات الموقّعة على الميثاق الوطني الجنوبي كافّة، للعمل معاً على صياغة ووضع رؤية استراتيجية لإنجاز وثيقتي الاتجاهات الرئيسية لإدارة المرحلة الرّاهنة، وأسس ومعايير بناء الدّولة الجنوبية الفيدرالية المستقلّة القادمة.
6 - يؤكّد الجميع على أهمية دعم الجهود الوطنية في عمليّة التواصل الدبلوماسي، مع الأمم المتحدة والمنظمات الدّولية الفاعلة لطرح قضية شعب الجنوب بشكل مستقل على طاولة المجتمع الدّولي ومؤسساته كلها.
7 - يوصي المشاركون بضرورة دمج وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنيّة، على أسس وطنيّة سليمة، واستيعاب ما تبقّى من أفراد المقاومة الجنوبية البطلة، والعسكريين الذين تمّ اقصاؤهم بعد حرب صيف 1994م، لا سيما القادرون منهم على العطاء والعمل وتقديم الخبرات المهنية والعملية والقتالية لخدمة قضية شعب الجنوب.
8 - يوصي المشاركون قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بضرورة منح فريق الحوار مساحة كبيرة للعمل الجاد والمثمر والمزمّن لاستكمال الحوارات السابقة مع القوى الوطنية التي لم تشارك في اللقاء التشاوري الأول، ووفق مخرجاته، وما أسفر عنه التوافق بالتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي، وما حملته الوثائق السياسية المقرّة في لقاء العاصمة 8 مايو 2023م.
9 - يؤكّد الجميع على أهمية اعتماد الحوار كطريق ووسيلة مثلى لإدارة وحلّ التباينات والاختلافات في الجسد الوطني الجنوبي، والالتزام بمبدأ ومنهج وثقافة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، وتجسيد ذلك في الممارسة العمليّة، واقتران الأقوال بالأفعال.
10 - الدعوة إلى تطوير آليات عمل فريق الحوار، واتساع مهامه، كهيئة وطنية دائمة تعمل من أجل حلحلة كل القضايا والمشكلات التي تعترض سير التفاهمات والتوافقات بين القوى والمكونات السياسية والحزبية والمجتمعيّة، في داخل الوطن وخارجه، وبما يعزّز من الاصطفاف الوطني، ويقوّي من عوامل النجاح وفرص التوافق الجبهوي الوطني لاستعادة الدّولة الجنوبية الفيدرالية المستقلّة.
11 - يشدّد المشاركون على أهمية فتح نوافذ إعلامية إذاعياً وتلفزيونياً وصحفياً، لتعزيز ثقافة الحوار والقبول بالآخر في كل القضايا الخلافيّة، وتكريس صفحة جديدة من الوئام المجتمعي، والتوافق الوطني لمواجهة المخاطر والصعوبات والتحديات ومظاهر العنف والغلو والإرهاب والتطرّف، والعصبية بكل أشكالها المدّمرة.
12 - يؤكّد المشاركون على أهميّة تعزيز دور المجتمع المدني والشباب والمرأة في دعم ومساندة جهود الحوار، وتعميق روح الولاء للوطن الجنوبي، وتمكينهم من المساهمة في قيادة وإدارة مؤسسات الدّولة والمجتمع المدني.
13 - يوصي المشاركون بضرورة طباعة وثائق مخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي الأول، باللغتين العربية والإنجليزية والعمل على توزيعها على المكونات والقوى والجهات ذات العلاقة والاختصاص في محافظات الوطن الجنوبي، والمنظمات الإقليمية والدولية.
14 - يوصي المشاركون بضرورة الإسراع في تأسيس آليات عمل إجرائية وتنفيذية فاعلة لتمكين الكادر الوطني الجنوبي من قيادة وإدارة مؤسسات ومرافق الدّولة في محافظات الوطن الجنوبي كافة، والضغط لنيل المجلس الانتقالي شراكة حقيقية في مفاصل الدّولة والسلك الدبلوماسي والإشراف على إجراءات المنح والصرف لإيرادات وبما يخدم حلّ المشكلات الخدميّة، ومكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة العليا للمناقصات لإداء مهامها الرقابية والقانونية الفاعلة.
15 - يوصي المشاركون بضرورة تشكيل فريق عمل مساند من ذوي الخبرات والاختصاص والكفاءات الوطنية السياسية كرافد وطني أثناء سير التفاوض وجلسات المفاوضات لوضع الحلول السياسية للأزمنة الرّاهنة.
ألقى عبدالسلام قاسم مسعد رئيس فريق الحوار الجنوبي كلمة في افتتاح الندوة رحب فيها بالمشاركين مثمنًا الجهود التي بذلها فريق الحوار الوطني الجنوبي في الإعداد لها، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هذا العمل لم يكن ليتم دون مشاركة القوى السياسية والمكونات الاجتماعية الجنوبية كلها التي كان لها دور كبير في إنجاح اللقاء التشاوري الجنوبي، وفي الحوارات التي سبقته على مدى عامين داخل الوطن وخارجه.

وأضاف، "هذه الندوة تأتي تزامنًا مع الذكرى السنوية الثانية لانعقاد اللقاء التشاوري الجنوبي، وكذلك مع ذكرى صدور بيان عدن التاريخي، ونحن نعتبر هذه المحطة محطة تاريخية في مسار العمل الوطني الجنوبي، وهي ثمرة جهود كل القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية. ندرك جيدًا أننا نعقد ندوتنا هذه في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، وقد يرى البعض أن هناك أولويات أخرى لمناقشتها، لكننا حرصنا على أن تُكرّس هذه الندوة لمناقشة العناوين التي صُممت من أجلها، بغرض الخروج بمخرجات أساسية، نسعى، إن شاء الله، لتحويلها بمشاركة كل القوى السياسية إلى خطط عملية وبرامج سياسية نتشارك في تنفيذها".
وأشار إلى أن البعض يختزل نتائج اللقاء التشاوري في الميثاق الوطني فقط، معتبراً أن ذلك تبسيط مخل، وقال: "الميثاق الوطني هو عقد اجتماعي ومرجعية لكل الوثائق التي خرج بها اللقاء التشاوري، وهو أيضًا مرجعية حاكمة لعلاقاتنا ومشاركتنا السياسية في الجنوب من أجل استعادة دولتنا الوطنية الفيدرالية القادمة".
وأوضح، "مخرجات اللقاء التشاوري يجب أن تُؤخذ كوحدة واحدة لا تتجزأ، فهي تمثل استراتيجيات رئيسية للعمل السياسي الجنوبي، وتحتاج إلى استراتيجيات فرعية لتحويلها إلى سياسات وإجراءات تنفيذية، وما أنجزناه خلال عامين ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مرحلة جديدة من العمل الوطني الجاد".
وأكد مسعد على شمولية المخرجات بقوله: "مخرجات اللقاء التشاوري وضعت لنا تصورًا شاملًا لكيفية التعامل مع المفاهيم والمصطلحات والمعايير والقيم السياسية، ويتوجب علينا أن نعمل على تنفيذها، وأؤكد هنا أن هذه المخرجات ليست ملكًا للمجلس الانتقالي الجنوبي، بل هي نتاج حوار وطني شارك فيه أكثر من 370 شخصية جنوبية، وقعوا جميعًا على الوثائق التي صيغت بطريقة ديمقراطية ووطنية، ولذلك فهي ملك لكل الأطراف الجنوبية".
ودعا إلى العمل المشترك بقوله "إذ نحرص اليوم على تسهيل العمل في المستقبل بشكل مشترك، بهدف وضع خطة جماعية لتنفيذ مخرجات اللقاء، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية مثل كيفية إدارة المرحلة الراهنة في الجنوب. نحن بحاجة إلى رؤية سياسية واضحة لإدارة مؤسساتنا في هذه المرحلة، وعلينا أن نترجم بيان عدن التاريخي إلى وثيقة عمل بمشاركة كل الأطراف. كما أننا بحاجة إلى وثيقة أساسية توضح ماهية الدولة الفيدرالية التي نطمح إلى استعادتها، حتى نتمكن من الرد على التساؤلات الدولية حول هوية هذه الدولة ومستقبلها".
وتطرق مسعد في كلمته، إلى وثيقة أخرى من مخرجات اللقاء التشاوري، تتعلق بأسس ومعايير المفاوضات بشأن مستقبل الجنوب، وقال: "الميثاق والوثائق الأخرى نصّت على أن تقرير مصير الجنوب ولن يقرره أحد سوى الشعب الجنوبي نفسه، وبالتالي فإن المشاركة الحقيقية لكل الأطراف الجنوبية في تنفيذ هذه الوثيقة أمر بالغ الأهمية"، وشدد على أهمية استمرار الحوار: "الحوار لم ينتهِ باللقاء التشاوري ولن ينتهي اليوم، وقد أكد الرئيس عيدروس الزبيدي في أكثر من مناسبة أن الحوار سيظل مستمرًا باعتباره قيمة حضارية وأساسًا للمستقبل".
واختتم رئيس فريق الحوار الجنوبي بالقول: "أيدينا ممدودة لكل إخوتنا وزملائنا وأبناء الجنوب في الداخل والخارج، وليس لدينا سبيل آخر سوى الحوار. ومن حق الناس أن يعبّروا عن آرائهم ومخاوفهم، ومن واجبنا أن نتحاور معهم للوصول إلى نتائج تخدم الجميع، لأن هذا الوطن ليس لطرف سياسي أو جهة بعينها، بل هو وطن لكل الجنوبيين".
وقدّم د. صالح محسن الحاج رئيس الهيئة المساعدة للعلاقات الخارجية وشؤون المغتربين بالمجلس الانتقالي الجنوبي كلمة إثرائية وتوجيهية ضافية قائلا: "كما تعلمون، نحن نمرّ اليوم بمرحلة صعبة ومفصلية، هي إما أن نكون أو لا نكون. إما أن نُثبت للعالم أننا شعب صاحب قضية ومشروع وقدمنا التضحيات، فيجب أن نصمد ونواصل حتى نحقق مشروعنا الوطني، أو أن نُقر بأننا بلا قضية، ونتفكك وننجرّ إلى صراعات داخلية بيننا، وهو أمر مرفوض تمامًا، وما يدور الآن في الحراك السياسي في الرياض يتمثل في اتجاهين: اتجاه في "الشرعية" يرى ضرورة الحسم العسكري للسيطرة على السلطة، بينما الأميركيون يقفون في موقع الوسيط، وليس من ضمن أهدافهم المعلنة خوض معركة لحسم هذا الصراع، أهدافهم تتركز على أمرين الأول هو استهداف الحوثيين ردًا على اعتداءاتهم على السفن، والثاني جاء بناءً على طلب من إسرائيل لمعاقبة الحوثيين. والإقليم بدوره ليس معنيًا بإسرائيل بقدر ما هو مهتم بإعادة ترتيب الوضع في اليمن".
وأضاف: "نحن في الجنوب معنيون بقضيتنا الوطنية، وهذا هو الوقت المناسب لترتيب بيتنا الداخلي. وعندما نتحدث عن الحوار، فإننا بحاجة فعلاً إلى تنظيم صفوفنا. لقد أعددنا وثائق واستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لهذه اللحظة تحديدًا، لنقول للعالم إن لدينا رؤية وخارطة طريق، وإننا شعب يسعى لاستعادة وبناء دولته. هذه هي اللحظة التاريخية التي يجب أن نستغلها كجنوبيين في ان نستمر في الحوار لترتيب البيت الداخلي، مهما كانت التحديات. كنت في مصر والتقيت بعدد من الإخوة بشكل فردي وتحدثنا معهم. لا شيء يمنع من وجود اختلافات في وجهات النظر، لكن علينا أن نستمع لبعضنا البعض ونتحمّل بعضنا البعض. صحيح أن لدينا مشكلة ثقافية موروثة تتمثل في رفض الرأي المخالف واعتباره عداءً، وقد قلت لهيئة الرئاسة عند مناقشة ما طرحه الشيخ عمرو بن حبريش، حول الحكم الذاتي هذا لا يعني أنه خصم أو عدو. بن حبريش، يمثل قاعدة جماهيرية عريضة من قبائل الحموم، التي كانت دومًا مع مشروع الجنوب. لذلك علينا أن نتفهم المشكلات الحقيقية، وألا نخاف من التعدد؛ فالتعدد أمر طبيعي في مثل هذه المراحل".
وتابع كلمته بالقول: "نحن اليوم على الأرض، ولدينا قوة عسكرية نرتكز إليها، وما نحتاج إليه هو تعزيز اللحمة الوطنية والتمسك بالميثاق الوطني الذي توافقنا عليه. هناك آلية عمل موجودة، ويجب أن نُفعّلها. كما أن هناك أفكارًا كثيرة يمكن أن تسهم في تعزيز وحدتنا الوطنية، وينبغي طرحها للنقاش بين مختلف المكونات كجبهة وطنية".
وأكد د. الحاج، في ختام كلمته بأن "المجلس الانتقالي الجنوبي هو كيان سياسي كبير يحمل المشروع الوطني الجنوبي. وكأي كيان حي، قد يمر بحالة من التململ أو يظهر فيه بعض الخلل، لكن المطلوب هو تشخيص هذه المشكلات ومعالجتها، لا أن نعتبرها نهاية المطاف. هناك من طرح ملاحظات حول تضخم بعض المؤسسات داخل المجلس، لكنني أؤكد أن هناك بالفعل عملية مراجعة وهيكلة جارية، وعلينا أن نمنح القيادة الفرصة لكن في الوقت ذاته نمدّها بالمقترحات والآراء. واستمعنا للآراء العديدة المطروحة في هذه الندوة لهذا ينبغي استخلاصها والبناء عليها. كما يجب أن يُعقد لقاء بين مختلف المكونات مع الرئيس عيدروس الزُبيدي، لبحث مجمل الأفكار والتظلمات والمقترحات التطويرية. ولا زلنا في بداية الطريق ولسنا في نهايته وأننا بحاجة إلى بعضنا البعض، وعلينا أن نحافظ على المجلس الانتقالي وفي الوقت نفسه علينا أن نمارس النقد البنّاء، فالنقد يشبه الألم في الجسد كونه مؤشر لوجود خلل ينبغي إصلاحه، لا وسيلة للتدمير. فالوحدة الوطنية الجنوبية ضرورة اليوم وغدًا، وكل يوم، وسيظل الحوار مستمرًا، وانا أؤيد الآراء التي تنادي بتطوير فريق الحوار ومنحه صلاحيات أوسع، وتحويله إلى مؤسسة وطنية دائمة، فالحوار هو بوابتنا الرئيسية لحل مشاكلنا وصراعاتنا، وهو منقذنا بدلا من استخدام إلى العنف".
وقدمت في الندوة ثلاث أوراق سياسية، الورقة الأولى قدمها أحمد حرمل، من الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي الجنوبي، بعنوان "كيفية خلق منظومة عمل جنوبيّة سياسية وطنية متجانسة"، أما الورقة الثانية قدمها محمد عبدالله الموس فقد مثلت رؤية حزب رابطة الجنوب العربي الحر، وحملت عنوان "ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي (4 - 8 مايو 2023م)"، فيما قدم الورقة الثالثة مازن محمد صالح عمر، مدير مكتب رئيس الهيئة السياسية ووحدة شؤون المفاوضات نيابةً عن الهيئة السياسية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تناولت الهيئة السياسية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي حول خلق منظومة عمل سياسية وطنية متجانسة تضم جميع القوى والمكونات المؤمنة بقضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
شهدت الندوة عدداً من المداخلات القيّمة من قبل المشاركين، تناولت أهمية وحدة الصف الجنوبي يمثل ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة، داعين إلى استمرار جهود الحوار والتنسيق بين مختلف الأطراف الجنوبية.
وأصدر المشاركون في ختام الندوة مجموعة من التوصيات والمقترحات، ألقاها نائب رئيس الفريق، صالح حسين أحمد الفردي، وكانت على النحو التالي:
1 - يشدّد المشاركون في الندوة السياسية، على أن القضية الجنوبية، قضية شعب ووطن ودولة وسيادة وهوية، وتنوّع حضاري وثقافي، وحصاد وطني لنضالات وتضحيات شعب الجنوب لأكثر من ثلاثين عاماً، من باب المندب والعاصمة عدن غرباً حتى المهرة وسقطرى شرقاً.
2 - يؤكّد المشاركون – جميعاً – على أهمية أن يضطلع نوّاب مجلس القيادة الرئاسي، والوزراء الجنوبيين في الحكومة بدورهم والفاعل ومسؤوليتهم الوطنية في مواجهة فشل الشرعية اليمينة، والعمل على إيقاف حرب الخدمات الممنهجة، وتدمير الاقتصاد الوطني الجنوبي المستمر، وإخراج مؤسساته الحيوية عن الخدمة، والمضاربة في العملة، وانهيارها المتلاحق، ويدعو المشاركون دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين إلى ضرورة القيام بدورهما الإنساني والأخوي في إيقاف هذه الأوضاع المأساوية والكارثية التي تجثم على كاهل شعب الجنوب.
3 - يؤكّد الجميع على أهمية وضع مصلحة شعب الجنوب فوق كل الاعتبارات، فهي صمام أمان القضيّة الجنوبيّة، وهي الحاضنة لكل قواها السياسية والحزبية والمجتمعية المدنية، ويشدّد المشاركون على ضرورة الرجوع إلى شعب الجنوب في القضايا المصيرية، فهو صاحب القول الفصل في حسم خياراته وتقرير مصيره بإرادته الوطنيّة الحرّة.
4 - يوصي المشاركون هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوى السياسية والحزبيّة والمدنيّة الموقّعة على الميثاق الوطني الجنوبي، والمشاركة بفاعلية في اللقاء التشاوري الجنوبي الأول إلى ضرورة ترجمة مخرجاته، وتنفيذها على أرض الواقع وفق المتاح، ضمن برامجها وأنشطتها وفعالياتها الوطنية الخاصّة والعامّة.
5 - يوصي المشاركون قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إطلاق مبادرة وطنية جنوبيّة ودعوة القوى والمكونات الموقّعة على الميثاق الوطني الجنوبي كافّة، للعمل معاً على صياغة ووضع رؤية استراتيجية لإنجاز وثيقتي الاتجاهات الرئيسية لإدارة المرحلة الرّاهنة، وأسس ومعايير بناء الدّولة الجنوبية الفيدرالية المستقلّة القادمة.
6 - يؤكّد الجميع على أهمية دعم الجهود الوطنية في عمليّة التواصل الدبلوماسي، مع الأمم المتحدة والمنظمات الدّولية الفاعلة لطرح قضية شعب الجنوب بشكل مستقل على طاولة المجتمع الدّولي ومؤسساته كلها.
7 - يوصي المشاركون بضرورة دمج وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنيّة، على أسس وطنيّة سليمة، واستيعاب ما تبقّى من أفراد المقاومة الجنوبية البطلة، والعسكريين الذين تمّ اقصاؤهم بعد حرب صيف 1994م، لا سيما القادرون منهم على العطاء والعمل وتقديم الخبرات المهنية والعملية والقتالية لخدمة قضية شعب الجنوب.
8 - يوصي المشاركون قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بضرورة منح فريق الحوار مساحة كبيرة للعمل الجاد والمثمر والمزمّن لاستكمال الحوارات السابقة مع القوى الوطنية التي لم تشارك في اللقاء التشاوري الأول، ووفق مخرجاته، وما أسفر عنه التوافق بالتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي، وما حملته الوثائق السياسية المقرّة في لقاء العاصمة 8 مايو 2023م.
9 - يؤكّد الجميع على أهمية اعتماد الحوار كطريق ووسيلة مثلى لإدارة وحلّ التباينات والاختلافات في الجسد الوطني الجنوبي، والالتزام بمبدأ ومنهج وثقافة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، وتجسيد ذلك في الممارسة العمليّة، واقتران الأقوال بالأفعال.
10 - الدعوة إلى تطوير آليات عمل فريق الحوار، واتساع مهامه، كهيئة وطنية دائمة تعمل من أجل حلحلة كل القضايا والمشكلات التي تعترض سير التفاهمات والتوافقات بين القوى والمكونات السياسية والحزبية والمجتمعيّة، في داخل الوطن وخارجه، وبما يعزّز من الاصطفاف الوطني، ويقوّي من عوامل النجاح وفرص التوافق الجبهوي الوطني لاستعادة الدّولة الجنوبية الفيدرالية المستقلّة.
11 - يشدّد المشاركون على أهمية فتح نوافذ إعلامية إذاعياً وتلفزيونياً وصحفياً، لتعزيز ثقافة الحوار والقبول بالآخر في كل القضايا الخلافيّة، وتكريس صفحة جديدة من الوئام المجتمعي، والتوافق الوطني لمواجهة المخاطر والصعوبات والتحديات ومظاهر العنف والغلو والإرهاب والتطرّف، والعصبية بكل أشكالها المدّمرة.
12 - يؤكّد المشاركون على أهميّة تعزيز دور المجتمع المدني والشباب والمرأة في دعم ومساندة جهود الحوار، وتعميق روح الولاء للوطن الجنوبي، وتمكينهم من المساهمة في قيادة وإدارة مؤسسات الدّولة والمجتمع المدني.
13 - يوصي المشاركون بضرورة طباعة وثائق مخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي الأول، باللغتين العربية والإنجليزية والعمل على توزيعها على المكونات والقوى والجهات ذات العلاقة والاختصاص في محافظات الوطن الجنوبي، والمنظمات الإقليمية والدولية.
14 - يوصي المشاركون بضرورة الإسراع في تأسيس آليات عمل إجرائية وتنفيذية فاعلة لتمكين الكادر الوطني الجنوبي من قيادة وإدارة مؤسسات ومرافق الدّولة في محافظات الوطن الجنوبي كافة، والضغط لنيل المجلس الانتقالي شراكة حقيقية في مفاصل الدّولة والسلك الدبلوماسي والإشراف على إجراءات المنح والصرف لإيرادات وبما يخدم حلّ المشكلات الخدميّة، ومكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة العليا للمناقصات لإداء مهامها الرقابية والقانونية الفاعلة.
15 - يوصي المشاركون بضرورة تشكيل فريق عمل مساند من ذوي الخبرات والاختصاص والكفاءات الوطنية السياسية كرافد وطني أثناء سير التفاوض وجلسات المفاوضات لوضع الحلول السياسية للأزمنة الرّاهنة.